ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء، أن المدارس الحكومية في ألمانيا بدأت لأول مرة توفير دروس في التربية الإسلامية لطلاب المدارس الإبتدائية، ووفرت لهم معلمين متخصصين وكتب مدرسية مختصة، وذلك في محاولة من المسئولين لدمج الأقليات المسلمة في البلاد، من أجل مواجهة الفكر الديني المتشدد. وقالت الصحيفة إن تلك الدروس متوفرة في ولاية "هيس" الألمانية، بعد إجماع عام بأن ألمانيا، بعد عقود من الإهمال، لابد أن تفعل المزيد لخدمة سكانها المسلمين، وخلق مجتمع ذو تناغم اجتماعي والتغلب على العوامل الديموغرافية التي ممكن أن تهدد الأمن الداخلي للبلاد. وصرح مسئولون أمنيون ألمان أن الوضع العالمي حاليا يلح بشدة على مثل هذه القرارات، وذلك بعد أن لاقى شابين ألمانيين من ولاية "هيس" مصرعهم في سوريا، أحدهم يبلغ 16 عاما، وذلك بعد أن استجابوا لنداء الجهاد المزعوم، وعلى ما يبدو جرى تجنيدهم من قبل دعاة سلفيين متشددين في فرانكفورت، بحسب الصحيفة. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تلك الحالات تتزايد في ألمانيا، فبعض الشباب الألمان يشعرون بالغربة على نحو متزايد وعرضة للتجنيد من قبل الجماعات المتشددة مما يؤدي يهدد الأمن الداخلي لألمانيا. وأضافت الصحيفة أن الأقليات المسلمة تتزايد في أجزاء آخرى من أوروبا مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والدول الاسكندنافية، مما يجعلهم عرضة لمواجهة التطرف. ولفتت الصحيفة إلى أن ولاية "هيس" بدأت تفعيل المناهج الإسلامية التي تدعم المساواة والمثل الأخلاقية، وذلك بما يتوافق مع عقائد الدولة البروتستانتية والكاثوليكية، بحيث أن تقدم للشباب المسلم منذ الصغر أساسيات الديانة الإسلامية، في خطوة تجعله يتجنب التطرف.