يحتفل اليوم وولي سوينكا الكاتب النيجيري بعيد ميلاده ال 78 ، وِلد سوينكا في 13يوليو1934 في مدينة أبيكوتا جنوب غرب نيجيريا وينتمي لقبيلة اليوربا ، تخرج من جامعة إبادن عام 1952، ، ثم سافر إلى بريطانيا للدراسات العليا في الأدب الإنجليزي وحصل على الماجستير بمرتبة الشرف عام 1954. كرس سوينكا نفسه للدفاع عن الحريات العامة وازداد نشاطه السياسي حتى سجن ، وعلي الرغم من صعوبة دخول الكتب والأقلام والورق إليه فى محبسه إلا أنه كتب القدر الأكبر من أعماله المسرحية والشعرية خلال تلك الفترة ، فقد انتج مسرحيته " الأسد والجوهرة" ، " محاكمة الأخ جيرو" ومسرحية "السلالة القوية". تنوع عالمه الأدبي بين المسرح والرواية والشعر إضافة للترجمة، وشكّل مزيجًا حقيقيًّا لرؤية الكاتب ومعايشته لحضارتين: الحضارة الأفريقية التي ينتسب إليها دمًا ولحمًا ووجدانًا من ناحية، والحضارة الغربية التي عرفها وتشربها طويلاً بالتجربة واللسان والثقافة. وقد حصل على كثير من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية، منها جائزة جوك كامبل عام 1968، وجائزة أفضل نصوص درامية بمسرحيته "الطريق" من مهرجان الفنون الزنجية بدكار عام 1966، وكان أول كاتب أفريقي يفوز بجائزة نوبل العالمية للآداب عام 1986، وأصبح بذلك علمًا من أعلام الفكر والأدب في العالم بأسره والذي تغيرت به نظرة العالم الدونية تجاه الشعوب الأفريقية وألقى الضوء على ما تزخر به ثقافتها من قيم إنسانية. كتب سوينكا أكثر من خمس عشرة مسرحية معظمها في الستينيات من القرن العشرين، وألف روايتين ونظم ديوانين من الشعر، وكانت مسرحية "الطريق" أولى أعماله الطويلة، وعرضت لمدة طويلة في لندن، وقد تطرق سوينكا فيها إلى مشكلات الحياة العامة في نيجيريا بطريقة دقيقة تشبه التصوير الفوتوغرافي، حيث اتخذت مادتها من واقع الممارسات اليومية التي تحصل في معظم الطرق السريعة Ring Road كمسرح لأحداث تلك المسرحية، وضمت شخوصها نماذج من سائقي عربات النقل والشحن والبائعين المتجولين ورجال الشرطة الذين يتعاطون الرشاوى، وقد صبّ سوينكا جام سخطه على ظاهرة الفساد المنتشرة بين الطبقات الدنيا في المجتمع، مؤكدًا على أن المجتمع بكليته في حاجة إلى تغيير إلى الأفضل. ورغم انتهاج سوينكا المذهب الطبيعي في المسرح في تناوله لأحداث مسرحية -الطريق- وقضاياها فإنه سلك اتجاهًا متطرفًا للواقعية كما يرى بعض النقاد، وتُعَدّ مسرحية "الطريق" من أولى أعماله المترجمة إلي اللغة العربية. ويرى كثير من النقاد أن مسرحية "الموت وفارس الملك" تُعدّ من أكثر المسرحيات التي كتبها سوينكا نضجًا سواء أكان من حيث المضمون أم التكنيك الفني، حيث استطاع أن يوظف التراث الأفريقي وما فيه من أمور غيبية لا يمكن أن يفهمها أو يفسرها إلا من عاشها من أهل تلك البلاد، كما تمكن من خلق مأساة يورباوية في شكل مسرحي زاخر بالمعاني .