محتجزون وحقوقيون يروون وقائع تعرية وتعليق وصعق النشطاء.. وطالب: صعقوني في أماكن حساسة طبيب للنيابة: إضربوني بالرصاص ومترجعونيش السجن تاني.. وناصر أمين: شهادات المحتجزين بلاغات النديم: رقعة التعذيب تتصاعد.. والإفلات من العقاب مستمر.. ومحامية: الضحايا عرضوا على الطب الشرعي بعد 9 أيام منذ 6 أشهر قتل مواطنون في سجن أبو زعبل، اختناقا وحرقًا بالغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه «مجهول»، حسب توصيف النيابة، داخل سيارة الترحيلات بساحة سجن أبو زعبل، قال الخبير المنتدب من النيابة إنها لا تسع أكثر من 24 شخصًا، إلا أن 37 احتجزوا داخلها وسط جو شديد الحرارة والرطوبة لمدة 6 ساعات متواصلة إلى أن لفظوا أنفاسهم الأخيرة متأثرين بالغاز المسيل للدموع في «التابوت الرابض» في أبو زعبل. قائمة ضحايا «أبو زعبل» ضمت وافدين جدد، في ظل حرص القائمين عليه الحفاظ على مكانتهم بين السجون والأقسام بتعذيب معتقلين جدد ألقي القبض عليهم في أحداث إحياء الذكرى الثالثة للثورة. محامية: شهادات الضحايا «مُفجعة» ياسمين حسام، محامية عدد من المحتجزين بأبو زعبل، قالت إن «التعذيب يتم في جميع السجون ولكن أبو زعبل يتقدم في وحشية التعذيب على طرة مثلا، كما أن الأقسام لا تخلو من التعذيب ولكن لقصر فترة المكوث يتضرر الضحايا أكثر من السجون حيث فترات الحبس أطول والانتهاكات أكثر تكرارا». «شهادات المحتجزين بأبو زعبل عن تعرضهم للتعذيب مفجعة، والنيابة تعنتت في إثبات التجاوزات أثناء جلسة تجديد حبسهم في 9 فبراير الجاري، والداخلية تنفي حدوث تعذيب وقرار النائب العام اقتصر على عرض ستة على الطب الشرعي من أصل 40 محتجزًا تقدموا بشهاداتهم أمام النيابة بتعرضهم للتعذيب، إلا أن هذا القرار لم ينفذ سوى في 18 فبراير الشهر الجاري، أي بعد مضي أكثر من 9 أيام على وقائع التعذيب وزوال معظم آثارها ليخرجوا علينا مُهللين بعدم وجود تعذيب في السجون»، تضيف ياسمين. وتابعت: «المحتجزون يعانون فضلا عن الانتهاكات والتعذيب من المياه والأكل السيء ودورات المياه المتسخة والحرمان من التريض وتكدس الزنازين التي يصل عدد المحتجزين في بعضها لأكثر من 30 محتجزًا رغم أن مساحتها لا تتسع لأكثر من عشرة أفراد». وتلكأت إدارة سجن أبو زعبل في تنفيذ قرار النائب العام بعرض محتجزين، بينهم خالد السيد وناجي كامل من الكشف الطبي عليهم، حيث تحركت العربة التي تقلهم بعد موعد إغلاق الطب الشرعي، رغم قرار النائب العام بمد مواعيد عمل الطب الشرعي حتى الخامسة، حتى أغلقت المصلحة أبوابها ولم يتم الكشف عليهم، وفي اليوم التالي قال مسؤولو السجن إن النشطاء رفضوا الخضوع للكشف، حسبما ذكرت ياسمين حسام. طبيب مُعتقل: إضربوني بالرصاص ومترجعونيش السجن تاني الطبيب إبراهيم عبدالرازق ألقي القبض عليه خلال حملة اعتقالات عشوائية في شارع الفجالة أثناء شرائه كتبًا تخص الزمالة التي يعدها، يقول «كل ما أقولهم حرام عليكم أنا دكتور يضربوني أكتر.. وضربوني في قسم الأزبكية وفي سجن أبو زعبل، وأجبرت على خلع ملابسي وسكبوا علينا مياه باردة وتركونا لليوم التالي دون أغطية أو ملابس على الأرضيات المُغمورة بالمياه.. وكل يوم وقت التمام يوقفونا وشنا للحيط ويضربونا ومقدرتش أوصل لحد من أهلي ومنعوا الزيارة والأطعمة بعد معرفتهم بمكاني». ياسمين حسام أشارت إلى أن الطبيب الشاب قال في تحقيقات النيابة خلال جلسة تجديد حبسه لرئيس نيابة شمال القاهرة «أنا هيجيلي فشل كلوي أنا دكتور وعارف إن الأعراض بدأت تظهر وباحملك المسؤولية»، وأضافت المحاميمة أن الطبيب بعدما يأس من تعنت النيابة في إثبات شكاواه والكدمات الموجودة على جسده، قال لوكيل النيابة «طيب إضربوني بالرصاص ومترجعونيش السجن تاني .. هي الدولة بتصرف عليا عشان متفوق ولا عشان أتعذب وأتبهدل». طالب: صعقوني في أماكن حساسة «محمد .