صرح الدكتور عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة لشئون الطب الوقائي، أن معدل الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير بمصر هذه المرة غير طبيعي, حيث تنشط الفيروسات بصورة كبيرة جداً هذا الشتاء, حيث أوضح قنديل بأن مرض " إتش 1 إن 1" أصيب منه حوالى 195 شخص وتوفى منه حوالي 24 شخص خلال الشهرين الماضيين". ولخطورة هذا الموضوع قامت "الوادي" باستطلاع آراء المسئولين والخبراء حول طبيعة هذا المرض وكيفية الوقاية منه. من جهته أكد الدكتور"مصطفى عبد العزيز" عضو النقابة العامة للبيطريين في حديث خاص ل"الوادي"على أن مرض أنفلونزا الخنازير لم يختفى نهائياً من مصر.. منوهاً على أنه كانت توجد عدة حالات مصابة بهذا المرض فى مصر من قبل ومازالت موجودة حتى الآن. وأشار عبد العزيز على أن هذا المرض المزمن عاد مرة آخرى وبقوة نتيجة الظروف البيئية السيئة الموجودة بالبلاد مع ضعف الأمصال واللقاحات المعالجة لهذا المرض.. مؤكداً على أن النوع الجديد الذي ظهر من مرض أنفلونزا الخنازير يتركز الآن بشكل كبير على خلايا الإنسان لذلك هو مرض مزمن وقوى. ولفت عبد العزيز أن الدول الأوروبية يوجد بها نسبة كبيرة جداً مصابة بهذا المرض أكثر بكثير من الحالات المصابة في مصر حيث أن عدد الحالات المصابة والمتوفاة بمرض أنفلونزا الخنازير بمصر لا تذكر مقارنة بالخارج، مشيرا أن الوسائل الإعلامية والإخبارية لجأت سريعاً إلى نشر خطورة هذا المرض واصفاً إياه بالوضع الكارثى وهذا ما سبب حالة الزعر الذى تصاحب المواطنين الآن، موضحا الدور الخطير للإعلام في التوعية بطرق الوقاية من هذا المرض بين أفراد الشعب. وأكد "عبد العزيز" أن الدول الأوروبية تتبع أسلوب علاجى متطور وشديد التقدم لديها للتصدى لمثل هذه الأمراض حيث لديها عدة أمصال ولقاحات جديدة ومتطورة للقضاء على هذا المرض بعكس الإمكانات المتوفرة في مصر. وتابع عبد العزيز أن الأمصال التي توفرها وزارة الصحة الآن تستوردها من دول ليس لها كفاءة فى صناعة الأمصال واللقاحات مثل ألمانيا وغيرها, بالإضافة إلى أن الحكومة تسترخص بعض الأمصال حيث تقوم بشراء الأمصال الرخيصة والبسيطة وليست القوية التى لديها ميزة كبيرة للقضاء على هذا المرض. وفي السياق ذاته أكد الدكتور "محمد أبو سالم" عميد طب بيطري، بجامعة بنها، ل"الوادي" على أن مرض أنفلونزا الخنازير انتشر بشكل غير طبيعى وغير مسبوق عما كان من قبل.. والسبب فى ذلك يرجع إلى ظهور"فيروس"جديد بشأن هذا المرض. وأوضح أبو سالم "تمت مقاومة مرض أنفلونزا الخنازير من قبل وظهرت تجاههه عدة أمصال ولقاحات مقاومة لهذا المرض وبناء عليه، قام هذا المرض بالتحور وعمل سلالة جديدة حتى يدافع عن نفسه ويتصدى الأمصال واللقاحات"، مشيراً إلى أن فيروس أنفلونزا الخنازير مع فيروس انفلونزا الطيور يقومان بالإنسجام والإختلاط حتى ينتج هجين جديد وفيروس جديد يصعب القضاء عليه. وأكد أبو سالم أن "حيوان الخنزير" هو الوعاء القوى الذى يساعد على هجين النوعين من الأنفلونزا الأثنين والأقوى في تحمل هذا الفيروس