أثار الكشف عن دفن الجيش الإسرائيلي تابوتا فارغا وقال إنه يحوي جثة أحد جنوده القتلى في حرب 1973، حفيظة الإعلام الإسرائيلي. فبعد سنوات طويلة من الأخذ والرد ورفض الالتماسات، أمرت المحكمة الإسرائيلية بنبش قبر أحد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب في معارك مع الجيش السوري في هضبة الجولان، وكانت المفاجأة أن التابوت كان فارغا، ولا يحوي أي بقايا بشرية. ومن جانبها أفادت إذاعة "جالي تساهال" أن تسيون الطيب، كان قد قتل في حرب 1973، هو وعدد من رفاقه في الجولان، إلا أنه بعد أشهر، أعلن الجيش عن وجود الجثث وحدد أنها تعود إلى المجموعة. وأمرت محكمة العدل العليا بنبش القبر من أجل اجراء فحوص "DNA" على الرفات، وكان من شأن هذه الفحوص ان تبين حقيقة الجثة التي دفنت في القبر، إلا أنه اتضح أنه لا توجد بقايا بشرية، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية لفتح تحقيق في المسألة. كما أكد خالد سعيد، الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية، على العدد الذي نقتله الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن معطيات وزارة الجيش بمناسبة قرب حلول ذكرى قتلى معارك وحروب إسرائيل أن عدد القتلى يبلغ 23169، وأن هذا العدد ازداد العام الماضي ب107، بما في ذلك 50 جنديا سابقا توفوا بسبب إصابتهم خلال خدمتهم العسكرية. وأضاف سعيد "إسرائيل ترى أن زيادة عدد القتلى تصب في مصلحتها أمام الرأي العام العالمي ولا تلتفت للمصداقية في هذا الشأن، ولكن على المستوى الداخلي يتنافى هذا مع الطبيعة الحالية للمجتمع الإسرائيلي والعقيدة القتالية، والتي تغيرت عن الحروب السابقة حيث أن الشباب الإسرائيلي أصبح ينتحر داخل الوحدات العسكرية الإسرائيلية ويتهرب من التجنيد. وتابع سعيد في اتصال هاتفي مع "الوادي" قائلا :"هناك زيادة فى التنافر داخل الجيش الإسرائيلي بين العلمانيينت والمتدينين، خاصة وأن الإسرائيليين كانوا يحاربون من أجل عقيدة محددة بالنسبة لهم أثناء حرب 48 من أجل انشاء وطن قومي لهم، أما الحروب التي تلت هذه الحرب فكانوا يدخلونها من أجل طموح السياسيين وهذا ما وضح جليا فى حرب لبنان الثانية وعامود السحاب التى كانت قبيل انتخابات الكنيست الحالي". ووفق الأرقام الجديدة فإن عدد العائلات الثكلى في إسرائيل بلغ 17038 عائلة، حيث أن إحصائية إسرائيلية بينت أن إسرائيل فقدت العدد الأكبر من القتلى، في حرب فلسطين حيث خسرت نحو 6500 شخص، تليها حرب أكتوبر عام 1973، حيث فقدت 2500 جندي، ثم حرب الاستنزاف في سيناء المصرية حيث قتل نحو 1000 جندي، ثم النكسة عام 1967، حيث فقدت نحو 750، وحرب لبنان الأولى سنة 1982 حيث قتل 650 جنديا. وفى سياق آخر قاطعت بعض العائلات الثكلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو خلال مراسم إحياء يوم "الذكرى"، حيث قام المحتجون بالصراخ وبالتلويح بالأعلام عند استعداده لإلقاء كلمته في مراسم التأبين، ما وصفوه ب"ضحايا الإرهاب" احتجاجا على إطلاق الأسرى.