كتب - هبة أبوزيد وريم عيد وتامر فرحات مرت الأيام ولازالت ذكرى موقعة الجمل، تدور في أذهان أمهات الشهداء والمصابين في موقعة الجمل، تلك الموقعة الشبيهة بحروب العصور الوسطى، والتي تمت في 2 فبراير 2011، عندما هاجم مجموعة من البلطجية المتظاهرين بميدان التحرير، في محاولة منهم لفض المظاهرة بالقوة، بعدما أخرج النظام السابق البلطجية والمسجلين خطر من السجون، لإحداث فوضى ولاستعمالهم في احتلال ميدان التحرير وإرغام المتظاهرين المعتصمين فيه على مغادرته، وأسفرت الواقعة عن مئات القتلى، ورغم التحقيقات المكثفة من قبل الجهات المسؤولة، لم يتم التوصل إلى حقائق تكشف هوية من ألقوا قنابل الملوتوف على الشباب فى الميدان، وبعد ما تردد مؤخراً من قبل الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية، بأن الأخوان هم من دبروا لموقعة الجمل البشعة، كان لازاماً علينا البحث عن الحقيقة والطرف الثالث، فتوجهت "الوادي" إلى الميدان لمعرفة من تآمر على شباب مصر، ونعرض شهادة الشهود العيام لموقعة الجمل في السطور التالية . . أكد محسن ماسح أحذية بميدان التحرير، والبالغ 63 عاماً، كنت موجود يوم 2 فبراير موقعة الجمل، وأيقنت من الوهلة الأولى أن من يهاجم الثوار هم بلطجية، جاؤوا من اتجاة كوبري قصر النيل، حاملين سنج و"كرابيج سوداني" وجنازير حديد، وانقضوا على الثوار واعتدوا عليهم بالضرب في تمام الساعة 12 ظهر اً، ثم بدءوا الثوار في الدفاع عن أنفسهم، وتمكنوا من الإمساك بأثنين وتوفي حوالى ثلاثة، فيما فر الباقين منهم. وعرض الصورة قائلاً كان هناك واحداً من البلطجية يمتطي جملاً، و10 آخرين يمتطون أحصنة، وأتوا من شارع الهرم لطرد الثوار بأى طريقة، موجهاً أصابع الاتهام في تلك الواقعة، إلى أحمد فتحى سرور وكان معه 38 شريك فى موقعة الجمل. ومن جانب الجامعة الأمريكية ومحمد محمود امتطى رجال آخرون من البلطجية الجِمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسياط، فسقط الكثير من الجرحى والقتلى، فيما تواجد مجموعة من البلطجية على عربات نقل كبيرة محملة بحجارة وزجاجات ملوتوف، يتم إلقائها على المتظاهرين من فوق العمارات الصفراء. وشدد أحمد دبلوم تجارة، 28 عاماً، صاحب كشك حلويات بالميدان، على أنه منذ بداية الثورة والإخوان والألتراس والشباب مشاركين فى الثورة، ويوم موقعة الجمل كان الإخوان متواجدين مع الثوار، فيما هاجمهم البلطجية، موضحاً أن المنزل الموجود خلفه لم يتمكن أحد من البلطجية دخوله، لأنه كان مؤمن من قبل الثوار وكانوا يحتموا به من هجمات البلطجية، كما أن صاحبة العقار أغلقت سطح العمارة بباب حديد حتى لايدخله أحد، وكانت السيدة أم أحمد تستضيف الثوار عندها خوفا عليهم، ولكن العمارات المجاورة كان عليها أشخاص ذو هيئة غريبة جداً ويلقوا الملوتوف على الثوار. وعرض أحمد صلاح، صاحب محل أحذية، ويبلغ 48 سنة، تفاصيل الواقعة بالكامل، قائلاً "عقب صلاة الظهر سمعنا صراخ الفتيات من ميدان عبد المنعم رياض، فتم الهجوم من هذا الاتجاة فهجموا عليهم بالجمال والكرابيج، وأقسم بالله العظيم عندما توجهت انا وبعض الرجال لإنزال البلطجية من أعلى الثلاث عمارات المقابلة للمتحف، أكد لنا حارس العقار أن من أدخل البلطجية لإلقاء كسر الرخام والملوتوف على المتظاهرين هو الجيش، وكانت صدمة لنا جميعاً، والدليل على ذلك وجود مدرعة واحدة يوم موقعة الجمل، فى حين أن يوم الثلاثاء مساءاً، الموافق 1 فبراير كانت هناك أربعة مدرعات جيش" مؤكدا اختفاء حارس العقار منذ بدء تلك الأحداث. وأشاد بدور الضابط ماجد