بعد اعلان النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية وفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس المنتخب أعتقد البعض منا أن الامور الامنية سوف تستقر لكن الخبراء المختصين أكدوا أن أمن مصر القومى ما زال مهدد من الداخل والخارج ، وكانت هذه أرائهم : اللواء الدكتور نبيل فؤاد استاذ العلوم الاستراتيجية أكد على أنه ما زالت توجد تهديدات خارجية وداخلية تؤثر على الامن القومى المصرى بصورة خطيرة . فالتهديدات الخارجية بدأت بالإنتقاد المستمر من الولاياتالمتحدةالأمريكية للسياسة المصرية منذ أحداث الثورة ، واسرائيل تنتهز وجود أعمال عنف على الحدود معها لتوجه رسائل مسبقة للرئيس المصرى المنتخب حتى يبتعد تماماً عن الخط الأحمر بالنسبة لها وهى "اتفاقية السلام"مع مصر. والتهديدات الداخلية تتمثل فى انقسام المصريين لفصيلين متضادين قبل اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز الدكتور محمد مرسى والمجلس العسكرى يصدر بيانات متشددة جداَ اثارت غضب الفصيلين مما أوحى أنه سيحدث صدام بينهما ولن يرضى أحد الفصيلين بالنتائج الانتخابية ووجود تهديدات حقيقية للإقتصاد المصرى واضرار بالمصالح والمنشآت . ويتسائل "فؤاد" عن سر اختفاء دور الاحزاب السياسية والعقلاء بين الطرفين فربما يتمكنوا من اخماد هذا الحريق مبكراً قبل ظهور الطرف الثالث الذى اعتاد أن يندس في التجمعات ويشعل الفتن ويحرض انصار الفريقين ضد بعضهما وتحدث مذابح دموية لابرياء . ويؤكد "فؤاد" ان الاخوان ليسوا من الغباء ليصطدموا بالقوات المسلحة حتى لو كان الفريق شفيق فاز فى الانتخابات الرئاسية وإن كانوا سيعبرون عن رفضهم قبول نتيجة الانتخابات بطرق أخرى سلمية وقانونية كما أن القوات المسلحة لن تستخدم السلاح وتطلقه فى صدور المصريين مهما بلغ تطاولهم عليها . أما الدكتور عماد جاد الخبير السياسى اكد أن هناك مخاطر حقيقية على الامن القومى المصرى لوجود كم كبير من الاسلحة الغريبة التى تم ضبطها ولا تستخدم الا فى الحروب مثل مدافع الار بى جى والصواريخ المضادة للطيارات والدبابات وغيرها وهو ما يؤكد عن وجود ترسانة حربية على أرض مصر ومعروضة للبيع ومصدرها ليبيا بعد سقوط نظام القذافى . ويشير "جاد" إلى أن اسرائيل تستعد لإختراق سيناء بحجة وجود تنظيمات اصولية متشددة تسعى لضربها من سيناء ودشنت جيشها على الحدود المصرية حتى تتمكن من احتلالها فى أول فرصة يكون فيها الشعب المصرى مشغول بالاضطرابات الداخلية . وهذه التهديدات الداخلية والخارجية لن تؤثر علي مصر اذا تعاون العقلاء منا مع الاجهزة الأمنية لضرب أى محاولات لاثارة الفتن منذ بدايتها والادلاء على من يشتبه بأفعاله وأنه من المندسين والعملاء ويجب أن يتسم الجميع بالعقلانية ونتقبل الفائز بالانتخابات مهما كان اتجاهاته فمصر الان لها الاولوية فى الحرص عليها وحمايتها . اللواء حسن الزيات الخبير العسكرى أكد أن وجود انقسامات فى الشارع المصرى يعد هو أكبر تهديد للأمن القومى فى ظل وجود جهات مختلفة تعمل على التحريض المستمر ويروجوا علانية للشائعات فى وسائل الاعلام المحرضة حتى لا يرضخوا للنتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية سواء كانت لصالح الدكتور محمد مرسى أم للفريق أحمد شفيق ويسعوا لاثارة الرعب فى نفوس المصريين بالتشكيك فى استعداد الاخوان المسلمين والسلفيين لمواجهات بالسلاح فى حال فوز شفيق وهكذا . ويؤكد "الزيات" أن مصر لن تدخل فى حرب أهلية اذا نجحت الاحزاب السياسية فى احتواء الطرفين والرضوخ لنتيجة صناديق الانتخابات . علاء عبد المنعم عضو مجلس الشعب الاسبق أشار لوجود مخاطر حقيقية تمر بها مصر حالياً تهدد أمنها القومى لوجود اضطرابات داخلية والاخطر الاضطرابات الخارجية لوجود تحركات اسرائيلية على الحدود المصرية بالاضافة لتصريحات المسئولين الاسرائليين برغبتهم فى عودة احتلال اسرائيل لسيناء حتى تؤمن حدودها فمصر ستظل بؤرة اهتمام العالم ومطمع لدول كثيرة تريد