أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان الثورة المضادة ليس لها مستقبل فى كل الأحوال لان عودة الخوف الذي استند اليه الاستبداد فيما مضي اصبحت مستحيلة. وحذر المرزوقي خلال ندوة فكرية عقدت مساء اليوم بقصر القبة، من انه اذا ما لجأت الثورة المضادة الي العنف فان الشعب سيقضي عليها. واعتبر المرزوقي اننا امام ثورة عربية واحدة وليس ثورات لان الامر يتعلق بنفس الظروف والأسباب والأهداف. وأشار الى انه توقع منذ سنوات ان يكون القرن الحادي والعشرين هو قرن الثورة العربية. وقال ان الثورة العربية هى اولى إفرازات الثورة المعلوماتية ، موضحا ان التكنولوجيا لم تصنع الثورة ولكن لولاها لربما كنا لا نزال نتخبط فى الاستبداد. وحول المشهد المصري الحالي، اعرب المرزوقي عن اعتقاده بان مصر هى حجر الرحي ، ورغم ان الثورة بدات فى تونس، الا ان نجاح الثورة المصرية كان الأهم. ولفت الي ان وضع مصر أصعب من تونس لان مصر مرتبطة اكثر من تونس بأزمة الشرق الاوسط وبالتالي فان عليها ضغوط خارجية ، كما ان وضع المؤسسة العسكرية فى مصر اكثر تعقيدا ، وكذلك فان الثورة المضادة فى مصر اقوى من مثيلتها فى تونس. غير ان الرئيس التونسي اكد ان الشعب المصري قطع خط الرجعة وبالتالي فان من غير الوارد العودة الي الوراء، مشيرا الي انه مهما مضي من وقت فان الثورة المصرية ستنتصر. أشار الرئيس التونسي منصف المرزوقي الى ان هناك قوانين تحكم التعامل مع الثورات، منها ان لكل ثورة ثمن واحيانا يكون هذا الثمن باهظا مثلما هو الحال بالنسبة للثورة السورية، وما نأمله هو تخفيف ثمن الثورة بعدم الدخول فى مرحلة من تصفية الحسابات . وأضاف المرزوقي ان لكل ثورة فى العالم ثورة مضادة ، مشيرا الى ان التونسيين تعبوا كثيرا من الفلول الموجودين في كل مكان من صحافة وأحزاب وغيرهما ، داعيا الى ضرورة عدم التعامل مع الثورة المضادة بالعنف وانما بالصبر مع الحسم فى اطار القانون واحترام حقوق الانسان. وقال المرزوقي أيضاً ان هناك أيضا مبدأ ان الثورة تأكل أبناءها وان الثوار يأكلون بعضهم بعضا بسبب عدم الاتفاق فيما بينهم ، لذا قررنا فى تونس بناء تحالف بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين بعيدا عن رفض الاخر والإقصاء من اجل بلورة وفاق وطني يعيش فيه الجميع، مؤكدا ان عدونا ليس الاخر وانما هو الفقر والحرمان. وأضاف الرئيس التونسي انه دائماً ما يكون هناك ثمة ظلم فى الثورة لان من قاموا بالثورة لا يتمتعوا بها ، لذا يتعين علي رجل السياسة رد الاعتبار للثوار والاعتراف لهم بالجميل وتحسين أوضاع المناطق التى انطلقت منها الثورة. ولفت المرزوقي أيضاً الى انه لا بد من وقت طويل لتحقيق مصالح الثورة هذا ان تحققت، مشيرا الى ان الثورة الفرنسية احتاجت الى 70 عاما لبناء الجمهورية التي تحقق مصالح الثورة، وهو ما يتطلب توافر العزيمة. وشدد المرزوقى علي ضرورة ان تتسم الثورة بالأخلاق التى يتعين ان تكون جزء من العمل الثوري والا نكون قد وقعنا فى خطأ فادح.