خرج من نمط كتب أدب الرحلات المعتادة التي تروي الحياة الاستعمارية التي كانت تنظر إلى واقع الشرق وحياة ناسه نظرة فوقية متردية، بل أخذ يتحدث عن المهمشين والمشردين وسوق العميان عندما زار كانيتي مدينة مراكش المغربية وقام بتأليف كتاب " أصوات مراكش " الذي يشعر القارئ عند قرائته بنفسه أمام قصيدة تتغزل بالمدينة وناسها. .. وهذا نص عنوانه "منازل صامتة وسطوح مقفرة " كتبه إلياس كانيتي عن التقاليد الخاصة في السكن من قبل مدينة مراكش ، فنادراً ما تفتح نوافذ البيوت في مراكش على الشارع ، وربما لا توجد مطلقا ، وكل شيء يفتح على باحة البيت التي تفتح بدورها على السماء ، وهذه الباحة هي التي تسمح بربط العلاقة مع المحيط ، والحياة الحقيقية هي أن يعيش سكان البيوت في صمت ، ولكي يعيشوا يحتاجون إلى مكان صامت بعيد عن الأعين الفضولية ، أبواب تكون مفاتيحها في جيوبهم ، هناك نهاية شارع ضيق أو زقاق أو درب ، يفتحونه من غير أن يسمعهم احد . ... ولأن النوافذ والأبواب مغلقة ، صعد إلى سطح بيت صديقه ، وحينما نظر إلى المنزل المجاور ، قال له صديقه : لكن ليست هناك أي امرأة.- - ربما شاهدتنا ، كما لا يمكن أن نكلم امرأة محجوبة في الشارع . وإذا أردت أن أهتدي على طريقي ؟ - عليك أن تنتظر حتى تلتقي رجلاً . - رد ) إلياس كانيتي ) - ولكن يمكنك أن تجلس فوق سطحك . وإذا رأيت أحدا على السطح الآخر ، فهذا ليس خطأك وأضاف إذن الناس فوق السطوح أقل حرية من الشارع.- قال صديقه بالتأكيد . الناس لا يرغبون في أن تكون لهم سمعة سيئة لدى جيرانهم . - لم يكن أمام ( إلياس كانيتي ) إلا أن ينظر بعيدا عن البيوت ، وأن يبدو أنه ليس مهتما بشيء على الإطلاق ، وهو ينظر حسد الطيور ، وحسد قدرتها على أن تقف على السطوح دونما رهبة أو قلق . ولد كانيتي في 25 يوليو 1905 في مدينة روستشوك في بلغاريا ، رحل إلياس مع عائلته إلي مانشيستر في بريطانيا عام 1911، وبعد وفاة والده رحل مع والدته واخوته إلي فيينا ثم بعد ذلك إلي زيورخ في سويسرا. في عام 1921 سافر إلياس بمفرده إلي فرانكفورت الألمانية وحصل علي الشهادة الثانوية ن وبدأ في نفس السنة دراسة الكيمياء في جامعة فييينا وحصل علي درجة الدتكوراه بعد ان أتم دراسته في عام 1929. اشتغل كانيتي بعد ذلك مترجم ، وكتب بعد ذلك أول رواية له تحت عنوان " الإعدام حرقاً " عام 1935 ، ثم بدأ في كتابة الأعمال المسرحية مثل العرس ، كوميديا الأباطيل . تزوج كانيتي بفيزا توبركلدون ، وغادر الزوجان فيينا ليستقرا في لندن ابتداء من عام 1938. كتب سيرته الذاتية المكونة من ثلاثة اجزاء ، ظهر الجزء الأول منها عام 1977 ، والجزء الأخير عام 1985، انشغل لفترة طويلة بكتابة دراسة انثربولوجية مطولة أسماها الجماهير والسلطة وظهرت ككتاب عام 1960 . من اعماله : مسرحية العرس عام 1932 ، رواية الإعدام حرقاً عام 1935 ، مسرحية كوميديا الباطيل عام 1950 ، مسرحية المستفيدون من التأجيل عام 1952 ، أصوات مراكش والتي تنتمي إلي ادب الرحلات عام 1968. حاز علي عدة جوائز من بينها جائزة بوشنر الأدبية في المانيا عام 1972 ، جائزة جوتفريد كيلر عام 1977 ، وجائزة نوبل للآداب عام 1981، توفي في 14 أغسطس 1994.