يعد شهر يناير في السنوات الأخيرة من الشهور التي تمثل تغير جزري في حياة المصريين، فقبل عام 77 قامت قطاعات عمالية كثيرة بإضرابات وانتفاضات في 75 و 76. فقد كان شعب مصر يحلم بالرخاء الاقتصادي الذي وعد به أنور السادات بعد حرب 73 وتحولة من الاشتراكية للرأسمالية وتقربة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أنه في يوم 17 يناير 1977 أعلن نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية الدكتور عبدالمنعم القيسونى في بيان له أمام مجلس الشعب مجموعة من القرارات الاقتصادية منها رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية. وارتفع أسعار الخبز والسكر والشاى والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة في حياة المواطن البسيط لتبدأ انتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في منطقة حلوان بالقاهرة في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وعمال شركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالأسكندرية. وبدأ العمال يتجمعون ويعلنون رفضهم للقرارات الاقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام رافعة شعارات منها "ياساكنين القصور الفقرا عايشين في قبور" و "ياحاكمنا في عابدين فين الحق وفين الدين" .. "سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه" .. "عبد الناصر ياما قال خللوا بالكم مالعمال"، و"هو بيلبس آخر موضة واحنا بنسكن عشرة فأوضة" . وفى تشابة تام مع ثورة 25 يناير 2011 بدأت المظاهرات في الجامعات وانضم الطلاب للعمال ومعهم الموظفين والكثير من فئات الشعب المصري في الشوارع والميادين القاهرة والمحافظات يهتفون ضد النظام والقرارات الاقتصادية. استمرت الانتفاضة يومي 18 و 19 يناير وفي 19 يناير خرجت الصحف الثلاث الكبري في مصر تتحدث عن مخطط شيوعي لإحداث بلبلة واضطرابات في مصر وقلب نظام الحكم وقامت الشرطة بإلقاء القبض على الكثير من النشطاء وتم وضعهم في السجون المصرية بتهم إحداث الشغب والانتماء لتنظيم شيوعي. وأطلق البعض المظارهرات المعارضة "انتفاضة حرمية" ولكنها كانت انتفاضة شعب يحلم بالرخاء الاقتصادي يبحث عن حياة كريمة فى ظل الظروف الصعبة التي كانت موجودة فى هذا الوقت وغلاء الأسعار .. وزاد العنف في ذلك اليوم ثم أعلن في نشرة أخبار الثانية والنصف عن إلغاء القرارات الاقتصادية.