استنزاف خيراتها . ويرى "عبد المنعم" أنه حتى نتجنب الاضطرابات الداخلية والخارجية يجب الغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية ولا تتم الا بعد وضع دستور جديد تضعه لجنة تأسيسية تضم كافة أطياف المجتمع ولا تشمل فصيل واحد كما يجب اعادة انتخابات مجلس الشعب بعد حكم المحكمة الدستورية بحله . الدكتور حمدى حسن عضو مجلس الشعب الاسبق عن الاخوان يرى أن الشائعات المغرضة هى التى تهدد الامن القومى لاى دولة وما أكثرها منذ أحداث الثورة فهى تنطلق طوال الوقت لتشويه صورة الابرياء وبث الرعب فى نفوس المصريين ومن الصعب معرفة من يطلق هذه الشائعات التى وصلت لذروتها منذ بداية انتخابات مجلس الشعب وروج لبركان الدم الذى سيسيل من المصريين على يد الاخوان المسلمين الذين كونوا ميليشيات عسكرية ستحتل مصر بالقوة ومرت الانتخابات بهدوء وكانت نزيهة ولم يحدث شىء وذات الشىء تكرر فى انتخابات مجلس الشورى واخيراً فى الانتخابات الرئاسية وحتى آخر لحظة قبل اعلان فوز الدكتور "مرسي" انطلق وابل من الشائعات عن وجود ترسانة أسلحة فى ميدان التحرير يحملها الاخوان المسلمين والسلفيين واصدار المجلس العسكري قرار بحظر التجوال الساعة الثالثة ظهراً لحين اعلان "شفيق" رئيساً للجمهورية ولم يحدث شىء من هذا القبيل . ويؤكد "حسن" أن أحداث العنف الدموى كانت فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ولن تتكرر فى عهد الرئيس محمد مرسي الذى سيثبت للعالم كله أن ما أثير حوله هو والاخوان المسلمين ما هو الا شائعات مغرضة والايام وحدها سوف تثبت ذلك المهم أن يلتف الشعب حوله ولا يسمح بوجود شائعات تهدد أمننا القومى . هاني رسلان الخبير بمركز الاهرام الاستراتيجى حذر من الصياغة الحالية للكيان العربى بالمنطقة فهناك أيدى خبيثة نجحت في تقسيم بعض الدول العربية واثارة حروب أهلية بها لم تنتهى حتى الآن ولا يعلم أحد مداها وتحاول تكرار ذات الوضع في مصر والدليل على ذالك ما حدث من تقسيم للسودان الشقيق للشمال والجنوب وما حدث فى ليبيا بعد سقوط القذافى من حرب أهلية لم تنتهى بعد والمذابح اليومية فى سوريا . ولذلك شدد "رسلان" على ضرورة اعادة صياغة مواقف القيادة المصرية ودراسة التحديات الداخلية بعد أن تحول المصريين لفصيلين احدهما من انصار الدولة الدينية والآخر من انصار الدولة المدنية فيجب قبول نتيجة صناديق الانتخابات حتى لو رفضها أى طرف . وأكد "رسلان" على عدم حدوث حرب أهلية في مصر وستظل الثورة سلمية لآخر لحظة فالدولة المصرية قوية بقواتها المسلحة ورجالها البواسل القادرين على صد التهديدات مهما كان مصدرها . الدكتور كمال حبيب الخبير في الشئون الاسلامية أكد أن النزاعات السياسية الداخلية لتسليم السلطة بالكامل من المجلس العسكرى لأن مصر تخضع للنظام الرئاسى وليس البرلمانى ولا يجوز أن يتم تغيير هذا بقرار من المجلس وانما بنص دستورى والا فسيكون هناك تهديد حقيقى على الامن القومى ولن تستقر الامور فى مصر مطلقاً. كما أن الدولة التى يسودها الديمقراطية تكسب احترام وتقدير العالم كله فى حين أن دولة العسكر والاستبداد تفقد رصيدها من هذا . وأشار "حبيب" الى ان الشائعات المغرضة يجرى تخليقها جهات واشخاص معروفين للجميع كى يشعر المصريين بوجود تهديد قوى على امنهم القومى وبالتالى فهم بحاجة ليد قوية تحميهم وتدافع عنهم ويظل نظام العسكر مستمر الى مالا نهاية . وفي النهاية اشار ناجح ابراهيم الخبير فى الشئون الاسلامية إلى أن التاريخ الاسلامى عبر مر العصور المختلفة يؤكد أنه سينتصر فى النهاية دولة العسكر لأنهم يملكون من الحيل والقوة ما يؤهلهم لذلك واذا لم يتفق أهل الكتاب وأهل الدين فستكون هناك كارثة مروعة تهدد الامن القومى فى مصر ويتمزق وطننا معنوياً ومادياً وخاصة اذا تصارع الاثنان على السلطة لأنه لن يستطيع أهل الدين السيطرة على فصيله اذا انطلق فتيل الفتنة وستحدث أعمال عنف دموية ونصل لحد الهاوية حتى يجبر أحد الطرفين عن التراجع عن هدفه .