مطرب من الزمن الجميل بدأ حياته شيخا ومنشدا دينيا يغني الموشحات الدينية والأدوار والقصائد كالكثيرين من شيوخ عصره، الشيخ عبد اللطيف البنا الذي أصبح فيما بعد "عبد اللطيف افندي البنا" وذلك بعد خلعه للقفطان والجبة. والذي يعد واحد من اشهر مطربي العشرينيات، جذبه كثيرا غناء الطقاطيق و بدأ يغني هذا النوع و اشتهر بغناء طقاطيق "العوالم" التي اعتبرها الكثيرين أغاني خليعة ، غنى عبد اللطيف افندي لمنيره المهدية و نعيمة المصرية وكُتبت له أغاني خاصة وشاركه في إبداعاته "الشيخ زكريا أحمد" الذي لحن له كثير من الطقاطيق . الهي ليس للعشاق ذنبٌ ولا أهل الصبابة مجرمونا أتخلق كل ذي وجه جميل به تسبي عقول الناظرينا وتأمرنا بغض الطرف عنه كأنك ما خلقت لنا عيونا القصيدة الأصلية ل"ابن الرومي" غناها عبد اللطيف البنا مع تغيير بعض الكلمات، وهنا اختلف اسلوبه عن مغنيين عصره سواء في آداء ذلك النوع الروحاني من المواويل و القصائد أو في غناء الطقاطيق، امتلك اسلوب خاص و فريد جعله قادر على اداء أنواع غنائية مختلفة تماما عن بعضها . ما تخافشى على أنا واحدة سجوريا فى العشق يا أنت واخدة البكالوريا أقعد سهتانة قلبى مشغول بك .. ولما تشعلل لهاليب نار حبك أرخى الناموسية وأنام لى شوية وأحبكها وأشبكها بميتين دبوس ماتخافشي عليا من أشهر الطقاطيق التي أبدع في غناها عبد اللطيف أفندي البنا و تٌعتبر من الطقاطيق الخليعه لإحتوائها على كلمات غير مناسبة ،بالإضافة إلى غنائه بصيغة "الأنثى" عن نفسه مثل قوله "أنا واحده" ،وكان ذلك غريبا جدا وقتها خاصة أن صوته الحاد يشبه الأصوات النسائية وقد كان المطرب الوحيد الذي بلا شارب عكس مطربي هذا الجيل . Video of ما تخافش علي - عبد اللطيف البنا جارت على مهجتى ظلما وما عدلت فليت شعرى الى من فى الهوى عدلت هيفاء كم قتلت بالهجر من كبد وكم قلوب كوت يوم النوى وقلت والله لست بساءل عن محبتها ولو أذابت فؤادى بالجوى وسلت من أجمل و أرقى ما غنى عبد اللطيف البنا، تسمعه يغنيها تشعر بأنه صاحب القصة و أن الظلم قد وقع عليه حقيقة، كان يملك احساسا خاصا به يتنوع مع تنوع نوع الغناء و يختلف حتى يصلك ما يشعره هو خلال ادائه للقصيده أو الأغنية ،أيضا كان البنا يغني منفردا بروح السميعه من خلال قوة صوته ترافقه في الخلفيه آله أو اثنان من الآلات الشرقية التي تضيف نكهة خاصة للغناء. Video of عبد اللطيف البنا :جادت علي مهجتي استمر عبد اللطيف أفندي البنا في الغناء وتعاقد مع شركة بيضافون للإسطوانات التي كان لها دور في تسجيل العديد من أغانيه مثل طقطوقة "ايه رأيك في خفافتي" و "ماتخافشي عليا" و "إرخي الستارة" وغيرها، وقد كان البنا ينافس "العوالم " في تخصصهم الغنائي و أبدع في غناء هذا النوع ولكنه لم يتوقف أيضا عن غناء الموشحات الدينية و القصائد و المواويل الأدبية. كان له جمهوره الذي أحبه و اعترف بموهبته حتى لقبوه ب "كروان مصر" و "بلبل مصر" و "أمير المغنيين"، وكلها ألقاب تدل على ايمانهم بما قدم لهم في فترة العشرينيات . توفي عبد اللطيف البنا عام 1969 ، ولم يبق من سيرته الذاتيه الكثير ولكن ترك لنا إرث شعبي يتحدث عنه .