حذر عدد من خبراء السياسة من وقوع صدام بين العسكر والإخوان حال إعلان فوز الفريق أحمد شفيق بسباق الرئاسة، وقال الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن الشارع المصرى قد يشهد أعمال عنف من قبَل الجماعة حال إعلان فوز الفريق، موضحاً أن رد الفعل فى حال فوز شفيق لن يكون كمثيله حال فوز مرسى، نظراً لكون الأخير تدعمه جماعة منظمة يمكنها الحشد للتظاهر فى الميادين، بعكس أنصار شفيق، فضلاً عن حالة الاحتقان فى صفوف الثوار الرافضين لرجال مبارك. وتابع: «أعتقد أن رد الفعل من قبَل المجلس العسكرى سيكون على قدر قوة التظاهرات، ولا أستبعد تصاعد الأمور والوصول لمشاهد رأيناها من قبل فى محمد محمود والعباسية». واعتبر سلامة أن تظاهر الإخوان فى ميدان التحرير لرفض الإعلان المكمل والحل الكامل لمجلس الشعب ما هو إلا استعراض للقوة فى محاولة للضغط على المجلس العسكرى. وأضاف: «لا يجوز لأحد أن يعترض على، أو يناقش، أحكام القضاء، ولكن الإخوان لديهم اعتقاد بأن نتيجة الانتخابات ستُزور لصالح شفيق، لذلك هم يحاولون خلق حالة من الاحتقان داخل الميدان تحسباً لإعلان فوزه». وقال الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «إن الاعتصام القائم حالياً بميدان التحرير يحمل أكثر من سبب، منها ما هو متعلق بنتيجة جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية». وتابع: «هناك خطأ كبير وقع فيه حملتا الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق بالإعلان المبكر عن نتائج الانتخابات، فقد كان من الأفضل أن يتم الانتظار حتى تُعلن النتيجة رسمياً من قبَل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حتى لا تحدث بلبلة فى الشارع المصرى، ولا يجب الترويج لأحاديث يُشتم منها رائحة الاعتراض على قرارات العليا للرئاسة أو التشكيك فى نزاهة العملية الانتخابية». وعن رفض المعتصمين للإعلان الدستورى المكمل والحل الكامل لمجلس الشعب، قال حمزاوى: «هناك سبب عام تُجمع عليه كل الفصائل والقوى السياسية للوجود فى ميدان التحرير يتمثل فى رفض الإعلان الدستورى المكمل والصادر من قبَل المجلس العسكرى، وهو رفض منطقى يصب فى مصلحة الديمقراطية، لأننا بصدد سلطات غير مسبوقة للمجلس العسكرى، إلا أن هناك سبباً آخر للوجود فى الميدان، وهو الاعتراض على قرار المحكمة الدستورية العليا بالحل الكامل لمجلس الشعب، الأمر الذى يحمل انقساماً بين الفصائل الثورية». وناشد حمزاوى القوى المدنية توخى الحذر وعدم العودة لممارسات الماضى بغض الطرف عن الانتهاكات التى قد تجرى ضد الإسلاميين. من جانبه قال الدكتور عماد جاد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مصر ستشهد فترة من التوتر والاشتباكات العنيفة، فى حال إعلان فوز الفريق أحمد شفيق بالمقعد الرئاسى. وأضاف: «من المحتمل أن نشهد عنفاً أطرافه جماعة الإخوان المسلمين وعدد من أصحاب الفكر الثورى من ناحية، والمجلس العسكرى من ناحية أخرى». ورفض جاد الحديث عن وجود مباحثات بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان بهدف الموافقة على الإعلان المكمل والحل الكامل لمجلس الشعب فى مقابل إعلان فوز الدكتور محمد مرسى بالمقعد الرئاسى، واصفاً ذلك «بغير المقبول»، لأنه يعنى انهيار الانتخابات الرئاسية، وأن الشعب المصرى كان يعيش فى «مسرحية». إلى ذلك قال الدكتور سعيد اللاوندى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «إن إقصاء الدكتور مرسى عن المنصب الرئاسى سيؤدى لفوضى حقيقية». ولفت اللاوندى إلى أن قرار وزير العدل منح صفة الضبطية القضائية لضباط الجيش، وما حدث من تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية يؤكد أن شيئاً ما سيحدث قد تصاحبه أعمال عنف، قائلاً: «إن لم تكن النتيجة مقنعة سيكون لها ردود فعل خطيرة، وحالة الاحتشاد فى الميادين تدل على ذلك».