قدم الأستاذ أحمد المسلمانى فى برنامجه الطبعة الأولى فى قناة دريم خلال شهر سبتمبر 2011 حلقة اشتملت على معلومات أدلى بها الأمير الحسن ولى عهد المملكة الأردنية السابق الذى ورد على لسانه معلومات مفادها أن الملك حسين بن طلال قد أبلغ الرئيس جمال عبد الناصر بموعد عدوان 5يونيو1967 قبلها . وتقابلت مع الأخ أحمد المسلمانى فى عزاء المرحوم الدكتور خالد جمال عبد الناصر وقلت له ان المعلومة خاطئة وانى سوف اصوبها حيث لدى تفاصيل ما سبق هذا العدوان من اتصالات قام بها الملك حسين وكذلك تفاصيل ما دار فى لقائه بالرئيس جمال عبد الناصر فى القاهرة ، فرحب هو بل اصر على ذلك وها أنذا اضع تحت انظار القارىء الكريم هذه التفاصيل بعد ان تعذر اتصالى بالاستاذ احمد المسلمانى وعدم رده على التليفون لمدة يومين على مدار الساعة ، كما أنه لم يردعلى رسالة sms يبعثتها له على تليفونه . سامى شرف يصوب هل أبلغ الملك حسين الرئيس جمال عبد الناصر بموعد عدوان 5يونيو1967 ؟ ! الأمير الحسن لم يعرف وبالتالى لم يذكر الحقيقة . . فما يقوله كتبه جون اوكانيل مدير محطة لانجلي في عمان وقتها , وكان هذا الشخص صفيّ اخيه الملك وموجهه , ثم محاميه بعد ان تقاعد : جون هذا قال أن الملك حسين أبلغ الرئيس عبدالناصر مطالع يونيه بموعد الحرب , فيما الامير الحسن هنا يقول أن ذلك تم في مايو ... حتى عندما لا يريدون ذكر الحقيقة لايعرفون كيف. القصة هي يوم 4 مايو1967 استدعى الملك حسين الفريق عبدالمنعم رياض – رئيس أركان القيادة العربية الموحدة – لعمان وطلب منه نقل رسالة للرئيس جمال عبدالناصر، فحواها أن صلاح جديد يريد جر رجلك إلى مغامرة عسكرية مع اسرائيل, تتمناها الأخيرة , فخذ حذرك . نقل رياض الرسالة إلى المشير عبد الحكيم عامر والذي ناقشها مع الرئيس عبدالناصر في 14 مايو فكان جوابه «هذا كلام كيدي بغرض الوقيعة, والحصيف هو الذي يفعل بعكس نصائح الملك حسين يومها اتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قراره بحشد القوات في سيناء درءاً للهجوم الاسرائيلي المتوقع على سوريا يوم 17 مايو, وألحقه يوم 18 مايو بسحب البوليس الدولي, ثم يوم 22 مايو بإغلاق خليج العقبة بدأ الملك حسين يضرب أخماساً فى أسداس : إن بقي خارج الحلبة فشعبه – سيما الفلسطيني منه – سيثورعليه وينهي سلالته وإن دخل الحلبة فاحتمال خسرانه للضفة الغربية عال، وازن المسالة فرجح الثاني – وفي مخيلته مصير أبناء عمومته في بغداد – 58 – معزيا نفسه بأن اسرائيل لابد وأن تعيد إليه الضفة وفق معاهدة صلح – لطالما تمناها وجده الملك عبد الله ، بل وسرى عن نفسه بأن فلسطينيي الضفة سيكونوا بعدها حسب الطلب بعد ان يأكلوا علقة من المحتل الاسرائيلي فيثوبوا الى رشدهم ويقولوا : إن الله حق , ويامرحباً بحسين. مابين 23 مايو و30 مايو استمات الملك حسين وهو يتوسل لعثمان نوري السفير المصري فى عمان أن يرتب له زيارة للرئيس جمال عبدالناصر في القاهرة، وكان الجواب يأتي بالرفض . يوم 26 مايو أشار الرئيس جمال عبدالناصر – في كلمته أمام اتحاد العمال العرب – إلى أن من يريد التعاون عليه أن يبعد الجواسيس وكان يقصد وصفي التل، أتى جواب الملك حسين للسفير في اليوم التالي أن وصفي مش مهم ولا دور له, وأنا