الحركة: الملايين سيقفون ضد «المشير» وحملة لترويج له كمنقذ للبلاد يدعمها حلف الثورة المضادة أرجعت حركة «الاشتراكيون الثوريون» سبب استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي، إلى أنها أصبحت تمثل عبئاً على حملة ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء لشئون الأمن لذا وجب التخلص منها. وقالت الحركة في بيان صحفي أصدرته اليوم الأربعاء، إنهم يسعون لترويج أن السيسي الذي كان ولازال نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والرجل الأقوى في تلك الحكومة ليس هو المسئول الأول عن فشلها؛ فكل الوزراء فاشلون إلا السيسي، كما كان كل وزراء مرسي فاشلون وخونة إلا السيسي، وكما كان أعضاء مجلس طنطاوي العسكري فاشلون إلا السيسي، محاولين غسيل يده من كل الدماء التي سالت من الآلاف منذ 25 يناير وحتى اليوم. وأضافت أن الحملة التي يتم الإعداد لها لترويج «السيسي» كمنقذ للبلاد والتي يدعمها حلف الثورة المضادة المكون من رجال أعمال من عهد مبارك وفلول الحزب الوطني، ويساندها العسكر والداخلية، ترتعد من تزايد حدة الاحتجاجات العمالية والاجتماعية التي انتشرت خلال الأسابيع الأخيرة، وتقف مشلولة أمام صمود طلاب الجامعات فلا تجد حلا إلا تأجيل الدراسة، وتلهث لطبخ حفل تتويج السيسي رئيساً قبل أن تتآكل شعبيته التي صنعها إعلامهم المضلل، فتضطر للتضحية بالببلاوي وحكومته بعد أن استنفذت دورها من أجل امتصاص الغضب الشعبي. وأشار البيان إلى أنه طوال سبعة أشهر هي عمر حكومة الببلاوي، كانت خلالها الأكثر فشلا وسط حكومات الفشل المتعاقبة بعد ثورة يناير، وأنه بالإضافة لتبنيها نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية المنحازة ضد ملايين المصريين بحجة دعم الاستثمار والمستثمرين، تفوقت تلك الحكومة في استخدامها لأقصى درجات البطش بالمعارضين، ليسقط على أياديها آلاف القتلى ولتعتقل عشرات الآلاف من كل الاتجاهات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وتقتحم حرم الجامعات لتقتل وتختطف الطلاب والطالبات، وتصدر الحكومة قانوناً لمنع التظاهر وتجريم الاعتصام والإضراب، كما تلاحق المعارضين في الشوارع ويتهمهم الإعلام المضلل بالخيانة والعمالة بل ويطالب المواطنين بالبطش بهم، في مشهد تتجلى فيه الفاشية والاستبداد ويغيب عنه وهم الاستقرار المزعوم. وتابع البيان أنه بعد أن اتضح لملايين العمال والموظفين أكذوبة إقرار الحد الأدنى للأجور، الذي تحرمهم الحكومة منه، بدأت خلال الأسابيع الأخيرة موجة من الإضرابات العمالية في مختلف القطاعات من الغزل والنسيج إلى الصحة وحتى النقل العام وغيرهم، في تحدي لبطش السلطة، لتلقي بحكومة القتلة في مزبلة التاريخ، وليتأكد للجميع عمق الأزمة الاقتصادية والسياسية التي لن يحلها تغيير الوجوه بل السياسات. ولفت إلى أن الحكومة سقطت في حين لم تُطلق الطبقة العاملة كل إمكانياتها وطاقاتها بعد، مشددة على أن هذه الحركة العمالية الصاعدة والمتسعة تجعل واجباً على الثوريين ليس فقط الدعم والتضامن، بل أيضاً النضال من أجل توحيدها والانطلاق معها إلى الأمام في مواجهة ما هو قادم على يد الحكومة الجديدة وسلطة الثورة المضادة. واعتبرت "الاشتراكيون الثوريون" أن الاستقالة تأتي في إطار سعي النظام للتخلص من العناصر المحسوبة على الأحزاب الليبرالية، والتي كانت محسوبة في السابق على ثورة يناير، بعد أن أدوا دورهم في دعم النظام الحالي، ليعريهم أمام شباب أحزابهم الذين خُدعوا بشعارات دعم نظام الثورة المضادة بحجة الحرب على الإرهاب، ليتحولوا إلى سلاح في يد العسكر. ولفتت الحركة إلى أن ترشيح النظام إبراهيم محلب وزير الإسكان والعضو السابق بلجنة سياسات جمال مبارك بالحزب الوطني ليقوم بتشكيل الحكومة الجديدة، التي سيتم في عهدها انتخابات الرئاسة والبرلمان، ليتصدر فلول نظام مبارك المشهد في المرحلة القادمة دون ستار. وشدد "الاشتراكيون الثوريون" على أن المعركة لم تنته كما يتوهم النظام، فكما أرغمهم الغضب الشعبي على تغيير الوجوه والتضحية بالببلاوي، سيطيح بهم وبحلفهم الذي مهما تغيرت الوجوه سيظل معاديا للملايين الذين خرجوا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، أهداف ثورة يناير التي لم يتحقق منها شيء، ومازالت دماء شهدائها ومن تلاهم بلا قصاص، لافتة إلى أن "الثورة التي يحاولون تشويهها اليوم، خلقت أجيالاً من آلاف الثوار لن يخضعوا لمؤامرات نظام فاشل أدمن حكومات الفشل والقتل والقهر، ولن يحمي هذا النظام البطش والاستبداد ولن تستر عوراته تبديل الأشخاص، فنظام السيسي هو الامتداد لنظام مبارك بنفس السياسات التي تخلق الفقر والظلم". وأكدت الحركة أن الملايين سيقفون ضد "السيسي" في المصانع والجامعات والنقابات، حتى وإن حمل بعض العمال صورة وزير الدفاع، مستطردة: نذكر من نسى بأن العمال الذين حملوا صور مبارك في 2006 كانوا أول من تم دهسهم بالأحذية في 2008 بالمحلة..هؤلاء العمال هم اليوم من يتحدون عملياً قانون التظاهر، بإضراباتهم ومظاهراتهم أمام مجلس الوزراء. وشددت الحركة على أن الحكومة سقطت في حين لم تُطلق الطبقة العاملة كل إمكانياتها وطاقاتها بعد، مشيرة إلى أن هذه الحركة العمالية الصاعدة والمتسعة تجعل واجباً على الثوريين ليس فقط الدعم والتضامن، بل أيضاً النضال من أجل توحيدها والانطلاق معها إلى الأمام في مواجهة ما هو قادم على يد الحكومة الجديدة وسلطة الثورة المضادة.