«الظواهري»: عملية تطوير منظومة الري تحتاج الى مبالغ باهظة «القوصي»: يجب على مصر أن يكون لها منظومة ري خاصة بها «إيمان محمد علي»: تطوير الرى الحقلى بمصر بدأ في 5 محافظات كمرحلة أولى اختلفت أساليب معالجة منظومة الري والموارد المائية كثيرا، حيث أن مشكلة زيادة الطلب علي المياه، وتوفير الكمية المطلوبة لتغطية الكثافة السكانية جعلت هناك خللا كبيرا وعدم توازن في تطوير تلك المنظومة، وعلى الرغم من أن مصر غنية بموارد كبيرة منها مياه نهر النيل والمياه الجوفية، فضلا عن أنها تطل على البحرين الأحمر والمتوسط، إلا أن سوء الإدارة من قبل المسؤلين عن الري، يهدر الكثير من هذه الموارد، حيث تفقد مصر نحو 30% من مواردها المائية بسبب تجاهل تطهير الترع والمصارف. وعلى الرغم من تنظيم مياه الري، فى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عندما تم إنشاء القناطر الخيرية على نهر النيل، وبناء السد العالي ومنع الفيضان وتحولت مصر إلى مرحلة جديدة من الري، لكن على الجانب الآخر نتجت أثار سلبية تمثلت فى زيادة التآكل وملوحة التربة. يرى الدكتور علاء الظواهري الخبير الدولي في أمان السدود وعضو اللجنة الثلاثية، إن منظومة الري المصرية الآن ذات كفاءة عالية نسبيا، حيث يتم استخدام نظم حديثة في الري عن طريق مواسير و"طولمبات" ضغط لتأمين فواقد المياه، لافتا إلى هناك عدة مشاريع وضع لها خطة وبدأت بالفعل، مثل إعادة استخدام مياه الصرف عدة مرات، ولكنه يسبب أثارا سلبية وتلوث. وتابع "الظواهري": "يستخدم الري الحديث، والتوسعات في مصر، في المناطق الصحراوية، أما هناك مناطق تكون التربة فيها ثقيلة لا تتحمل الري الحديث مثل منطقة الدلتا، ولكن يطور فيها الري وتتطلب هذه المشاريع كميات مياه كثيرة واستخدام ومعالجة مياه الصرف". وأضاف أن عملية تطوير منظومة الري تحتاج الى مبالغ باهظة مثل إحلال الشبكات وتحلية المياه ببعض المدن الساحلية وتحتاج أيضا إلى طاقة كبيرة، موضحا أنه مع الزيادة السكانية يكون الأمر أكثر تعقيدا، وأن استراتيجيات التطوير والخطط موجودة من 2010 الي 2050 . وتحدث الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري السابق، أن هناك المشروع القومي لتطوير منظومة الري بمصر ومشروع تطوير "المراوي" الذى يعتبر من أهم المشاريع التي تخص الفلاح، وأنه يوجد الآن المشروع القومي لتطوير 6 مليون فدان وتطوير المساقي والترع، موضحا إنه يجب على مصر أن يكون لها منظومة ري خاصة بها. من جانبها صرحت الدكتورة إيمان محمد علي، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بمحافظة قنا، ورئيس وحدة التنمية الريفية فى حديث خاص ل"الوادى" بأنه يوجد مشروع ممول من قبل الصندوق الدولى للتنمية بالأمم المتحدة "إيفاد" لعمل تطوير الرى الحقلى بمصر وخص منهم 5 محافظات كمرحلة أولى . وأوضحت أن هذا المشروع سيوفر المياه لري الأراضى الزراعية وسوف يعمل على توصيل المياه للترع، من خلال توصيل المياه وغلقها بواسطة "صنابير"، يتم فتحها وغلقها بسهولة حفاظاً على المياه وضماناً لوصولها إلى الفلاح. وأضافت "علي" أن هذا المشروع تم البدء فى تنفيذه من قبل "الإيفاد" منذ عامين، مشيرةً إلى أن محافظة المنيا ضمن الخمسة محافظات التى من المقرر تنفيذ هذا المشروع بها، حيث تم تخصيص نحو 5 آلاف فدان لتنفيذ مشروع "الري الحقلى" بالمحافظة. وصرحت وكيل وزارة الزراعة الأسبق، بأن "الإيفاد" قد وضعت الخطواط الأولية لتنفيذ مشروع الرى الحقلى بالمنيا، مشيرة إلى أن الصندوق الدولي ينقذ مشروع الرى الحقلى بمصر كتجربة أولية. وأكدت أن مشروع الري الحقلى سوف يتيح فرص عمل كبيرة للشباب وسيحل مشكلة عدم وصول المياه للأراضى، حيث تؤثر تلك المشكلة على الأراض الزراعية وقد تؤثر على المحاصيل الزراعية أيضا، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يدفع الفلاح أوالمزارع مبلغا رمزيا مقابل مشاركته بمشروع "الري الحقلى" وبالتقسيط. وفيما يتعلق بتوصيل مياه الري للأراضى الصحراوي، أشارت "علي" إلى أن السبل المتوفرة حالياً لتوصيل مياه للرى للأراضى الصحراوية هى الآبار والمياه الجوفية، بالإضافة إلى المشاريع الجديدة التى تستخدمها وزارة الزراعة حالياً لتوفير مياه ري للصحراء من خلال "الطاقة الشمسية"، مؤكدة أن تلك المشاريع مكلفة جداً وتحتاج لرأس مال كبير.