اليوم تمر علينا الذكرى ال 132 على ميلاد ، جبران خليل جبران الفيلسوف والشاعر، الذي عاش حياته مغترباً متنقلاً من لبنان إلى الولاياتالمتحدة، ووحيداً فوالده لم يهتم بهم وانصرف عنهم من أجل متعته،كما أن والدته وأخوته وافتهم المنية مبكراً، حتى حب عمره الفريد المتمثل في مي زيادة لم يكتمل، ورغم ذلك أصبح أهم شعراء المهجر الذين تركوا إرثا شعرياً أثر في العالم العربي. ولد جبران في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان، حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية، كانت أسرته فقيرة بسبب كسل والده وانصرافه إلى شرب الخمور ولعب القمار، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، ولكن كان يأتي كاهن القرية، الأب جرمانوس لمنزل جبران ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية ، ،كما تعلم مبادئ القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاعر مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. في سنة 1891 تقريبًا، سجن والده بتهمة اختلاس وصُدرت أملاكه، وأطلق سراحه في 1894. وفي 25 يونيو 1895، قررت والدته الهجرة مع أخيها إلى أمريكا وتحديداً نيويورك مصطحبة معها كلاً من جبران وأختيه، ماريانا وسلطانة، وأخيه بطرس، وعاشت عائلته في بوسطن، هناك بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فقد ذهب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895، وتم وضعه في فصل خاص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية، كما التحق جبران أيضاً في مدرسة فنون قريبة من منزلهم، ونمّت مواهبه الفنية وشجعتها "فلورنس بيرس" معلمة الرسم في المدرسة. وبعدها عاد جبران مع عائلته إلى بيروت، وهو في عمر الخامسة عشر، ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة، وانتخبوه شاعر الكلية، كان يجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة استاذ طفولته سليم الضاهر أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية مع كلِ من ميخائيل نعيمة، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، وكانوا يدعون من خلالها تجديد الأدب العربي وإخراجه من المستنقع الآسن كما يروي إسكندر نجار في كتابه الذي ألّفه عن جبران ويحمل اسم (جبران خليل جبران)، كان في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، وقد ظهر ذلك في قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي". من أهم مؤلفاته "الأجنحة المتكسرة، الأرواح المتمردة، المواكب، البدائع والطرائف،وكتاب "النبي" الذي تم نشره عام 1923 وكان من أهم الكتب التي اشتهر بها". توفي جبران في نيويورك في 10 أبريل 1931وهو في ال 48 من عمره، بعد صراع مع مرض تليف الكبد والدرن، وكانت أمنيته أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت تلك الأمنية، ودُفن في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم "متحف جبران"