تمر اليوم الذكرى 45 للنكسة و التي يطلق عليها الاسرائيليون حرب الايام الستة حينما قامت القوات الاسرائيلية فى فجر الخامس من يونيو 1967 بالهجوم على مصر و سوريا و الأردن و الاراضى الفلسطينية كما اشتبكت القوات الاسرائيلية مع القوات العراقية المتمركزة فى الاردن . وقد أطلق عليها اليهود ذلك الاسم نظرا لتفاخرهم بأنها استغرقت ستة أيام فقط استطاعوا فيها هزيمة الجيوش العربية. بداية الحرب لم تكن عام 1967 و لكنها كانت منذ عام 1957 و لكن كانت خلف الأبواب المغلقة حينما أنسحبت اسرائيل من سيناء و قطاع غزة فى عام 1957 بعد العدوان الثلاثي على مصر بمعاونة بريطانيا و فرنسا و قد شهدت منطقة الشرق الأوسط أحداث مثيرة فى العشر سنوات التالية لإنسحاب اسرائيل من سيناء و القطاع فكانت الوحدة بين مصر و سوريا و الوحدة بين الأردن و العراق فى عام 1958 و تفكك الوحدتين عام 1961 و محادثات الوحدة بين مصر و سوريا و العراق عام 1963 و كانت تلك الوحدات و المحادثات صداع فى رأس القيادة الاسرائيلية بقيادة ديفيد بن جوريون و من هنا بدأ التخطيط لحرب ضد العرب لعدم اكتمال وحدتهم و لكي لا يصنعوا كيان قوي فى المنطقة يتحول الى قوة عظمى بعد ذلك . وفي 1 مايو 1967 صرح رئيس الحكومة الاسرائيلية ليفي أشكول أنه في حال استمرار العمليات الانتحارية ضد اسرائيل فإنه سيرد بوسائل عنيفة على مصادر تلك العمليات وكرر مثل ذلك أمام الكنيست في 5 مايو1967 وفي 10 مايو صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف النشاط الإرهابي الفلسطيني في الجليل فإن الجيش سيزحف نحو دمشق وفي 14 مايو وبمناسبة الذكرى التاسعة عشر لميلاد دولة إسرائيل أجرى الجيش الاسرائيلي عرض عسكري في القدس و بهذا خالف جميع المواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح . و في مارس 1967 تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين مصر و سوريا وقال الرئيس المصري جمال عبد الناصر أنه في حال كررت إسرائيل عملية طبرية فإن اسرائيل سترى أن الاتفاق ليس مجرد قصاصة ورق لاغية وعموما فإن توتر العلاقات بين إسرائيل ودول الطوق ( مصر و سوريا و الاردن و لبنان ) تعود لأواخر عام 1966 حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي وإلى جانب عملية طبرية فإن عملية "السموع" التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بلدة السموع الأردنية تعتبر من أكبر هذه العمليات. كما شهد بداية العام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي مع تسلسل قوات فلسطينية إلى داخل الجليل ووحدات إسرائيلية إلى داخل الجولان و كان أكبرها ما حدث في 7 أبريل عندما أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميج 21 وقد قام الملك حسين بتسليم الطيارين الثلاثة علي عنتر ومحي الدين داوود وأحمد القوتلي الذين هبطو بالمظلات داخل الأردن إلى سوريا . وفي 14 مايو و كنوع من الرد على العرض الإسرائيلي زار رئيس أركان الجيش المصري محمد فوزي دمشق للتنسيق بين البلدين وفي اليوم التالي أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في القاهرة في مقر القيادة العامة للجيش المصري وفي 16 مايو قدم مندوب سوريا في الأممالمتحدة كتاب إلى مجلس الأمن قال فيه أن إسرائيل تعد هجوم ضد سوريا وفي اليوم نفسه أعلنت حال الطوارئ في مصرالتي طلبت في 17 مايو سحب قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة وذلك لكون هذه القوات تتواجد على الطرف المصري من الحدود و لا تتواجد على الجبهة الاسرائيلية . كما كشفت تقارير صحفية أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة وأنها دعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش وقالت أيضا أن خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي متمركزة في صحراء النقب قرب شبه جزيرة سيناء مما دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط في 21مايو و أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية . و تم اغلاق مصر لمضيق تيران قبالة خليج العقبة يوم 22 مايو أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ تل أبيب ويافا وحيفا إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري فرض حصار بحري وأنها تعتبره أيضا عملا حربيا يجب الرد عليه و في 29 مايو انعقد مجلس الأمن بناء على طلب مصر وقال المندوب المصري في الأممالمتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل . و فى يوم 5 يونيو 1967 قامت القوات الجوية الاسرائيلية بمهاجمة المطارات المصرية و الهجوم على مراكز القيادة فى شبة جزيرة سيناء مما أدى الى انسحاب الجيش المصري بدون أى خطة انسحاب وبعد إجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن أخذت تتكشف الحقائق عن إخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر بوضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح ومن ضمنها خطط الانسحاب العشوائي ،كما تم اجتياح الجيش الاسرائيلي للضفة الغربية و قطاع غزة و هضبة الجولان . وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في عام 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في يونيو عام 1967 وبعودة اللاجئيين إلى ديارهم . و لكن لم تنفذ اسرائيل القرار و فى 2 يوليو 1967 أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها سوف تسمح بعودة اللاجئين الذين يرغبون بالعودة لأراضيهم ومنازلهم التي سيطر عليها الجيش في موعد لا يتجاوز 10 أغسطس ثم مدد إلى 13 سبتمبر و على الرغم من أن عدد اللاجئين كان يبلغ 120000 لاجئ إلا ان اسرائيل لم توافق الا على رجوع 3000 لاجئ فقط كما تم طرد 130000 سورى من سكان الجولان بأوامر من الجيش الاسرائيلي .