العمال يتهمون القوى العالمة ببيع تأشيرات الحج للمكاتب.. وغلق الأبواب في وجوههم. العمال: قبول 400 عامل فقط من 20 ألف عامل لحج هذا العام.. فأين ذهب باقي التأشيرات. المتحدث الرسمي للوزارة يرد: "معندناش محسوبية واللي عنده مستند واحد ضدنا يقدمه .. ومستعدين نفتح تحقيق لمحاسبة أي موظف متورط" "عفواً خدمة الحجيج هذا العام للأثرياء فقط " هكذا اتهم المئات من راغبي السفر والمتقدمين من "العمالة العادية" للعمل بالمملكة العربية السعودية خلال موسم الحج للعام الحالي وزارة القوي العاملة والهجرة، مؤكدين أن اغلب التأشيرات تذهب لأقارب موظفي الوزارة ولمن يدفعون مقابل سفره مايقرب من 15 ألف جنيه بدون إجراء أي إختبارات . سيارات باهظة الثمن تقف خارج أبواب الوزارة جنبا إلي جنب بجوار العمال المتقدمين ذوي الجلاليب البسيطة رافعين جوازات سفرهم المرقمة يحاولون تارة الطرق علي الأبواب بعدما أختبأ أمن الوزارة والموظفون بالداخل ، وتارة أخري مرددين هتافات ونداءات تطالب الوزيرة بالنظر إلي مطالبهم فترتفع حناجرهم قائلة : " يا وزيرة فينك فينك التأشيرة بينا وبينك ، واحد إتنين الوزيرة فين ، ياوزيرة قولي الحق التأشيرة اتباعت ولا لأ " . ففي أخر أيام التقديم تجمع عشرات الفقراء والغلابة من العمالة المصرية بمختلف محافظات الجمهورية جاءوا من أقصي الأرض للحصول علي تأشيرة العمل خلال موسم الحج ، بعضهم افترش الأرض لا حول له ولا قوة بينما وقف الباقون امام بوابات الوزاة الرئيسية والخلفية طمعاَ في الفوز بالذهاب لأرض الله الحرام . حاول بعض العمال طرق الأبواب بعد أكثر من أسبوعين يأتون خلالهم كل يوم للتقديم دون جدوي ، بل أن هناك من يحاول التقديم منذ شهر رمضان الكريم ، وفي اليوم الأخير أخبرت الوزارة العمال بوجود طلبات تقدر بحوالي 1000 عامل من قبل إحدي الشركات ، إلا أنها استدعت قوات الشرطة لإخلاء محيط الوازرة بعد ساعات قليلة خاصة مع تعالي هتافات العمال ضد الظلم الواقع عليهم . مئات الشكاوي ، اغلبها حول مخالفات للشروط التي وضعتها الوزارة للمتقدمين ، وتسفير البعض مقابل دفع أموال لا يستطيع البسطاء توفيرها وبيع تأشيرات الحج لمن يستطيع الدفع من المتقدمين ، إضافة إلي نصب بعض شركات إلحاق العمالة بالخارج علي البعض . التقت " الوادي " بالعمال المحيطين بالوزارة وتحدثت إليهم ، واشتكي أحد المتقدمين يدعي محمد عبداللطيف من محافظة البحيرة من كذب الوازرة علي المتقدمين والمماطلة في قبول طلباتهم فيكون الرد دائماَ : " تعالي بكرا ، أو الإعتذار عن عدم مجيء الشركة " إلي أن تم إغلاق باب التقديم اليوم الخميس ، مؤكداَ علي سعي العديد للحصول علي التأشيرة منذ عام كامل إلا أنها تذهب لأقارب موظفي القوي العاملة دون وجه حق. وأكد عبداللطيف ل " الوادي " أن المستشار صلاح عطيان مدير إدارة التشغيل والتمثيل الخارجي تحدث إليهم وأخبرهم بالإنتظار حتي مجيئ الشركة ، واصفاَ موقفه ب " تضييع الوقت وتهدئة العمال ثم تسفير من ترغب الوازارة به بعد ذلك " . " باعوا التأشيرات للمكاتب واللي سافر عن طريق القوي العاملة 400 واحد بس من 20 ألف أعلنت عنهم الوازرة منهم 300 تابعين لموظفي الوزارة"، هكذا بدأ عرفة محمد أحد المتقدمين من محافظة الإسماعيلية حديثه ، نافيا سفر أي عامل أخر من الأعداد التي أعلنت عنها الكتورة ناهد عشري وزيرة القوي العاملة والهجرة. وحول تفاصيل بيع التأشيرات قال ، عرفة ل " الوادي " إن شركة البركة قامت ببيع التاشيرة مقابل خمس ألاف جنيه ، فيما باعت شركة " المملكة " التأشيرة مقابل 9 ألاف جنيه ، وشركة العمدة مقابل 11 ألف جنيه ، مؤكداَ علي تحديد الشركات لأسعار يعجز العمال عن الحصول عليها ، مشيراَ إلي أن المستشار "عطيان " كشف عن تورط البعض في رشاوي قدرت بأكثر من 500 ألف جنيه وأنه تم إتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتورطين. وأضاف عرفة ، أنه قدم للحصول علي تاشيرة منذ مطلع شهر