ونشره والتصدى للأمصال واللقحات المضادة له. كما أكد "أبو سالم" خلال حديثه الخاص ل"الوادي" على أن الأمصال التي أستخدمت فى علاج مرض أنفلونزا الخنازير ليست هى نفس الأمصال التى تستخدم اليوم فى معالجة هذا المرض وذلك بسبب الفيروس الجديد الذى ظهر نتيجة الهجين المختلط.. حيث أن نوع الفيروس مرض أنفلونزا الخنازير سابقاً ليس نفسه هو نوع الفيروس الظاهر الآن والذى أودى بحياة 24 مريض. وأشار "أبو سالم" أن الوضع الذي تمر به البلاد الآن، يستوجب وضع أى شخص عنده "برد" تحت الملاحظة والمتابعة، مشيراً على أنه إذا إرتفع درجة الحرارة المستمرة لدى الشخص المصاب بالبرد فإن هذه من أعراض هذا المرض لابد من إسراع المريض بالتوجه إلى المستشفى حيث الرعاية الصحية المتوفرة هناك حيث من الضرورى جداً التعرف على نوع الفيروس لكى يتم إنتاج مصل مقام لهذا الفيروس من نفس نوعه، مؤكداً أن الإحتياطات وتجنب التجمعات المزدحمة وسرعة التعرف على المرض أثناء حالته الأولى تفيد وبقوة في سرعة التعرف على المرض وسرعة علاجه. كما أكد "ابو سالم" على أن مرض أنفلونزاالخنازير يقوم بمهاجمة الجهاز التنفسى بقوة وبشراسة لدى الإنسان لذلك الإنسان الذى يصيبه هذا المرض ينتابه الشعور بضعف في الجهاز التنفسي لذلك لابد من الإسراع في علاجه ولكن إذا زادت شدة الفيروس فإنها تضر بشدة بالجهاز التنفسي، ومن ثم يكون هذا المريض قد وصل إلى مرحلة حرجة جداً. كما أكد الدكتور "جبر الباجوري" أستاذ ورئيس قسم الفسيولوجيا والمتخصص بالفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة بنها ل"الوادي" على أن فيروس أنفلونزا الخنازير من الفيروسات المستوطنة بالعالم أجمع, ومن ضمن الفيروسات المتحورة دائمة التغيير بمعنى" أن هذا الفيروس يحمل بروتين متجدد داخل جسده هذا يجعله شديد الخطورة ويصعب إيجاد له أمصال. وأكد "الباجورى"على أن الفيروس الحالى فيروس تكون نتيجة إختلاط مجموعة من الجينات "جينات الإنسان وجينات الطيور وجينات الخنزير وأخذ وعائه بحيوان الخنزير وأستوطن به. كما أشار "الباجوري" على أن هذا المرض ليس له علاج ولكن من الممكن معالجته بمرحلته الأولى, وأن الحالات التي تعرضت للوفاة بسبب هذا المرض من الممكن بأن يكونوا من أصحاب الأمراض المزمنة. وأكد "الباجوري" بأنه يوجد أخطاء كبيرة يقع فيها الإعلام وهو أنه يوجد فرق كبير بين مرض أنفلونزا الخنازيير ومرض "إن1 إتش1" حيث أن الثانى هو المنتشر الآن وهو نوع من الهجين المختلط بين عدة أنفلونزا هي أنفلونزا الطيور والإنسان والخنازير. وأكد "الباجوري" أن الفيروس الموجود الآن لا داعى للخوف الزائد منه, ولكن "لا قدر الله عز وجل" لو حصل تزاوج بين مرض أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الإنسان فهنا المشكلة. وناشد "الباجوري" المصريين في نهايه حديثه بضرورة الوقاية من هذا الفيروس قائلاً" لا أستطيع أن أقضى على الفيروس ولكن أستطيع أن أتبع السبل الصحية للقضاء عليه قبل وصوله"..مؤكداً على أن إتباع العادات الصحية السليمة هى السبيل الوحيد للقضاء على هذا المرض.