عند حسن الظن , ورجاء و و و . . لم يرد الرئيس جمال عبدالناصر, وفي باله رسالة رمضان – مارس 61 – التي سبقت الانفصال السوري ب 6 شهور – , وفيها يعلن الملك حسين التوبة فيما هو يعد للانفصال ... كزبرياً – ولكن دون قطع نهائي . . . انتظر الملك حسين أياما ثلاث بلا طائل فعقد العزم ان يداهم عبدالناصر بلا سابق إخطار وبدون دعوة, ولم تخطر السلطات المصرية إلا وطائرته في الأجواء أن الملك في الطريق . فقرر الرئيس جمال عبدالناصر استقباله وتفحص ماعنده , سيما وهو يعرفه حق المعرفة كواحد من أهم اصدقاء لانجلي . . هبط الملك حسين من الطائرة فى مطار ألماظة الحربى ليفاجأ بالرئيس جمال عبدالناصر يقول له : مارأيك يا أخ حسين أن أقوم باعتقالك الآن سيما والزيارة لم يعلن عنها بعد، ولامن شاف ولامن دري ؟ لم يخرج الملك حسين من وقع المفاجأة إلا عندما وجد عبد الناصر يبتسم إيذانا بأنه يداعب بلؤم القاصد. ما أن جلس الرجلان إلا ووجد عبد الناصر الملك حسين يقول له : أنا جندي عندك قواتي بإمرتك وانا في الخدمة حدد الرئيس جمال عبدالناصر مايريد : أن يعين الفريق رياض قائدا للقوات المسلحة – أردنية وغيرها من عربية – في الاردن، وان يؤذن بدخول القوات العراقية للاردن، وان يذهب احمد الشقيري للقدس رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وان تقام قاعدة رادار مصرية في عجلون وان تدخل كتيبتا صاعقة مصرية الضفة الغربية وافق الملك على كل الشروط، وفي تلك المباحثات سأل الملك حسين الرئيس جمال عبدالناصر عن تقديره لاحتمال الحرب فأجاب : هو – منذ اغلاق خليج العقبة في 22 مايو بنسبة 80% فطيب الملك حسين ذلك التقييم ولم يبلغ الرئيس عبدالناصر – لا يومها ولابعدها – بأيام أن الحرب يوم الاثنين 5 يونيه، فالملك حسين ليس له فضل في إخطار عبدالناصر مسبقا بموعد شن اسرائيل الحرب، لا عندما أتى في 30 مايو , ولا بين زيارته وبدء الحرب وثانيا , فالملك حسين كان في جو التحضير للحرب منذ غارة 7 ابريل – بقوة 72 طائرة اسرائيلية فوق دمشق واسقاط 6 طائرات سورية «واحدة منها فوق الأردن»، حرب هدفها «اليتيم» تدمير نظام جمال عبدالناصر : هذا ما دفعه الى استدعاء رياض , ورسالته عبره التي هدفت الى : إبراء ذمةٍ بالتحذير , والقاء اسبابها على باب نظام النيو – بعث بدمشق بهدف الوقيعة أما لماذا اتخذ عبدالناصر القرارات الثلاث فهذا موضوع يطول بحثه تفصيلا ولكن اضع تحت انظاركم رؤوس مواضيع منه تشمل : 1- احساسه ان واشنطن تطلب رأسه بعد ان نجحت في قطف رؤوس : بن بللا وسوكارنو وبيللو ونكروما .. بل وبباندريو وأن أفضل سبيل للدفاع هو الهجوم , 2- ان قدرته العسكرية – سيما بعد تخفيض قوات اليمن الى 6 ألوية – قادرة على ادارة معركة تعرضية ناجحة في صحن سيناء تكسر اسطورة التفوق الاسرائيلي ونظرية أمنها ... وتفتح الطريق الى فتح ملف حقوق شعب فلسطين «تأكيد القيادة العسكرية له كان قاطعاً بهذا المفاد»... هنا كعب أخيل 3- معلوماته ان اسرائيل أوشكت على امتلاك السلاح الذري ... وتلك عنده كانت سببا كافيا وحده لخوض حرب وقائية 4- تقديره ان الولاياتالمتحدة غارقة لشوشتها في اوحال فيتنام بقوة نصف مليون جندي , ومنشغلة بالتالي عن ادارة صراع حاد جديد في منطقة مهمة