تشير بعض الإحصائيات إلى أن الشركات الصغيرة جدا، والتي يعمل لديها ما يقل عن 25 موظفاً، تتساوى مع المؤسسات الكبيرة من حيث نسبة استخدام الأجهزة المتنقلة، ومع ذلك، فإن معظم الشركات الصغيرة جدا تفتقر إلى الوعي الأمني والخبرة الفنية اللازمة لتوفير الحماية الأمثل للأجهزة المتنقلة الصادرة عن الشركات أو التي يملكها الموظفين. وأجرت كاسبرسكي لاب، دراسة استطلعت خلالها آراء 3900 من مختصي تكنولوجيا المعلومات من مختلف دول العالم بما فيها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حول تحديات تكنولوجيا المعلومات التي تعرضوا لها خلال الأشهر الأثنى عشر الماضية. وأفاد 34% من المستطلعين في الشركات الصغيرة جداً بأنهم قد تمكنوا من دمج الأجهزة المتنقلة في بيئة شركتهم. وتجدر الملاحظة إلى أن هذه النسبة متطابقة تقريباً مع نسبة دمج الاجهزة المتنقلة التي أقر بها مستطلعون من المؤسسات الكبيرة والتي بلغت 35%، مما يعني أن أصغر الشركات في العالم تستخدم تكنولوجيا الأجهزة المتنقلة بنفس مستوى الاستخدام المسجل لدى الشركات الكبيرة التي يعمل لديها أكثر من 5000 موظفاً. ولا تقتصر تكنولوجيا الأجهزة المتنقلة على الشركات استناداً لحجمها، ولكن هناك عوامل رئيسية أخرى ينبغي وضعها في الاعتبار. تشكل الخبرات والموارد القيود الأكثر وضوحا في مواجهة الشركات الصغيرة جداً التي لا يتوفر لديها في الأغلب موظفين مختصين في تكنولوجيا المعلومات لتولي مهام إدارة التطبيقات التكنولوجية. وقد تؤدي هذه القيود إلى إحداث فجوة معرفية حتى بين أصحاب الشركات الذين لديهم اهتمامات أمنية. وعلى سبيل المثال، صنّفت 31% من الشركات الصغيرة جداً مسألة "حماية الأجهزة المتنقلة/أجهزة الكمبيوتر المحمولة" كواحدة من ضمن أهم أولويات أمن تكنولوجيا المعلومات الثلاث لديها على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة (وهي نسبة تعادل تقريباً نسبة استخدام الاجهزة المتنقلة لفترة الاثني عشر شهراً السابقة والبالغة 34%). ولكن عند توجيه اسئلة حول سياسات "اجلب جهازك الخاص" أو ما يعرف بمصطلح (BYOD)، حيث يستخدم الموظفون الأجهزة المتنقلة الخاصة بهم لأغراض تخدم مصلحة الشركة، كشفت الدراسة عن وجود فجوة في الإدراك القائم على أساس حجم الشركة، حيث قامت 9% فقط من الشركات الصغيرة جداً مقارنة مع نسبة 19% من المؤسسات الكبيرة بتطبيق تلك السياسات. وعند سؤالهم عن آخر اتجاهات التكنولوجيا، اجمع 28% من مستطلعي الشركات الصغيرة جداً على أن تطبيق سياسة "اجلب جهازك الخاص" تتسبب في إحداث مخاطر أمنية متزايدة لتكنولوجيا المعلومات في شركاتهم. وقد لوحظ أن نسبة الاستجابة المستقاة من الشركات الكبيرة والمؤسسات قد فاقت نسبة الشركات الصغيرة جداً بمقدار الضغف تقريباً حيث بلغت نسب الاجماع على المخاطر التي يحدثها تطبيق سياسة "اجلب جهازك الخاص" 52% و48% على التوالي. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن للشركات الصغيرة جداً أن تتجاهل أو تتغاضى عن المخاطر الأمنية الناشئة عن الأجهزة المتنقلة المملوكة للموظفين؟ قد يبدو هذا عموماً الاحتمال الأكثر إثارة للقلق، خصوصاً وأننا نجد الشركات الصغيرة جداً بما لديها من ميزانيات محدودة تميل أكثر نحو الاعتماد على الأجهزة المملوكة لموظفيها كإجراء يتيح تقليل التكاليف، والترحيب بفكرة ربط هذه الأجهزة على شبكاتها. من ضمن التهديدات الشائعة التي تحدثها الأجهزة المتنقلة التي يملكها الموظفين، البرمجيات أو التطبيقات الخبيثة المتصلة بشبكة الشركة عن طريق جهاز الموظف أو بيانات الشركة التي سرعان ما تختفي وتضيع مع فقدان أو سرقة جهاز الموظف. نحن ندرك أن معظم الشركات الصغيرة جداً تفتقر إلى الميزانية والتطور التقني لحلول أمن الأجهزة المتنقلة المتقدمة، إلا أنه لايزال بإمكان الشركات الصغيرة استخدام تكنولوجيا الأجهزة المتنقلة - بما في ذلك الأجهزة المملوكة للموظفين - دون استثمار في الوقت أو المال. إن توافر الوعي والتكنولوجيا الملائمة من الممكن لهما أن يلعبا دوراً في تحقيق إنجازات ملموسة من حيث ضمان أمن الأجهزة المتنقلة، ومساعدة أصحاب الشركات الناشئة على التفرغ لإدارة شركاتهم وأعمالهم. ولابد من تثقيف الموظفين، وهذه تمثل خطوط الدفاع الأولى المعنية بحماية بيانات شركتك في الموظفين الذين يتمتعون بخبرة مثبتة في مجال الأمن. تأكد من أن موظفيك الجدد يدركون بأنه في حال كانت أجهزة هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية تحتوي على معلومات خاصة بالشركة، فلا ينبغي أن يتعرض هذا الجهاز إلى عادات استخدام لا ضرورة لها بحيث قد تعرض هذا الجهاز للمخاطر (مثل تصفح مواقع انترنت مشكوك فيها)، وبأنه في حال فقدان أو سرقة الجهاز، فيجب عليهم إبلاغ صاحب العمل بذلك فورا وليس بعد أيام من ذلك. ولابد للشركات من تثبيت برنامج مكافح للسرقة منخفض التكلفة يمكنه حذف البيانات عن بعد من الأجهزة المفقودة أو المسروقة هو شيء ضروري. توفر بعض الأجهزة مزايا مماثلة مثبتة مسبقاً في الجهاز، وهناك العديد من تطبيقات الطرف الثالث التي يمكنها إنجاز هذه المهمة. ولكن تأكد من أن الموظف يدرك أنه في حال تم حذف البيانات من جهازه فهذا يعني حذف أي معلومات شخصية على الجهاز أيضاً، ولهذا يتعين على الموظفين إجراء النسخ الاحتياطي للبيانات المخزنة على الجهاز. وليس بإمكان أي شركة ناشئة قوامها خمسة موظفين أن تمضي ساعات طويلة في شراء وتطبيق وإدارة منتج أمني للشركات وقابل للتطوير وهو في الواقع لا يلبي أغراض الشركة. تجنب شراء منتج يكون حجمه أكبر من الاحتياجات الفعلية اللازمة لشركتك واكتف بالحصول على المزايا الأمنية الأساسية للأجهزة المتنقلة.