علاقه كثيرا ما تمناها الحالمون بمصر ان تكون علي مايرام..علاقه إجتهد كثيرون في بناء وتوطيد اواصرها ولو حتي في مخيلاتهم تمهيدا لفرضها علي أرض الواقع..علاقه حملت حلم الإنقاذ بالنسبه لكثيرين من أبناء هذا الوطن الذين طالما حلموا بالخير لهذا الوطن وطالما انعم عليهم الله بأن جعل أحلامهم حقيقة عاشوها علي حياة عينهم.. إذا كنت من هؤلاء الذين يحلمون بواقع افضل ويرتبون كل تفاصيله في مخيلاتهم ثم يجتهدون في دعاء الخالق ان تصير احلامهم حقيقه في نفس الوقت الذي يجتهدون فيه لتدشين اساسات لأحلامهم علي أرض الواقع تمهيدا لأن يصبح خيالهم الرائع هو واقعهم الفعلي،إذا كنت من هؤلاء فحتما قد حلمت كثيرا بواقع مشرق طيلة 3 سنوات وبالطبع من قبل ذلك..وبالطبع صدمتك الاحداث كثيرا..وبالطبع لم تيأس أبدا ولم تتوقف عن الحلم يوما.. وإذا كنت كذلك فبالطبع حاولت جاهدا ان ترسم بذكاء واقع افضل بعد 30 يونيو..وبالطبع بدأت حلمك من قبل 30 يونيو حتي تستطيع اللحاق بكل تفاصيل واقعك المنشود قبل ان تغلبك الأحداث المتعاقبه.. كثيرون من هؤلاء الذين ينظرون لأبعد مدي يمكن استشرافه أدركوا ان ثمة علاقه يجب ان تؤسس جيدا..أدركوا أن علاقه صداقه وثقه إذا ماتم تدشينها بين السيسي وصباحي فقد تكون طوق نجاة مصر في وقت ما.. وإجتهد كثيرون في ذلك مدفوعين بقدرتهم علي الحلم و نواياهم الطيبه.. خصوصا ان مثل هؤلاء الحالمون يؤمنون كثيرا بالعلامات.. تلك الإشارات او التنبيهات التي يعتبروها رسائل ربانيه لتدلهم علي الطريق الصحيح او تثبتهم علي الطريق الصحيح.. فاعتبروا أن ميلاد الرجلان في نفس العام علامه.. وإن كان صباحي يكبر السيسي بأربع شهور ونصف.. واعتبروا ايضا ان عام 1954 الذي شهد مولد الرجلين في حد ذاته علامه،إذ انه ذات العام الذي كشر فيه عبد الناصر عن أنيابه في وجه الإخوان وأدخلهم غياهب السجون التي لم يبرحوها قبل 20 عاما بعد هذا التاريخ..رأي الحالمون كثير من العلامات التي ما إنفكت تثبتهم علي الطريق..فكثيرا ما حاول حمدين نهج سبيل ناصر وإحياء ذكراه في وجدان أنصاره..كما أن كثيرا ماشبه الناس السيسي بناصر وقالوا انه ناصر هذا الزمن بعد موقفه في 30 يونيو..رأي الحالمون في هذه العلاقه المرجوه ثنائي عظيم متعدد الفوائد.. فهي من ناحيه تسمح لمرشح مدني ان ينال دعم الجيش ليصل إلي سدة الحكم فيبعد عنا شبح المرشح العسكري الذي سيكون حديث المتربصين كل نهار ومساء طيلة اربع سنوات قادمه.. ومن ناحيه أخري يجنب السيسي مخاطر الترشح للرئاسه وفقدان رصيد هائل لدي المصريين سيضيع حتما امام الازمات المتلاحقه التي لن تخلو منها فتره رئاسيه بطبيعة الحال.. كما انها علاقه في مخيلات الحالمين قائمه علي إحترام صباحي اللانهائي للجيش وأدب وتواضع السيسي في تعامله مع رئيس مدني حتي لو كان مثل مرسي.. إجمالا، شكلت هذه العلاقه طوق النجاه لمصر في وجدان هؤلاء الحالمون الثوريون الناضجون والجنود المجهولون في كثير من احداث مصر العظام خلال الثلاث سنوات المنقضيه وما قبلها.. كما انهم لم ينكروا علي السيسي حقه في الترشح للرئاسه ابدا، ولكنهم خططوا له بحسن نيه لا مثيل له وبشكل افضل مما كان سيخطط به لنفسه إذا أراد رئاسة مصر..فقد ارادوا له ألا يطلب كرسي الحكم كي لا يفقد من رصيده ويسئ لشرفه العسكري المصري الرفيع، بل أرادوا لكرسي الحكم أن يأتيه طائعا بعد أربع أو ثمان سنوات.. هكذا حلم الحالمون وفكروا وخططوا بحسن نيه املا في عبور هذه المحنه التي لا ينكرها مبصر إلي بر الأمان بأمان وبأقل خسائر.. إلا ان تسريبات الجزيره وكالعاده أبت إلا ان تنغص علي الحالمين أحلامهم.. فقد إنهارت أحلام هؤلاء وهم يسمعون المحرر العسكري ياسر رزق ناصحا السيسي بكل أدب بأن لا يغلق الباب امام ترشحه للرئاسه كي لا يسمح لآخرين بالإستحواذ علي الساحه وينصحه بأن يرد علي هذا السؤال دوما بأن لكل حادث حديث،فيرد عليه السيسي مقاطعا وقد بدا في صوته الغضب بأن من يلعب علي الساحه يلعب لمجرد انه-يقصد نفسه-حتي الآن لم يصرح بموقفه من الترشح للرئاسه وأن الأستاذ حمدين صباحي- كما ذكره- قد زاره وقال له" انا داخل لو انت مدخلتش ولو انت دخلت انا هنتخبك" فلم يعلق السيسي وبدا مستاءا جدا وهو يذكر للمحرر العسكري انه في صبيحة اليوم التالي فوجئ بصباحي يعلن في الإعلام أن السيسي اخبره انه لا يرغب في رئاسة مصر.. بدا الغضب علي السيسي وهو يسرد القصه وقد أيقن ان صباحي فبرك تصريحا له لإستغلاله سياسيا.. وفي نفس الحوار أسر السيسي للمحرر العسكري قائلا "بيني وبينك انا مقلتش قبل كده إني لا أرغب وده بيني وبينك".. هذا التسريب قضي علي آمال الحالمين في أن تسير الأمور كما حلموا بها وخططوا لها.. فقد فشلوا في تدشين علاقه قويه بين الرجلين إلا أن يشاء الله غير ذلك وتجبر السياسه الرجلين علي ما فشلت فيه الأحلام الرومانسيه والعلاقات الإنسانيه.. طوبي للحالمين في هذا الوطن..