يبدو الدكتور مراد على، المستشار الإعلامى لحملة «مرسى رئيسا»، سعيدا، على حد تعبيره، بسبب العلاقة الطيبة بين رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، والمجلس العسكرى، على الرغم من حالة الشد والجذب بين الطرفين قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بسبب الإعلان الدستورى المكمل، والذى خفت كلام جماعة الإخوان عنه تماما الآن. على قال ل«التحرير»: «إن العلاقة بين (العسكرى) والرئيس أصبحت جيدة، وهناك تعاون مشترك بين الطرفين»، مشيرا إلى أن ذلك شىء طيب، غير أنه فى الحقيقة يدعو إلى التساؤل أيضا عن تعهدات الإخوان السابقة، لكن على أضاف «اعتصمنا 8 أيام فى ميدان التحرير، ومعلوم للجميع أننا نرفض الإعلان الدستورى المكمل، واستخدمنا جميع وسائل الضغط الممكنة فماذا نفعل أكثر من ذلك»، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية يحاول أن يتخذ إجراءات فى هذا الصدد، موضحا أن الهيئة التأسيسية للدستور من المنتظر أن تباشر أعمالها، ويتم وضع دستور جديد، وبذلك لم يعد هناك أهمية للإعلان الدستورى المكمل. «لن نترك ميدان التحرير حتى لو فاز مرشحنا فى جولة الإعادة، وسنعتصم حتى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، ولا يمكن قبول قرار حل البرلمان بأكمله» كانت هذه هى الكلمات القاطعة التى ظل يكررها الدكتور ياسر على، القائم بأعمال رئيس الجمهورية، قبل أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية اسم رئيس الدولة، بعدها ظل أعضاء الحملة يتعهدون بعدم السماح للمجلس العسكرى بأن يفرض قرارات لم يستشر فيها الأحزاب أو القوى السياسية، وأكدوا أن جميع هذه القرارات مرفوضة، وسيقاتل مرسى من أجل إلغاء هذه القرارات التى يرفضها جموع الشعب، رجال مرسى استخدموا جميع الوسائل المتاحة للضغط على الجهات المسؤولة وإجبارها على إعلان فوز مرشحهم، ومهدوا بكل السبل إلى ثورة جديدة «سنقدم شهداء فى ميدان التحرير، وعلى جثثنا أن تفرض علينا أى جهة إعلانا دستوريا مكملا، ولن نترك الميدان وسنعتصم هنا ليس من أجل مرسى، بل لأننا نرفض حل البرلمان والإعلان الدستورى المكمل» قالها صفوت حجازى على منصة الإخوان قبل الإعلان الرسمى لنتيجة الانتخابات الرئاسية بيوم واحد، لكنه انسحب من ميدان «الثورة» على الرغم من أن الإعلان الدستورى المكمل ما زال قرارا قائما. على، يعلق على ذلك بأن رئيس الجمهورية أدى اليمين فى ميدان التحرير لتوصيل رسالة إلى المجلس العسكرى بأنه يرفض إعلانه الدستورى المكمل، مستدركا أن الجنزورى رئيس وزراء مؤقت، وأن رئيس الجمهورية يدرس الانتهاء فى أسرع وقت من تشكيل حكومة جديدة بالتعاون مع مؤسسات الرئاسة والجهات السيادية، وأنه يختار على أساس التخصص، ويستشير مؤسسة الرئاسة فى هذه الاختيارات، حتى يتسنى له اختيار حكومة يمكنها الخروج من الأزمات التى تشهدها مصر. حملة «مرسى رئيسا» أصبحت ترى أن التعاون بين المجلس العسكرى ورئيس الجمهورية أمر جيد، رغم أنها كانت تدعو دائما إلى ضرورة أن يعود الجيش إلى ثكناته، كما كانت ترفض إقحامه فى مجال السياسة، ليس هذا فحسب، بل إن مرسى نفسه كان يحرص على تأكيد أنه سيكون رئيسا كامل الصلاحيات، وأن المجلس العسكرى انتهى دوره، لكن حتى اللحظة لا تبدو تصريحات مرسى متسقة مع تصرفاته، وكان الدكتور ياسر على، القائم بأعمال المتحدث برئاسة الجمهورية، قد قال فى تصريحات سابقة ل«التحرير» إنهم يرفضون الأسلوب الذى ينتهجه المجلس العسكرى، وأنه بمجرد وصول مرسى إلى الحكم لم يعد هناك أى دور للمجلس العسكرى إلا حماية حدود البلاد، لكن الغريب أن مرسى ما زال محتفظا بخدمات المجلس العسكرى، وما زال للعسكر دور سياسى.