صدر حديثاُ عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب بالكويت، الكتاب رقم 407 في سلسلة عالم المعرفة الشهرية، الجزء الثاني من كتاب «مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين». الكتاب من تأليف بيني موريس، وترجمة الدكتور عماد عواد، وكان قد صدر الجزء الأول من الكتاب في العدد السابق 406 لشهر نوفمبر 2013. أثار هذا الكتاب، وقت صدوره ضجة كبيرة داخل «إسرائيل»، لما تضمنه من حقائق صدمت الكثيرين، في إطار كتابات المؤرخين الجدد الذين قدموا روايات تختلف بشكل جوهري عما دأب المؤرخون والساسة اليهود على ترديده. وتتضمن هذه النسخة المنقحة للكتاب العديد من العناصر من أبرزها وأهمها تتبعها جذور فكرة التهجير القسري للفلسطينيين من مدنهم وقراهم، ويرصد الكتاب التشكيلات اليهودية العسكرية المتعددة الذين قاموا بأرتكاب من فظائع بحق الشعب الفلسطيني. على الرغم من صفة التاريخ التي تغلب عليه، يعتبر هذا الكتاب مرجعا على درجة عالية من الأهمية، ليس للقارئ العادي فقط ولكن للساسة أيضا، من حيث تناوله هذا الملف الشائك، انطلاقا من وثائق يهودية رفع غطاء السرية عنها، وسعيه إلى تبديد الغموض الذي أحاط به، سواء فيما يتعلق بنشأة المشكلة، أو الخلاف حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين، أو محاولات استثمار المقترحات الأولية لتسوية قضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية، ولعل في هذا ما يساعد الطرف العربي على دعم موقفه التفاوضي بالحجج القوية اليهودية المصدر، فضلا عن تجنب الوقوع في شرك تسويات قد تهدر حقوقه، وتقتصر على خدمة أهداف الطرف الآخر في النزاع.