يونيو وانه يأتي يومياَ من الإسماعيلية منذ أكثر من 36 يوماَ طمعاَ في الحصول علي تأشيرة الحج ، لافتاَ إلي أن الشركة هاتفه للمجيء في تمام الساعة السابعة صباحاَ مستوفياَ كافة أوراقه ، مستنكراَ قدرة أي عامل علي المجيء مبكراَ في الوقت الذي يجب فيه الإنتهاء من استخلاص الأوراق الرسمية. ويحكي الحاج كمال محمد من محافظة البحيرة عن معاناته للحصول علي تأشيرة الحج قائلاَ : " بقالي 3 أسابيع رايح جاي علي الوزارة " لافتاَ إلي أن رقم الطلب الخاص به في مقدمة الكشوف ومع ذلك تم تسفير بعض الأسماء بأخر الكشف دون معرفة معايير الإختيار . ولفت كمال ل " الوادي " إلي ان هناك مسن بلغ عمره 58 سنة من أسوان جاء للتقديم ببدلة كاملة وسائقاَ لعربية " فيرنا " سوداء ، في الوقت الذي نجح فيه في السفر علي قائمة العمال . واوضح ، صالح محمد أحمد ، أحد المتقدمين ، أن شركة البرنسيسة قامت بعمل ديكور لمكتب في محاولة لإقناع العمال بجدية التسجيل والطلبات في الوقت الذي لم تقبل فيه اي من المتقديمن علي حد وصفه ، مستكملاَ ان الشركة قامت بإعطاء نقاط للطلبات لا جدوي لها . وأكد ، علي أن أكثر من 98 فرد قاموا بالسفر العام الحالي للعمل بموسم الحج للمرة الثالثة بالمخالفة للشروط التي أعلنت عنها الوزارة والتي اشترطت فيها تقديم شهادرة تحركات لعدم أحقية سفر من سبق له العمل بموسم الحج خلال الأعوام السابقة . من جانبه أكد ، ياسر الشربيني ، المتحدث الرسمي لوزارة القوي العاملة والهجرة ، ل " الوادي " علي أن الوزارة علي أتم الإستعداد لفتح تحقييقات موسعة حال تورط أي موظف بالقوي العاملة وإخلاله بالشروط التي أعلنت عنها " عشري " للمتقديمن للعمل بموسم الحج العام الحالي مؤكداَ علي ان أغلب العمال امتواجدة بمحيط الوزارة من العمالة الراسبة في المقابلات والتي لاتتوافر فيها الشروط أو السماسرة قائلاَ : " معندناش محسوبية واللي عنده مستند واحد ضدنا يقدمه ، ومستعدين نفتح تحقيق لمحاسبة أي موظف متورط " . وشدد الشربيني ، علي عدم وجود محسوبية في قبول أي متقدم للعمل بالمملكة السعودية ، مناشداَ جميع المتقدمين عدم إلقاء الإتهامات دون دليل ، موضحاَ ان الجنة المشكلة من الوزارة وممثلي الشركات السعودية أجرت مقابلات مع 20 ألف عامل متقدم للعمل بالمملكة السعودية خلال الموسم من السائقين والفنيين، وأسفرت عن التعاقد مع 15 ألفا و 300 سائق وفني ، وتم بالفعل تسفيرهم على أفواج، واستلموا العمل بالمملكة لخدمة حجاج بيت الله. وأشار ، إلي أنه تم توفير 7000 فرصة عمل لهذه العمالة ، تم تنفيذها من خلال الوزارة وشركات إلحاق العمالة المرخص لها ، قدم لها حوالي 5000 عامل وتم قبول أوراق ما يقرب من 2700 متقدم ممن ينطبق عليهم الشروط، وأنه تم التعاقد وتسفير 700 عامل من المرشحين من نسبة الوزارة تلبية لاحتياجات 3 شركات سعودية، وذلك من إجمالي 7 آلاف تأشيرة بإشراف الوزارة. فيما أكد المستشار صلاح عطيان مدير إدارة التشغيل والتمثيل الخارجي ، علي أن النقاط التي حصل عليها المتقدمين تمثلت في ثلاث فئات هي : " نقطة واحدة لمن رسب في إختبارات القبول ، ونقطتين للإحتياطي ، وثلاث نقاط لمن نجح وهم من تم تسفيرهم بالفعل " . وأشار المستشار ، إلي أنه لا يوجد عامل واحد نجح في إختبارات التقديم لم يتم تسفيره ، وأغلب من يتواجدون بمحيط الوازرة مممن حصلوا علي نقطة واحدة أو نقطتين . كانت الوزارة قد اعلنت سابقاَ عن توافر 20 ألف فرصة عمل بموسم الحج للعام الحالي ، مؤكدة علي ضرورة توافر عدة شروط في المتقدم منها : " ألا يقل عمره عن 25 ولا يزيد عن 45 عاما ، ولم يسبق له السفر للعمل الموسمي، وذلك بتقديم شهادة تحركت من إدارة الجوازات، وأن يكون جواز السفر ساري المفعول بالمهنة المرشح عليها، ويفضل ألا يكون من العاملين بالحكومة أو القطاع العام، وبالنسبة للسائقين فيشترط تقديم شهادة صادرة من إدارة المرور تفيد بالخبرة لمدة 5 سنوات كسائق درجة أولي" .
