المشهد السياسى فى مصر ينذر بكارثة فى ظل حالة التصعيد المستمر بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى الامر الذى جعل المصريين يتوقعون وقوع اضطرابات وأحداث عنف بين الطرفين تتحول الى فوضى وانفلات امنى ولكن الخبراء المختصين الذين التقتهم " الوادى"طمأنوا الشارع المصر واكدواان هذا المشهد تكرر كثيراً منذ أحداث الثورة ولم يتطور الى حد عنف وانما انتهى بصفقات واستقرار السطور القادمة تكشف التفاصيل: يرى اللواء محمد قدرى سعيد الخبير فى الشئون العسكرية بأن المجلس العسكرى والاخوان المسلمين يمثلان رأسي حربة فى عملية معقدة جداً وصعبة منذ أحداث الثورة و كل منهما يحاول فرض رأيه على الآخر ثم تحدث مفاوضات بينهما حتى يستقرا فى النهاية على رأى واحد ويبدأ الاخوان فى عمل تهدئة للشارع بعد تحقيق مطالبهم . وانتقد سعيد اعلان الفريق أحمد شفيق فوزه ومن قبله اعلان الدكتور محمد مرسى فوزه ايضا قبل الانتهاء من عملية الفرز ولم يحترم الطرفين الجهة الوحيدة المنوط بها اعلان النتيجة الامر الذى خلق حالة من الجدل فى الشارع المصرى وكان للاعلام المحرض الذى يتعمد تصعيد الموقف وزيادة الشائعات حتى تكون هناك أحداث عنف دورا سيئا فى تصعيد وتيرة الاحداث. واثنى الخبير على موقف المجلس العسكرى الذى أعلنه بشان موافقته على وجود المظاهرات السلمية ولن يسمح بوجود أعمال عنف وسيرد عليها بعنف وهذا حقه لأنه مسئول عن تأمين البلاد داخلياً وخارجياً. ويختلف اللواء عبد المنعم كاطو الخبير العسكرى فى الراى مع اللواء قدرى سعيد من حيث أن الموقف الحالى لا يجب وصفه بالتصعيد بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى وانما ما يحدث الآن عبارة عن رغبة ملحة لاعلان محمد مرسى رئيساً للجمهورية وهذا الأمر لن يقبله المجلس العسكرى الا بعد اعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية النتيجة النهائية . وكشف كاطو عن وجود طرف ثالث يتعمد احداث فجوة بين الشعب وبعضه وليس بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى فقط . فقد شكك من قبل فى حكم المحكمة الدستورية التى قضت بحل ثلثى مجلس الشعب وهى تعد أعلى المحاكم فى مصر ولا يجوز من الاساس التشكيك بها لانها فوق مستوى الشبهات . وحذركاطو من الفوضى التى تعم الشارع المصرى وطالب بالتصدى لها بسرعة والا فنهايتها ستكون مرعبة وعلى الاخوان المسلمين ان يبدأوا فى اصلاح ما أفسدوه ويتعاونوا مع شباب الثورة والاحزاب وجميع الاطياف السياسية وفى النهاية وعدم المساس بالمجلس العسكرى الذى يتم التحريض عليه والاساءة له ولتاريخه بشتى الطرق . ورغم كل ذلك يؤكد كاطو أن الأيام المقبلة لن تشهد أى أحداث عنف وخاصة من القوات المسلحة التى لن توجه الرصاص لصدور المصريين مهما أساؤا لها وستؤمن جميع المصريين حتى تسلم السلطة كاملة للرئيس المنتخب . وأكد الدكتور كمال حبيب أستاذ العلوم السياسية أنه لن يكون هناك تصعيد فى الفترة القادمة الا اذا أعلنت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية عن فوز الفريق أحمد شفيق وسيكون هناك صراع دامى مفتوح لأن الإخوان المسلمين لديهم كشوف الانتخابات من جميع اللجان الفرعية والعامة وموقع عليها من القضاة والمندوبين . وهناك استعدادات للتصعيد المستمر من الطرفين فالإخوان المسلمين بدؤا مليونيات الغضب فى الميادين والمجلس العسكرى استحوذ على كافة السلطات من الاخوان فى البرلمان واللجنة التأسيسية للدستور ويوجد خلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية كل لحظة ولا يعلم أحد حتى الآن من هو الرئيس المنتخب . وتابع ان المجلس العسكرى يستخدم قوة الدولة ولن يقبل رئيس ينتمى لجماعة كانت فى الماضى محظورة وأغلب أعضائها دخلوا المعتقلات أما الاخوان فهم يستخدمون قوة الشارع وحشدوا بالفعل ملايين المصريين فى جميع المحافظات لارسال رسالة للمجلس العسكرى حتى لا يتم الاعلان عن فوز الفريق أحمد شفيق رئيساً للجمهورية ثم يطالبوا بعد ذلك بإستعادة جميع الملفات التى سلبها منهم المجلس العسكرى كعودة عمل مجلس الشعب كما هو دون الحاجة لانتخابات جديدة وكذلك اعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور بالشكل الذى يجعلهم أغلبية الاعضاء واصحاب القرار وهكذا . والمجلس العسكرى عليه ضغوط أخرى من الاخوان ويخشى من وعود الدكتور محمد مرسى بمحاكمة كل من أسال دماء شهداء الثورة وعددهم كبير فى حكم المجلس العسكرى لذلك أصر أن يمتلك سلطة التشريع . أما الدكتور ناجح ابراهيم الخبير بالشئون الاسلامية فقد أكد أن الفرقة 777 الخاصة بالقوات المسلحة الموجودة حالياً فى منطقة المعادى ليست من أجل مواجهة الاخوان المسلمين كما ادعى البعض وانما هى موجودة لتأمين مستشفى المعادى للقوات المسلحة التى يعالج بها الرئيس الأسبق حسنى مبارك . وصرح ناجح بأن التصعيد متواصل بين المجلس العسكرى والاخوان ووصل باستراتيجية الأزمات الى حافة الهاوية وهى مرحلة خطرة جداً على كلا الطرفين وعلى مصر وجميع المصريين وقد تؤدى لحرق القاهرة ومظاهرات ليست سلمية بالمرة وعنف سياسى . فالشباب والثوار فى حالة غضب عارمة والإخوان يستخدمون الميادين واثارة غضب الشارع وانحيازه له والمجلس العسكرى يستخدم ثغرات القانون ووسائل الاعلام الموجهة ويعمل فى صمت وصبر دون ضجيج على عكس الاخوان المسلمين لذلك ستكون ضرباتهم أقل من ضربات المجلس العسكرى . وفى ظل هذا المناخ السىء لن يكون هناك أمن أو استقرار الفترة القادمة الا اذا حدثت مصالحة وطنية بين المجلس العسكرى والاخوان المسلمين ثم تكون هناك مصالحة أخرى بين الاخوان وكافة الاطراف السياسية حتى يتناسوا ما حرضهم عليه الاخوان من قبل .