أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ان الثورة المضادة ليس لها مستقبل في كل الأحوال لان عودة الخوف الذي استند اليه الاستبداد فيما مضي اصبحت مستحيلة. وقال المرزوقي خلال ندوة فكرية عقدت مساء أمس بقصر القبة, ان الثورة المضادة إذا لجأت إلي العنف فان الشعب سيقضي عليها. واضاف ان الثورة العربية هي اولي إفرازات الثورة المعلوماتية, موضحا ان التكنولوجيا لم تصنع الثورة ولكن لولاها لربما كنا لا نزال نتخبط في الاستبداد. وحول المشهد المصري الحالي, قال المرزوقي ان مصر هي حجر الرحي, ورغم ان الثورة بدات في تونس, الا ان نجاح الثورة المصرية كان الأهم. وأوضح الرئيس التونسي ان وضع مصر أصعب من تونس لانها مرتبطة اكثر من تونس بأزمة الشرق الاوسط وبالتالي فان عليها ضغوط خارجية, فضلا عن ان وضع المؤسسة العسكرية في مصر اكثر تعقيدا, كما ان الثورة المضادة في مصر اقوي من مثيلتها في تونس. غير ان الرئيس التونسي اكد ان الشعب المصري قطع خط الرجعة وبالتالي فان من غير الوارد العودة الي الوراء, مشيرا الي انه مهما مضي من وقت فان الثورة المصرية ستنتصر. وأشار المرزوقي الي ان هناك قوانين تحكم التعامل مع الثورات, منها ان لكل ثورة ثمن واحيانا يكون هذا الثمن باهظا مثلما هو الحال بالنسبة للثورة السورية, وما نأمله هو تخفيف ثمن الثورة بعدم الدخول في مرحلة من تصفية الحسابات. وأضاف انه دائما ما يكون هناك ثمة ظلم في الثورة لان من قاموا بالثورة لا يتمتعوا بها, لذا يتعين علي رجل السياسة رد الاعتبار للثوار والاعتراف لهم بالجميل وتحسين أوضاع المناطق التي انطلقت منها الثورة. وأشار الرئيس التونسي الي ان الديكتاتورية هي التي كانت تمنع الشعوب العربية من التقارب, والآن فان النظم الديمقراطية تمكن الشعوب من التقارب لتحقيق المصالح المشتركة. وأضاف ان العالم العربي اذا ما استغل موقعه الجغرافي سيكون قوة عظمي بمعني الكلمة.. مشيرا إلي أن العرب حينما أداروا ظهرهم لأفريقيا دفعوا ثمنا باهظا لذلك, ولاسيما مصر التي عانت من تقسيم السودان ومشكلة تقسيم مياه النيل, والآن يجب ان نعود الي افريقيا في اطار علاقات شراكة بين الجانبين, وستكون جريمة ان لم نعد لأفريقيا بعقلية جديدة. وأشار الي ان مشكلة الجماعات السلفية هي انها تذكرنا بالفقر والجهل الذي تتغذي عليه هذه الحركات, ووصفها بانها دينية في ظاهرها ولكنها احتجاجية في حقيقتها وبالتالي فان تجريمها او احتقارها خطأ, وانما يتعين الصبر عليها والتعامل معها امنيا لو تطلب الامر ولكن في اطار احترام القانون وحقوق الانسان. ودعا الي تجفيف منابع الفقر والتهميش وبعدها ستدخل هذه الحركات في اطار التيارات الوطنية. ورفض المرزوقي القول ان التيار الاسلامي قفز علي الثورة, معتبرا ان كل التيارات أسهمت في صنع الثورة. كما ان الشعوب اصبحت ديمقراطية وستحاكم التيارات المختلفة علي ضوء النتائج لان كل التيارات بما فيها الاسلامية مطالبة بان تحقق مطالب واحتياجات الشعوب التي لن تغفر لها عدم حلها للمشاكل القائمة.