أكد علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران من أن بلاده واثقة من قدرة مصر على اتخاذ خطوات جادة لاسترداد موقعها الإقليمي ومكانتها الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إذا ما توافرت الظروف الملائمة للنمو والتقدم في مصر، مشددا على فشل أعداء مصر في أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية في إجهاض الثورة المصرية وأنهم سيركعون أمام إرادة شعب مصر العظيم، جاء ذلك في اللقاء الموسع الذي عقد ظهر اليوم بمقر وزارة الخارجية الإيرانية، وضم كل من الوفد الطبي المصري والذي يرأسه د. حمدي السيد ووفد أسر الشهداء والمتواجدان حاليا بطهران. في بداية اللقاء أعرب صالحي عن سعادته وفخره بلقاء أسر شهداء ثورة يناير وقال "أنتم في وطنكم الثاني وأن مصر لها مكانة خاصة في قلوب جميع المسلمين"، وأضاف أن إيران على يقين بقدرة مصر على استعادة دورها الإقليمي والدولي قريبا. و قال صالحي إن هناك عوامل وقواسم مشتركة تجمع بين مصر وإيران فكلاهما ذات حضارة وتاريخ، وأن مصر تعد بلدا شقيقا وكبيراً لما تمتلكه من ثقل سياسي على مستوى الشرق الاوسط وإفريقيا والعالم الإسلامي، واصفا هذه الزيارة بمثابة خطوة مهمة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الشعبين المصري والايراني. و أضاف صالحي إن الشعب الايراني يقدر للشعب المصري انه من اوائل الشعوب التي رحبت بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، و أنه على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر و إيران والتي كان السبب فيها النظام السابق إلا أن هذا لم يمنع من وجود علاقات بين الشعبين. وقال صالحي إن انهيار النظام الديكتاتوري السابق برئاسة حسني مبارك يعد حدثا تاريخيا هاما وبداية لمرحلة جديدة في تاريخ علاقات مصر الدولية وفي مقدمتها دعم العلاقات بين القاهرةوطهران عبر استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية بانتخاب رئيس جديد بعد الانتهاء من تشكيل البرلمان، مؤكدا أن الله سيحفظ ثورة مصر من الماكرين وأن الشعب المصري لن يرضى بدلا عن تطبيق الشريعة الإاسلامية وإحياء القيم السامية. حسب قوله. وقال صالحي في ختام كلمته إن إيران دائما ما تساند القضيتين الفلسطينية والأفغانية في الحصول على استقلالهما وحقوقهما آملا أن يحصل الفلسطينيون على أرضهم المسلوبة وحقهم في دولة لا يقاسمهم فيها كيان دخيل. من جانبه أكد د. حمدي السيد نقيب الأطباء السابق في كلمته التي وجهها نيابة عن الوفد الطبي والأطباء أن وجودهم في إيران فرصة تأخرت كثيرا لدعم التعاون الطبي والعلمي بين البلدين الإسلاميين الكبيرين، متهما النظام السابق بمنع المحاولات السابقة في التعاون بين البلدين، معتبرا الزيارة فرصة لتبادل الخبرات وإعادة العلاقات السياسية والاقتصادية وبدء مرحلة جديدة من التعاون بعدما تخلصت مصر من نظام كان تابعا لأمريكا وإسرائيل، مؤكدا من جهة أخرى بقناعة الشعب المصري في حق إيران في الاستفادة بالطاقة النووية السلمية، وأن الشعب المصري لا يقبل بتهديد إسرائيل المستمر لطهران. وفي نهاية كلمته وجه السيد دعوة لأطباء إيران بزيارة مصر في أقرب وقت للاطلاع على مستوى الطب في مصر. من ناحية أخرى قال أشرف فاروق في كلمة نيابة عن أسر الشهداء حضرنا إلى إيران تلبية للدعوة الكريمة من قبل حكومة إيران، مؤكدا أنهم جاءوا دون أن يكونوا ممثلين لأي جهة أو مؤسسة حكومية، وأعرب فاروق عن تقدير الوفد لضيافة الشعب الإيراني.