الصحيفة: الجيش عاد لصدارة المشهد.. والقمع طال الليبراليين واليساريين.. وعصر مبارك يعود قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إن المشهد في مصر منذ عزل محمد مرسي «يبدو كإعادة عقارب الساعة إلى الوراء من حيث بدأت ثورة 25 يناير، التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك وفجرت آمال التغيير والحرية والديموقراطية لدى الشباب في العالم العربي». وأضافت في تقرير لها، الأربعاء، بعنوان «الجيش يعود إلى الصدارة» أن «ضعف الأحزاب السياسية والانقسام في المجتمع المصري أديا إلى حدوث فراغ سياسي في البلاد». وأشارت «فاينانشال تايمز»، حسبما أورده موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إلى أن دلائل الرجوع إلى المربع الأول تتمثل في عودة الأجهزة الامنية لأساليبها القمعية ليس فقط تجاه أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بل أيضا تجاه النشطاء الليبراليين واليساريين الذين خرجوا احتجاجا على إقرار الحكومة لقانون يمنع التظاهر وتصدت لهم قوات الأمن بعنف وقوة مفرطة، بحسب الصور التي وردت لذلك الحدث وشهادات النشطاء. وتابعت: «بالرغم من أن تدخل الجيش لإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين الذي وصف على نطاق واسع بأنه كان مليئا بالأخطاء والعيوب واحتكار السلطة إلا أنه ساهم أيضا في ازدياد الانقسام والاستقطاب في المجتمع المصري الذي تضاءلت فيه فرص المصالحة». واعتبرت الصحيفة أن «ما يزيد الوضع سوءا أن عودة القمع يأتي هذه المرة مصحوبا بنزعة قومية ومزاج شعبي مؤيد للجيش يزكيهما إعلام موالي في أغلبه للوضع السياسي الجديد». وذكرت أن «تلك العوامل أسهمت في سرعة إعادة تشكيل موازين القوى في البلاد حيث تم حظر جماعة الإخوان بحكم من المحكمة وتم تعديل الدستور بما لا يجعل للمدنيين أي رقابة على الجيش، كما حددت مواعيد الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال 6 أشهر في غياب أحزاب الإسلام السياسي وضعف القوى الليبرالية ليظل الجيش هو اللاعب الوحيد». وقالت «فاينانشال تايمز» إنه «على الرغم من أن نظام مبارك ولى بالفعل منذ إعلان تنحيه في 11 فبراير في عام 2011، إلا انه يبدو أن عصر مبارك يتأهب للعودة ».