يحتفظ وول سوينكا الحاصل علي جائزة نوبل عام1986 بمكانة متميزة للغاية, بوصفه أول إفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب, حيث استطاع أن يؤسس نفسه كأحد أهم كتاب القارة الإفريقية في العصر الحالي. إضافة الي كونه بالاساس واحدا من أكثر المناصرين والمقاتلين الشرسين من أجل قضية الهوية والثقافة الإفريقية والنظام الاجتماعي الافريقي وحمايته من ثقافة المستعمر. وول سوينكا, كاتب إفريقي بامتياز, معارض ومناضل وسياسي, ومدافع بشراسة عن حقوق الإنسان أيا كان, وهو السجين والهارب والمنفي, وهو الروائي والشاعر الذي سعي إلي نحت هوية حديثة لافريقيا, إفريقيا الحروب والاضطراب والجوع, ولكن أيضا أفريقيا الآمال والأحلام. ويعتبر سوينكا- الذي كتب الشعر والرواية والمقال السياسي العنيف- من أشد المعارضين للإدارات النيجيرية والمستبدين السياسيين في شتي أنحاء العالم ومن بينهم نظام الرئيس روبرت موغابي في زيمبابوي. وقد شهد عام1967 أول تصادم بين سوينكا والسلطات النيجيرية بعد أن اعتقلته الحكومة الفيدرالية للجنرال ياكوبو جوين ووضعته في الحبس الانفرادي لسعيه للتوسط لعقد اتفاق سلام أثناء صراع البايفران. وقد قضي سوينكا22 شهرا في السجن قبل الإفراج عنه بعد استهجان دولي واسع. وعند سؤاله مؤخرا عن دوره اليوم في نيجيريا يهز أكتافه قائلا: لطالما كان نفس الدور وهو ضمان صوت المواطن في تحديد مصير وطنه. وهو الأمر الذي لم يكن يوما بالهين. ففي بداية تسعينيات القرن الماضي ترك سوينكا وطنه خوفا علي حياته.وفي كتابه الجرح المتقرح لقارة يصور أحوال نيجيريا تحت حكم الديكتاتوريات العسكرية والذي وصل إلي حد سحب جواز سفر سوينكا في عهد الجنرال الراحل ساني أباتشا. وفي العقود الأخيرة قضي سوينكا معظم أيامه في الولاياتالمتحدة حيث كان أستاذا بجامعة إيموري في اتلانتا ثم أستاذ كرسي إلياس غانم للكتابة الإبداعية في جامعة نيفادا في لاس فيجاس.وعند عودة الحكم المدني لنيجيريا عام1999 قبل سوينكا منصبا فخريا في جامعة إفي( جامعة أبافيمي اولو حاليا) بشرط أن تحظر الجامعة اختيار عسكريين سابقين في منصب المستشار.وفي العام الماضي افتتح سوينكا في مركز نيميير في مدينة أفليث الإسبانية معرضا يشكل رده الأخير علي البربرية الاستعمارية والحربية.