كالشرق الاوسط .... هذه مسألة تقديرية يجوز فيها الخطأ والصواب ... ولو كانت العسكرية المصرية معقولة الحال لما جانب التقدير الصواب 5- ان معسكر التبعية العربية يشن عليه حربا ضروس : سواء في اليمن , او بالحلف «الاسلامي » , او بتمويل وتسليح اخوان الداخل , او بالسيطرة على الحكم السوداني ... ومن ثم فامتلاك ناصية الصراع العربي – الاسرائيلي بالتوتير تقلب المائدة عليهم وعلى سيدهم 6- ان الاتحاد السوفييتي لن يتيح للولايات المتحدة فرصة التدخل العسكري المباشر نصرة لاسرائيل , وهو – من جهته – سيحرمها سياسيا من تعلة التدخل بإشهار نيته الا يكون البادىء بالهجوم .. أما الدفاع التعرضي والقدرة على الضربة الثانية فهذه من مسلمات القيادة العسكرية 7 – هناك أيضا العامل النفسي في معايرة مصر بسماحها للبوليس الدولي والملاحة الاسرائيلية في خليج العقبة عقب حرب السويس : فعلها عبدالكريم قاسم «عبر المهداوي» , واكرم الحوراني وبتوع الانفصال , وهزلت الى ان وصلت الى الملك حسين ووصفي التل والملك فيصل - هو لم يبتغ الوصول للحرب , وانما الهجوم بالسياسة مدعّمة بالقدرة على الحرب – وفق تطمينات هيئة اركان الحرب والقيادة العسكرية المصرية . لذلك اكتفى في البداية بحشد القوات , وطلب ارتداد البوليس الدولي الى عمق قطاع غزة «دون المساس بقوات البوليس الدولى المتواجدة فى شرم الشيخ», بتقدير ان نسبة الحرب عندها لاتتجاوز %20 ، ولما خيّره يوثانت بين سحبها بالكامل او ابقائها على اوضاع انتشارها العادية , قرر السحب مقدّرا ان ذلك يرفع نسبة احتمال الحرب الى % 50 لم نصل الى رجحان نسبة احتمال الحرب الا مساء 21 مايو – في اجتماع اللجنة العليا – عندما خلت شرم الشيخ من بوليس دولي , فيما القوات المصرية منتشرة في باقي سيناء وفي غزة , والملاحة الاسرائيلية عند مضيق تيران تغدو وتروح هنا كان الاختيار الفارق : الأنسب والأمثل والأوفى هو ازالة كل اّثار 56 دفعة واحدة... الفيصل هو تأكيد القيادة العسكرية بالقدرة , ذلك ان احتمال الحرب سيرتفع دفعة واحدة الى % 80 أكدت القيادة – على رقبتها - وما قدّر الله حصل . ناتى لنقطة اخرى هامة تخص توقيت تعيين الفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان المصرية فقد عين في 11 يونية رئيساً لهيئة اركان حرب القوات المسلحة المصرية وليس قبلها . كان المرحوم والدى يقول لى : عندما يختلط الكذب بالجهل تصبح امام كارثة اصحابها – بالقصد ام بالسذاجة – مجرمون . وما دمت قد تعرضت لقضية حقيقة ما دار بين الرئيس جمال عبدالناصر و زواره سواء كانوا من الرسميين او الاعلاميين او حتى المقابلات الخاصة والتى تتم فى اى مكان يتواجد فيه فيما عدا الدور الثانى من منشية البكرى واعنى به سكنه الخاص هو عائلته مسجل وموثق لأنه كان يعتبر نفسه امينا على مصالح الشعب الذى من حقه ان يعلم ، ولو بعد حين ، كيف كانت تدار أمور الحكم وليس كما حدث فيما بعد من ان اللقاءات كانت لا تسجل ولا احد يعرف عنها شىء إلا بعد نشرها من الأطراف الأخرى وكما ورد فى مذكرات كيسينجر من لقاءات خطيرة وهامة تمت فى منتصف السبعينات والثمانينات واتخذت فيها قرارات مصيرية ليس لها وثائق او محاضر فى مصر ولا يعلم بها احد من المسئولين حتى الآن .