سلطت قناة "فرانس 24" الإخبارية الفرنسية الضوء على توتر العلاقات الفرنسية الروسية في قمة العشرين بسبب صفقة ميسترال. وفي هذا السياق ، أكدت القناة الفرنسية أن فرنسا بدت حذرة في الصراع الذي نشب في قمة العشرين بين الغرب وروسيا المتهمة بتاجيج النزاع في اوكرانيا، وذلك من خلال الإبقاء على الغموض بشان مسألة تسليم بارجتي ميسترال الحربيتين إلى روسيا. وبحسب ما نقلت القناة عن مقربون من الرئيس الفرنسي ، فان الرئيسين فرنسوا هولاند وفلاديمير بوتين نجحا في التباحث "لاكثر من ساعة" على هامش قمة بريزبين دون ان يتلفظا حتى بكلمة ميسترال. وخلال اللقاء الذي جمعهما اكتفى هولاند وبوتين بتبادل عبارات مثقلة بالايحاءات وتعابير جسمانية لا غموض فيها وخصوصا مصافحة باردة جدا وسط وجوم واضح. ودعا بوتين نظيره الفرنسي الى "التقليل من المخاطر والآثار السلبية" للتوترات الدولية على العلاقات بين البلدين. اما هولاند فقال انه "لا يزال على استعداد للمضي في هذه العلاقة لكن شريطة ان تؤدي الى نتائج" مشيرا الى الازمة الاوكرانية والجهود التي يبذلها كل من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو لحلها. واصبح ملف سفينتي ميسترال الحربيتين اللتين باعتهما فرنسالروسيا في يونيو 2011 مقابل 1,2 مليار يورو، في قلب هذا الخلاف الدبلوماسي العسكري منذ ان قرر هولاند في بداية سبتمبر ربط تسليم السفينتين بالتسوية السياسية لازمة اوكرانيا. وكانت وكالة الانباء الروسية "ريا توفوستي" زادت من حدة التوتر عشية اللقاء بنقلها عن مصدر "رفيع المستوى" في موسكو لم تكشف هويته قوله ان على فرنسا تسليم اول ميسترال قبل نهاية نوفمبر والا فانها ستواجه طلبات تعويض "جدية". وفي عودة لردود فعل الحرب الباردة، سعى الطرفان الى عدم كشف جميع اوراقهما على الفور كما كان يحصل في زمن الردع النووي، وقال مقربون من هولاند عشية القمة "ان مجموعة العشرين ليست المكان الذي تعلن فيه قرارات ثنائية، لا يجب خلط الامور". هذا وأوضح احد المقربين من الرئيس الفرنسي بوضوح السبت الى ان صمت باريس عن ملف ميسترال يدخل في اطار "استراتيجية" تهدف الى ابقاء الضغوط على روسيا.