كتب "نتانئِل لورْخ" بموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "عام 1967 بدأ وسط توقعات أكيدة بأنه لن يشهد حربا وساد الاعتقاد في إسرائيل بأن "عبد الناصر" استخلص عِبر 1956 وبأنّه لن يخوض حرباً إلا إذا كان مستعدًا لذلك وعلى كل حال، كان واضحًا أن العلاقات بين "عبد الناصر" والأردن كانت سيئة جدًا وأن احتمال إقامة تحالف بين "عبد الناصر" و"الملك حسين" غير وارد، ولكن تسلسل الأحداث بسرعة أثبت أنّ هذه التوقعات كاذبة". - وبالفعل بدأت الأمور تسير بسرعة غريبة ففي مايو 1967 سرّب السوفييت معلومات إلى "عبد الناصر" بوجود حشود إسرائيلية على الجبهة السورية –وثبت بعد ذلك أن هذه المعلومات لم تكن حقيقية- إلا أن الجنرال "رابين" رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هدد في 10 مايو أن قواته مستعدة لدخول دمشق وهدم النظام القائم فيها لو استمر نشاط الفدائيين وبالتالي كان على "عبد الناصر" أن يرد.. - وفي 16 مايو جاء الرد حيث طلب رئيس الأركان المصري انسحاب القوات الدولية من مراكز المراقبة على الحدود وفي نفس اليوم ردت الأممالمتحدة بأنه إما أن تنسحب القوات كلها وإما أن تبقى كلها وردت مصر بطلب سحب القوات كلها. - وبعدها اشتعلت الأمور حيث تم سحب قوات الطوارئ وإرسال قوات مصرية بدلا منها وتم إغلاق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية. وفي 24 مايو أعلنت أمريكا وبريطانيا ضرورة فتح مضائق العقبة للملاحة الدولية وأعلن "جمال عبد الناصر" أنه إذا قامت إسرائيل بعمل عدواني ضد أي دولة عربية سستكون الحرب معها شاملة واتهم أمريكا بأنها العدو الأكبر وفجأة وصل الملك "حسين" إلى القاهرة ووقع مع مصر معاهدة دفاع مشترك. - وفي 1 يونيو أعلنت إسرائيل التعبئة العامة وبعدها بثلاثة أيام وصلت معلومات مؤكد للاستخبارات العراقية أن إسرائيل ستقوم بهجوم يوم 5 يونيو وفي نفس اليوم أبلغ الملك "حسين" "عبد الناصر" بهذه المعلومات. - وفي 5 يونيو 1967 بدأ الهجوم الإسرائيلي على الأراضي المصرية حيث قام سلاح الطيران الإسرائيلي بقصف جميع المطارات العسكرية المصرية ودمر جميع الطائرات المصرية وهي على الأرض. وقتها كان "عبد الحكيم عامر" قائد القوات المسلحة فى طائرة فى الجو واحتاروا أين ينزلون طائرته بعد ضرب كل المطارات!!! وانسحب الجيش المصري انسحابا عشوائيا وقُتل منهم مئاتُ الآلاف دون أن يطلقوا طلقة واحدة وتركوا خلفهم أسلحتهم ومعداتهم وما يزيد من سخرية الأمر أن بعض هذه المعدات باعتها إسرائيل لباكستان ب200 مليون دولار وكانت المعدات جديدة لم تستعمل وتساوي عشرات المليارات!! ولم يكتفِ الإسرائيليون بذلك وإنما اجتاحوا سوريا والأردن وانتهت حرب الأيام الستة –كما يطلق عليها الإسرائيليون- بهزيمة الجيوش العربية الثلاث واحتلال سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان.