يسرى فودة غواص فى النفس البشرية.. ومنى الشاذلى «ملهاش ذنب» فى تراجع شعبيتها ريهام السهلي لسان البسطاء.. و"الليثى" سر نجاحها الدمرداش مجتهد.. وريم ماجد "ثورجية" في ظل هوجة تأسيس القنوات الفضائية واتساع دائرة برامج التوك شو لملاحقة تطورات الأحداث السياسية في البلاد، الغضبان قال ل "للوادي": أن هناك ظاهرة عامة في الإعلام حالياً، وهي تحول عدد كبير من القنوات الخاصة من النقيض إلى النقيض في سياستها التحريرية، وعلي سبيل المثال هناك بعض القنوات كانت يوم تنحي مبارك تحاول ألا تتورط في الهجوم على نظام مبارك، بل إن هذه القنوات هاجمت ثورة يناير في أيامها الأولى، واتهمت الثوار بأنهم عملاء، قبل أن تنقلب على نظام المخلوع عقب الإطاحة به. " ظاهرة التحول تعبر عن طبيعة هذه القنوات " هذا ما خلص إليه الغضبان، على اعتبار أنها تخضع تماماً لتوجهات مالكي الفضائيات من رجال الأعمال الذين ترتبط مصالحهم ارتباطاً وثيقاً بنظام الحكم، وبالتالي يحاولون الابتعاد عن أي صدام مع أنظمة الحكم التي تستطيع أن تؤثر بقوة على استثماراتهم، فقد أنشأوا قنواتهم لتكون أذرعاً إعلامية تدافع عن مصالحهم ودون مانع من استغلالها في ابتزاز أنظمة الحكم سواء للحصول على مكاسب وامتيازات أو للإفلات من أي عقوبات. تحول مواقف الفضائيات 180 درجة أعاد لذاكرة الغضبان ما حدث قبل 30 يونيو، مذكراً بأن بعض هذه القنوات كانت تستفيض في الثناء على نظام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وتؤيده قبل أن تنقلب عقب الإطاحة به لتصبح منصة للهجوم الحاد على نفس النظام الإخوانى. وعن زخم برامج التوك شو، قال مستشار مدينة الإنتاج الإعلامي: كل هذه البرامج عبارة عن خطب منبرية، و80 % منها يكرر التعرض لنفس الأحداث، حتى العبارات والألفاظ المستخدمة تكاد تكون واحدة، كما أن هناك محاولات ناجحة في بعضها لصناعة زعيم سياسي من المذيع، وليس فقط الاكتفاء به مذيعاً يجيد محاورة الضيوف واستخلاص المعلومات بطريقة موضوعية والذي يفتقده الإعلام المصرى حالياً بشكل كبير. واستبعد الغضبان إمكانية الحكم على إنفعالات المذيع بشكل مطلق، وإنما الحكم على كل حالة في إطار الظروف المحيطة بهذا الإنفعال، مستشهدا بالحديث عن الشهداء وظهور صورهم، على اعتبار أنه من الطبيعي أن تظهر علامات الحزن على ملامح المذيع وفي صوته أيضا؛ لأنه ليس آلة أو منزوع العواطف. الغضبان الذي انتقد طبيعة أداء الإعلامي المحاور الذي يستخدم "الصراخ" و" التشويح بالأيادي"، كونها لا تمت بصلة للمذيع الحقيقي أكد عدم رضاه عن أداء 90 % من إعلاميي التوك شو، رغم التماسه العذر لهم في أن ظروف تناولهم لموضوعات المناقشة إستثنائية فهى مرتبطة بالثورة، مما جعل الأمر يلتبس على بعضهم ويجرفهم الحماس ليتصرفوا كزعماء وليس مذيعين هدفهم البحث عن الحقيقة. وتوقع إختفاء برامج التوك شو عندما تستقر الأحوال السياسية في مصر ليحل محلها برامج تعالج الأحداث بشكل موضوعي وهادئ وتلتزم بالقواعد المهنية التي تحتم عرض مختلف الآراء في الموضوعات الخلافية دون تدخل من المذيع. وعن رأيه في أداء عدد من الإعلاميين، مدح الغضبان أداء يسري فودة - مقدم برنامج "آخر الكلام" على قناة أون تى في - قائلا "يقدم البرنامج بلغة شاعر رقيق يحاول أن يغوص في النفس الإنسانية ولا يجنح إلى العبارات الحادة أو المواقف العنيفة". ووجد في الإعلامية مني الشاذلي - مقدمة برنامج "جملة مفيدة" على شاشة ام بي سي مصر - أنها تختار عباراتها بدقة شديدة ولديها القدرة على صياغة الأسئلة ببراعة تستطيع من خلالها الحصول على المعلومة التي تريدها من الضيف، مؤكدا أنها فقدت نسبة من جماهيرها إلا أنه أرجعها لاختلاف طبيعة الجمهور المتابع لكل من قناتى "ام بي سي مصر" و"دريم"، وليس لأدائها الذي لم يتغير بانتقالها للأولى. أما بالنسبة للإعلامية ريهام السهلي - مقدمة برنامج "90 دقيقة" بقناة المحور - فيرى الغضبان أنها تؤدي دور الفتاة المصرية التي تحاول أن تعرض الحقائق بأسلوب يناسب متوسطي الثقافة من الجمهور، كما أنها استطاعت تحقيق تقدم ملموس في المستوي المهني في الفترة الأخيرة، مرجعا الفضل في إبراز مواهبها إلى انفرادها بتقديم البرنامج عقب رحيل عمرو الليثي عن القناة. خيري رمضان - مقدم برنامج "ممكن" على شاشة سي بي سي التي يملكها محمد الأمين - يحظى هو الآخر بإعجاب الغضبان، فأوضح أنه خامة ممتازة ومحاور جيد ويمتلك أدواته لكن هناك تخوفاً من أن يغلب إحساسه في بعض الحالات على مهنيته، فيكرس قدراته للدفاع عن ملاك القنوات التي يعمل بها. فيما عبر في كلمات مقتضبة عن معتز الدمرداش - مقدم برنامج "مصر الجديدة" على شاشة الحياة 2 - فقال عنه "مجتهد بس لسه عنده كتير مطلعش". ورغم إقرار الغضبان أن ريم ماجد تلتزم المهنية بشكل جيد إلا أنه يرى أن حماسها الثوري في بعض الحالات يطغي على حرصها على أن تظل موضوعية.