كتب أحمد أسامة هذه شهادتي كشخص عاصر موقعة الجمل و شهد العديد من الأحداث المتعلقة بهذا اليوم التاريخي في فجر 2 فبراير 2011 ذهبت إلى المنزل للاستحمام و نمت في المنزل حتى الظهر .. استيقظت و فتحت التلفاز فرأيت مشهد الجمال و هي تقتحم ميدان التحرير مع آلاف البلطجية.. نزلت على عجل و توجهت بسيارتي أنا و أخي إبراهيم و دخلنا ميدان التحرير من ناحية القصر العيني الى الكورنيش ثم إلى مدخل عمر مكرم .. و قمنا بالاندساس وسط البلطجية حتى وصلنا إلى مكآن آمن و تسللنا إلى الميدان و كان ذلك عصرا. المشهد كان كالتالي: * تراجع البلطجية عن وسط الميدان مع تركز الاشتباكات في جبهتين أساسيتين: جبهة المتحف المصري و جبهة شارع طلعت حرب .. مع وجود بعض المناوشات الخفيفة عند مسجد عمر مكرم. * وجود الإخوان على كل مداخل ميدان التحرير بشكل منظم لحماية الميدان و عمل بوابات للدفاع عن الميدان و تجهيز أكوام من الحجارة على مسافات للتصدي لأي هجوم محتمل. * كان شكل الهجوم في جبهة المتحف المصري هجوما مباشرا و بأعداد كبيرة يقابله الثوار بحواجز معدنية .. وكان هناك بلطجية فوق أسطح العمارات الموجودة قبالة المتحف المصري يلقون الحجارة و المولوتوف. * كان شكل الهجوم في جبهة طلعت حرب أقرب لحرب العصابات و الكر و الفر و لم أذهب لهذه الجبهة و لكن زوج أختي (م. محمد عاطف) أصيب في عينه إصابة بالغة في هذه الجبهة. * لم يكن هناك تواجد لأفراد الجيش إلا داخل المتحف المصري .. و كانت هناك دبابات عند المتحف مغلقة و بداخلها الجنود لا يكلفون أنفسهم عناء النظر إلى هذا الهجوم الوحشي على المتظاهرين ، فقد كانت هذه هي الأوامر ، و لقد اقتربت من ضابط بداخل المتحف المصري و صرخت فيه: انتوا حتسيبونا كده؟ فما كان منه أن رد ببرود: دي الأوامر ، و اللي حيركب الميدان النهارده احنا معاه! اشتركت في الدفاع عن الميدان و كنت في جبهة المتحف المصري أشترك مع زملائي في صد هجوم البلطجية و إمساك الحواجز ,, و كان البلطجبة بلقون علينا المولوتوف من أعلى أسطح العمارات فكنا نمسك حواجز أمامية و حواجز علوية و كنا نتقدم ببطء شديد و كلما أمنا مدخل أحد العمارات انفصلت منا مجموعة و قامت بالقبض على البلطجية لإيقاف المولوتوف. اشهد أمام الله أن الثوار من جميع الاتجاهات كانوا موجودين في هذه الجبهة ، و كان شباب الإخوان لهم الدور الأكبر في الدفاع عن الميدان في هذا اليوم ، رأيت بعيني عمرو زكي (نائب مجلس الشعب) و هو ملفوف بالشاش في كل مكان من وجهه و رأسه ، و لا زال في الميدان .. شاهدت أحمد بليغ (ابن الدكتور محمد بليغ – نائب ؤئيس نادي الشمس حاليا – و الإخواني المعروف) و رأسه تشج 3 مرات متتالية و يعود في كل مرة للاشتباك ثم يعود و قد شجت رأسه . شاهدت أيضا العديد من النماذج المشرفة و البطولية لشباب الإخوان و غيرهم من الشباب البطل. قبيل الفجر هدأت حدة الاشتباكات و بدأنا نطارد فلول البلطجية من على الكوبري المقابل للمتحف و كنت ساعتها في دورية حراسة عند المتحف بعيدا عن ما تبقى من الاشتباكات .. و سمعنا أصوات طلق ناري متقطع لرصاص حي و انخفضنا و بدأنا نسمع صفارات الأسعاف و رأينا شهداء أطهار قضوا حياتهم ، و منهم شباب من الإخوان المسلمين! في الصباح و بعد أن تم تأمين ميدان عبد المنعم رياض ، و قمنا بعمل حواجز من الصاج في ميدان عبد المنعم رياض.. بدأت الدبابات تحاول التحرك خارج الميدان و فهمناها على أنها تفريغ للميدان مما تبقى من الجيش حتى يتم هجوم آخر ، فقام الشباب بالنوم أمام الدبابات .. بعدها ظهرا جاءت بعض الدبابات تحاول إزاحة حواجز عبد المنعم رياض و سحب باقي الدبابات الموجودة في الميدان ، فوقفنا لهم و منعناهم .. و كان معهم اللواء حسن الرويني و اللواء حمدي بدين ، و هم يعرفون شكلي بالاحتكاك و لا يعرفون اسمي .. قمت بالكلام مع الرويني و قال لي أنا باحذركم و حاقول للبلتاجي اننا صورنا المولوتوف فوق الأسطح بالهليوكوبتر و لازم ده يتشال و لازم تنزلوا .. رديت عليه و قلت له.. المولوتوف ده بتاع بلطجية مبارك اللي انتم سايبينهم يقتلونا ،و لو انتم شايفين كل حاجة بالهليوكوبتر .. ليه سيبتوهم كل الوقت ده ؟ فسكت و لم يرد! و انتهى الحوار. دي شهادتي الموجزة عن اللي حصل و التي تؤكد تواطوء القوات المسلحة – و لو سلبا- في الهجوم على الثوار في موقعة الجمل ، أما عن اتهام الإخوان بقتل الثوار من قبل شفيق .. فهو استمرار لحالة الجنون التي نعيشها و التي لن تنتهي إلا بتعليق كل القتلة على المشانق. و سأقوم من الغد بالذهاب للنائب العام لسرد شهادتي قي محكمة موقعة الجمل بإذن الله تعالى المجد للشهداء .. تحيا الثورة .. تحيا مصر. تعريف بالكاتب: مهندس، رجل أعمال و ناشط سياسي .. عضو المكتب التنفيذي و مسئول الاتصال الخارجي بحملة د. عبد المنعم أبو الفتوح