م»، البالغ من العمر 21 عاما، طالب بكلية السياحة والفنادق، أدلى بأقواله في خلال تحقيقات النيابة، وأوضح أنه ألقي القبض عليه خلال بحثه عن وسيلة مواصلات من رمسيس، وتم التعدي عليه بالضرب وصعقه في أماكن حساسة من جسده داخل قسم الأزبكية، قبل أن ينقل لسجن أبو زعبل، حيث «حفلة استقبال» للنزلاء الجدد تتضمن أمرهم بخلع ملابسهم وسكب المياه الباردة عليهم وتركهم عرايا، مضيفا أن الضباط يعتدون عليهم ويستفزونهم بعبارات مثل «إنتوا فاكرين نفسكم عملتوا ثورة بجد». مبيض محارة: وقفوني 16 ساعة ولما قعدت ضربوني «أنا ضعيف الجسد وصحتي متستحملش البهدلة والضرب أجبروني على الوقوف في أبو زعبل 16 ساعة، ولما وقعت وقعدت من التعب ضربوني وأجبروني على الوقوف تاني.. أنا مبيض محارة وجاي أشتري خامات معقول هاجي من أسوان عشان أتظاهر».. قالها محمد مصطفى الذي يعمل مبيض محارة. خالد السيد: اتكلبشت واتعلقت في أبو زعبل الناشط خالد السيد هو الآخر نال نصيبه من التعذيب في سجن أبو زعبل، وكشف أمام وكيل النيابة أنه تعرض وزملائه للضرب و«الكلبشة والتعليق» وسكب المياه الباردة على أجسادهم بعد تجريدهم من ملابسهم، كما أصيب بفكه وظهره بعد الاعتداء عليه. ناصر أمين: التعذيب لن يختفي قريبا ويعتبر الناشط الحقوقي، ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن ما تم نشره والحصول عليه من شهادات حول تعرض نشطاء ومحتجزون بالسجون والأقسام «مفزعة» يجب أن تُعامل كبلاغات مباشرة للنائب العام يتم التحقيق فيها فورًا دون تحريك بلاغات مباشرة بشأن تلك التجاوزات. ويرى أن تكرار الوقائع التي يرويها محتجزون عديدون عن وقائع تعريتهم ورشهم بالمياه الباردة يساعد النيابة عند التحقيق في التحقق من دقة وصحة تلك الشهادات. ويقول «أمين» إن التعذيب ظاهرة ممنهجة ومتجذرة لن تتوقف في مصر في وقت قريب، ومواجهته تتطلب وضع خطة قومية لمعالجة ذلك، مشيرًا إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يبذل جهده لتوثيق الشهادات وإعداد تقارير عن زيارات أعضائه للسجون المختلفة، وأنه سيعرض تلك المعلومات على السلطات ويطالب بالتحقيق فيها. النديم: البطش يتصاعد والإفلات من العقاب مستمر أما ضي رحمي، مسؤولة التوثيق بملف التعذيب بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، فقالت إنهم رصدوا تصاعدًا في شكاوي المعتقلين بتعرضهم للتعذيب داخل السجون بشكل عام، من بينها سجن أبو زعبل، والذي وثقوا عنه شهادات متكررة بتعرض محتجزين للتجريد من الملابس وسكب المياه الباردة وتركهم على أرضيات مبللة بالمياه دون ملابس لساعات طويلة، فضلا عن تعرضهم للضرب والإهانات اللفظية. تؤكد «رحمي» أن التعذيب يمضي بشكل ممنهج ومستمر، قد يتراجع في بعض الفترات لكنه لا يتوقف، وقالت إن القبض العشوائي على عدد كبير من المواطنين أثناء مرورهم في محيط المظاهرات، ساهم في إتساع رقعة التعذيب في الفترة الأخيرة، مُستطردة «للأسف بطش أجهزة الأمن يتصاعد والإفلات من العقاب مُستمر، البعض يبرر انتهاك حقوق المواطنين لخلافهم في الرأي السياسي، لكن لا مبرر بأي حال لانتهاك كرامة المواطنين وتعذيبهم».