يتسارع العمل في سلطنة عمان حاليا في إنشاء صرح اسلامى جديد في ولاية نزوي بمحافظة الداخلية ويتسع ل 10500 مصلٍ، ويعد ثالث أكبر جامع في السلطنة ويقام على نفقة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ويشرف على بنائه شئون البلاط السلطاني، وقد قارب العمل في تشييده علي الانتهاء وانتقل إلي مرحلة التشطيبات النهائية. كما تقرر إنشاء جامعين آخرين في ولايتي بدبد، وسمائل في محافظة الداخلية أيضا. من جانبه أعلن الدكتور الشيخ خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية أن إقامة الجامع تواكب الاستعدادات لتنظيم فعاليات نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية- 2015. وتشهد الولاية حالياً ترميم مجموعة من المعالم الأثرية في مقدمتها المساجد القديمة والأسوار والبوابات، حيث تتواصل مشاريع الترميم التي تقوم بها وزارة التراث والثقافة لتشمل العديد من المواقع التراثية. كما يتواصل حالياً العمل في مشروع بناء مركز نزوى الثقافي، الذي يتوج اكتماله فعاليات نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية ، ومن المقرر افتتاحه في منتصف العام القادم فى توقيت يواكب الاحتفالات بيوم النهضة العمانية في الثالث والعشرين من يوليو الذي تستهل فيه سلطنة عمان سنويا عاما جديدا في أهم حقب التاريخ العماني، ففي مثل ذلك اليوم من سنة 1970 تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم ، وعلى مدار السنوات التي توالت منذ ذلك اليوم تتابعت انجازات ومتغيرات هائلة. وهناك العديد من السمات التي تميز الإنجاز الحضاري الذي قام به أبناء الشعب العماني الشقيق ، وفى مقدمتها القدرة على تحقيق التكامل والتوازن الدقيق ما بين معدلات تنفيذ خطط التنمية المستدامة الشاملة لمواكبه مستجدات العصر الحديث من جهة ، وبين التمسك بالهوية العمانية الحضارية في إطار الجمع بين الأصالة و المعاصرة، من جانب آخر، وهو ما يشكل فى النهاية أحد عناصر الخصوصية العمانية المتفردة. جامع السلطان قابوس الأكبر فى مسقط من هذه المنطلقات أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان تعليماته فى عام 1412 ه -1992م- بإنشاء أكبر جامع في السلطنة، وتم دعوة مستشارين عرب وعالميين للمشاركة في تقديم المخططات المعمارية له، قبل تشييده، وتم اختيار تصميم يجمع بين أصالة فنون العمارة العمانية الإسلامية، وبين الحداثة العالمية ومتطلبات البناء والتصميم العصري. تم الشروع في عمارته عام 1415 هجرية - 1995ميلادية، واستغرقت ما يزيد على ست سنوات من العمل المتواصل. لقد اختير موقعه في ولاية بوشر على مقربة من الطريق الى قلب العاصمة محافظة مسقط بحيث يسهل الوصول اليه من ضواحيها الممتدة . كما أنه على اتصال مباشر بالطرق السريعة التي تربط المحافظة بمدن وولايات سائر المحافظات. وقد شيد مجمع الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الارض بمقدار 1,8 مترا،تطبيقا للمبدأ العماني السائد في رفع عمارة المساجد عن مستوى العمارة السكنية وأيضا عن مستوى الوديان .وتجتمع المآذن الخمس في الجامع لترمز الى أركان الإسلام الخمسة. دلالات كل ذلك انه بمثابة تحفة معمارية من حيث الشكل الخارجى . والأهم انه من مراكز الإشعاع الدينى والفكرى والثقافى والدعوة الى الأمر بالمعروف ونشر الوعى المستنير بمعزل عن غلواء التطرف والتعصب.