"أهل الحب صحيح مساكين" على رأي أم كلثوم التي غنتها وهي تعلم حالهم، تعلم حياة العشاق والحب الأبدي، فقصص الحب التي نشأت بين المثقفين، أغلبها قصص روحية سماوية لا تكتمل رغم الحب الشديد فمنهم من أحب من طرف واحد ومنهم من تبادل الحب لكن الظروف هي التي فرقتهم، ومن أبرز قصص الحب بين المثقفين والأدباء. غسان كنفاني وغادة السمان، قصة الحب التى بدأت بمعرفة عابرة في الجامعة حتى وصلت إلى الحب المستحيل، فكان الروائي غسان يحب الأديبة غادة، حب من طرف واحد، رغم زواجه من امراة أخرى، فرسائله إليها توضح أن حبه من طرف واحد، فهي المرأة التي ملأت حياته بالفرح والحزن والآلم، فكان يعرفها معرفة عابرة في الجامعة بدمشق، وبعد ذلك التقيا في القاهرة في سهرة، وقال لها غسان "مالكِ كطفلة ريفية تدخل المدينة أول مرة، وبعد ذلك يبدو أن الصلة توثقت بينهما في مصر ولبنان والكويت وعاشا علاقة عاصفة، وبعدها بدأوا يتبادلوا رسائل الحب التي كانت ثمرة هذه العلاقة والتي رأينا منها "رسائل غسان إلى غادة السمان" التي قامت بنشرها غادة ،ولم تخفيها عن أحد . ثمة علاقة أخرى كانت بمثابة قصص الحب الأبدي بين قصص العشاق، وهي قصة حب الشاعر أحمد رامي والفنانة أم كلثوم، فارتبط اسم رامي كالظل بأم كلثوم وكذلك ارتبطت هي به فتعالت صيحاتهم الشعرية والغنائية مكونين أعذب الأغاني والألحان التي مازال يرددها الناس حتة يومنا هذا ،فقد أحب رامي أم كلثوم وقد عاش لها ومعها وبها رغم الخلافات والقطيعة التي حدثت بينهم والتي كانت من خلال غيرة أحمد رامي على ام كلثوم . فيقول أحمد رامي عند لقائه بها أول مرة "انه يوم العمر، ففي هذا اليوم دعاه صديقه محمد فاضل إلى مشاهدة فنانة صاعدة صوتها رائع يأخذ القلب ،دعاه إلى سماعها في حديقة الأزبكية حيث تغني وقال له: وأنا ضامن لك أنك ستنسى أحزانك في فقد أخيك الراحل، وعند سماعه لغنائها قصيدة من قصائده ،ذُهل من ذلك الصوت الجهوري الذي اصبح فيما بعد إلهامه في قصائده. كما قال عنها "منذ عرفتها أحببتها الحب كله، وكنت أنا الذي أطلق عليها الاسم الذي أحبّته وأحب الناس أن ينادوها به اسم الدلع "ثومة" ،لكن دائماً الغيرة قاتلة وقد يبدو أن رامي كان يحب أم كلثوم بجنون إلى حد الغيرة من الشاعر أحمد شوقي وغيرة أم كلثوم من تقديم "رامي" الشعر للفنان محمد عبدالوهاب والذي أثار القطيعة بينهما ،واستمرت هذه الحالة قرابة عام حاول خلالها الأصدقاء والأوفياء أن يصلحوا بيننا لكن محاولاتهم ضاعت عبثاً ،وسافرت هي إلى العراق وعادت ويوم عودتها حاول البعض اقناعي بأن أكون في انتظارها لكني رفضت فعادوا يقولون لي إنها كانت تبحث عني بين الذين ذهبوا لاستقبالها وطالت الجفوة ،وبعد ان تصالحا قرر رامي أن يتزوج واحدة من قريباته ،وعندما علمت أم كلثوم بدت وكأن الأمر لا يعنيها في شيء ،حتى التقيا فكان أول ما نطقت به هو "صحيح يا رامي.. صحيح خطبت وهاتتجوز؟" فظلت ام كلثوم عروس الحلم بالنسبة لرامي التي كانت هي بمثابة عروس قصائده كتب لها وعنها ،فهي الهجر والعذاب والحب والمني والوصال. جبران خليل جبران ومي زيادة .. الحب الفريد النادر الذي لا مثيل له بين العشاق .. قصة الحب التي نشأت بين الشاعر جبران والأديبة مي زيادة ،فرغم عدم رؤيتهما لبعضهما البعض لكنهما التقيا في عالم الفكر والخيال ،فكانت مي معجبة بمقالات جبران فبدأت بمراسلته عقب أطلاعها على قصته "الأجنحه المتكسره" التي نشرها في المهجر عام 1912م, كتبت له تعرب عن أعجابها بفكره واسلوبه , وتناقش اراءه في الزواج وقيوده , والحب وأطواره حسب رؤيته في هذه القصه التي قرأتها له ،ومن هنا بدأت قصة الحب من خلال تواصلهما بالرسائل. وعند التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع البعض منها أن الصلة بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد, ومن الأعجاب إلى صداقة حميمة, ومن ثمَ إلى حب حتى تعكرت صفوة هذا الحب من خلال الخلافات التي نشأت بينهما ولكن الولع الشديد بينهما محا تلك الخلافات ،وعندما أحست بأنها وقعت تحت تأثير كلماته فضلت الهروب،وبدأ صوت العقل يمنعها من تلك العلاقة التي لا تعلم مداها. وبوفاة جبران وكلماته ورسائله التي كانت تحيا بها تدهورت حالتها النفسية وعاشت على ذكراه واكتشفت أن قراراه بعدم الزواج منه كان خاطئاً وجعلت نفسها أرملته التي لم تتهنأ بزواجها منه.