روسيا لديها الكثير لتعطيه للعرب .. وإذا كانت أمريكا غير قادرة على تثبيت وجودها فلتحل بريطانيا محلها نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية مقالاً للكاتب الصحفي البريطاني، كون كافلين، بعنوان "على بريطانيا أن تهتم بحلفائها شرق قناة السويس"، وينصح فيه بريطانيا بأن تمنع روسيا من تمثيل دور بديل أمريكا في الشرق الأوسط. يقول كافلين "مر أكثر من 40 عاماً منذ أمر دينيس هيلي، وزير الدفاع في ذلك الوقت بانسحاب القوات البريطانية التي تقع شرق قناة السويس في محاولة غير مجدية لتحقيق التوازن في الحكومة، مما أدى إلى اختفاء بريطانيا على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن ذلك القرار جاء كضربة قاسية لدول الخليج التي بينها وبين بريطانيا علاقات طويلة الأمد. ويرى كافلين أن اختفاء بريطانيا بهذا الشكل أتاح الفرصة للولايات المتحدة بأن تسرع إلى ملأ هذا الفراغ، وبما إن بريطانيا لم تعد قادرة على حماية دول الخليج، جاءت الولاياتالمتحدة وأنشئت قواعد بحرية في دول الخليج. ولكن بفضل تجاهل إدارة أوباما للمخاوف من حلفاء دول الخليج السابقين، يقع مستقبل كامل من علاقة التحالف الغربي مع منطقة الخليج الآن تحت التهديد. وأضاف كافلين أنه وفي الآونة الأخيرة، تفاقمت الأوضاع بين الولاياتالمتحدة والدول العربية بشأن الاتفاق الأولي لبرنامج إيران، مما دفع العديد من الدول العربية الرائدة مثل مصر والمملكة العربية السعودية، إلى التفكير جدياً في ما إذا كان ينبغي التخلي عن علاقات طويلة الأمد مع واشنطن، والبحث في مكان آخر عن حلفاء أكثر موثوقية، وجاءت بذلك فرصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حريص جداً على استغلال تلك الفرصة. وأشار كاتب المقال إلى أن روسيا بدأت بتكثيف عملها كحليف للشرق الأوسط بدلاً من أمريكا، فزار الأمير بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودية، موسكو عدة مرات، وأرسلت روسيا وفداً رفيع المستوى إلى القاهرة، وشدد كافلين على أن روسيا لديها الكثير لتعويض المنطقة العربية عن هيمنة الغرب – أمريكا- لعقود. وأكد كافلين على أن هناك خطط لإحياء الوجود البريطاني في شرق قناة السويس، مشيرا إلى أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، يحاول تعميق العلاقات البريطانية مع دول الخليج على أساس "التفاهم المتبادل" وخاصة البحرين، بصرف النظر عن احتمال التفاوض على صفقة أسلحة. واختتم كون كافلين مقاله قائلاً: " بالتأكيد، إذا كانت إدارة أوباما غير قادرة على الاهتمام بأصدقائها، فعلى بريطانيا القيام بهذه المهمة عوضاً عنها".