بوليس، الذى قام بسد الثغرة الموجودة عند المتحف لحماية الثوار، ودعا قائده لمنع البلطجية من الدخول، ولكنه رفض ذلك وترك البلطجية يصعدوا لأسطح العمارات. وأكد اشتراك كلا من الفريق أحمد شفيق، ومحمود وجدى وزير الداخلية الأسبق، والمجلس العسكري فى موقعة الجمل، واتهم المشير حسين طنطاوي، بأنه قائد الثورة المضادة وبيحمى رجال النظام الفاسد وجمال وعلاء مبارك. وأوضح أن أول من أستشهد يوم موقعة الجمل، كان الشهيد عبد الكريم وهو من الاخوان المسلمين، فلا نبخس الناس حقهم، مستنكراً الاتهامات الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين بالتورط في موقعة الجمل، قائلاً الإخوان ليسوا حرامية ولا بلطجية، هم حقا تحالفوا مع المجلس العسكرى ثم عدلوا عن ذلك. ويقول ان البلطجية الذين كانوا فوق أسطح العمارات هم بلطجية بولاق أبو العلا والسيدة عائسة وامبابة فأنا أعرفهم وانزل بعضهم من فوق وقد اعترفوا لأنهم أخذوا 200 جنية لإلقاء الملوتوف على الثوار فقد قام عدد من رجال الأعمال التابعين للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في 2 فبراير 2011 م بجلب الآلاف من المجرمين المأجورين (البلطجية) وبمساعدة قوات الأمن وأطلقوهم على المتظاهرين العزل في ميدان التحرير إبان اعتصامهم للمطالبة برحيل نظام حسني مبارك. قام البلطجية بالهجوم على المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل الملوتوف. يقول أحمد صلاح ان عربات الخاصة بتوزيع الجرائد والتابعة لأربعة مؤسسات صحفية كانت تنقل بداخلها كسر السراميك المستخدم في ضرب الثوار، وتم التراشق بالحجارة في معارك كرّ وفرّ استمرت ساعات، وتم رمي قنابل حارقة وقطع من الأسمنت على المعتصمين، من أعلى أسطح البنايات المجاورة. وقال محمد رجب البالغ من العمر 28 عاما، من محافظة سوهاج، يعمل حارساً لإحدي العمارات المقابلة للعمائر التي اقتحمها البلطجية يوم موقعة الجمل، وهي أول عمارة في شارع عبد الحميد بسيوني ذات الاثني عشر طابقا، "بإيدي دي مسكت جملين وثلاثة أحصنة وربطهم في الباب الخلفي ورحت ألحق جثة عم محمد بواب العمارة اللي أدامنا بعد ما ضربوه البلطجية ب 8 رصاصات أثناء صعودهم العمارة". وأضاف رجب، أن المشهد بدأ قرابة الساعة 5 عصراً، حين قام مجموعة من الملثمين باقتحام الميدان، وهم متطين العديد من الجمال والأحصنة، ومقسمين لفرق، كل واحد تدخل من شارع محدد، سواء من مدخل شارع الجامعة الامريكية، ومدخل شارع مجلس الشعب، ومدخل عبد المنعم رياض. واستطرد كان معي ظابط جيش اسمه ماجد يؤمن مدخل الشارع بدبابته وحين فوجئنا باقتحام الجمال يقودهم مجموعة بلطجية ملثمين معهم سيوف واسلحة بيضاء، حاولنا الامساك بهم حتي مسكنا جملين وثلاثة أحصنة وربطناهم في باب العمارة الخلفي ثم قبض ظابط الجيش علي ثلاثة منهم وكشف عن وجوهمم وتم تسليمهم للتحقيق معهم، ورجع أخذ الجمال والأحصنة وأرسلهم الي المتحف المصري، بعدها بساعتين اقتحم هؤلاء البلطجية العمارة المقابلة وقتلوا بواب العمارة ب 8 رصاصات وصعدوا علي السلم قبل ان يصلوا الي "سطح العمارة" ، استمر الإشتباك حوالي 45 دقيقة، بتوالي صعود هؤلاء البلطجية الي اسطح العمائر معهم 6 من أنابيب الغاز أرادوا القاءها لتدمير ميدان التحرير مضيفا "لولا ستر ربنا وصعود الجيش كانوا رموا الانابيب وحرقوا منطقة وسط البلد كلها "، مؤكدا ان بعض من البلطجية المتورطين في موقعة الجمل، لازالوا في الميدان وكانت اخر واقعة لهم من حوالي 10 أيام حين اعتدوا علي فتاة صينية وسرقوا منها أربعة تليفونات محمولة.