نصب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فخاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإحراجه للتوقيع على خطة من خمس نقاط حول مستقبل سوريا بعد الرئيس بشار الأسد، وذلك باستخدام موقعه كمضيف لقمة الثمانية الصناعية التي تستضيفها إيرلندا الشمالية. وكشفت الصحافة البريطانية عن نية كاميرون التهديد بإصدار بيان ختامي حول سوريا باسم الدول السبعة الصناعية بدون روسيا إذا رفض فلاديمير بوتين التوقيع على البيان الذي يضم خطة من خمس نقاط لإنهاء الأزمة في سوريا. وتتضمن الخطة إعطاء وكالات المعونة حرية الوصول إلى كافة المناطق السورية، والتعامل مع المتشددين في سوريا الذين يصلون وفقا للمصادر الغربية إلى 5\% من المعارضة السورية، وإدانة استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، والبدء في التخطيط لليوم الأول عقب سقوط نظام بشار الأسد، ومنح الحكومة المؤقتة التي تعقب سقوطه بعض الصلاحيات التنفيذية بما يجعل مستقبل الأسد في سوريا منتهيا وهو ما تعارضه روسيا. وسيكون التوقيع على هذا البيان الختامي بديلا عن تسليح الغرب للمعارضة السورية وهو ما تعمل روسيا على تفاديه خوفا من البدء في حرب جديدة بالنيابة بينها وبين الغرب على الأراضي السورية. ويعتقد كاميرون والزعماء الغربيين أنه بدون اتخاذ خطوات نحو محادثات السلام في سوريا والتي تعقد في مدينة جنيف الشهر المقبل فإن العالم سيخسر الفرصة الأخيرة لتفادي سنوات من النزاع في سوريا. فيما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم -الثلاثاء- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه مزيدا من العزلة في قمة مجموعة الثماني حيث يمارس قادة أوروبا ضغطا مكثفا عليه لتخفيف منهجه الداعم للرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن بوتين رفض الليلة الماضية التخلي عن دعم الأسد رغم ممارسة الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى ضغوطا لتسريع وتيرة عملية انتقال السلطة بصورة سلمية في سوريا، مشيرة الى أن بوتين أبلغ قادة الدول الثماني خلال القمة التي تجري حاليا في ايرلندا الشمالية عن دعمه اجراء محادثات سلام جديدة الا أنه غير مستعد للتخلي عما وصفه بالحكومة "الشرعية" في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسئول وثيق الصلة بعملية المفاوضات قوله، إن المحادثات كانت بناءة الا أن بوتين غير مستعد للتخلي عن الأسد، كاشفة عن أن مساعدين لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون،المستضيف للقمة، أشاروا الى أنه مستعد لفرض مسألة انتقال السلطة ضمن النتائج الختامية للقمة الى الحد الذي قد يصل فيه بوتين الى مرحلة العزلة. وكانت نقلت "فاينانشيال تايمز" قد نقلت عن مسئولين بريطانيين آخرين قولهم مساء أمس أن بوتين أظهر استعدادا لمسألة التوصل الى حل سلمي، مضيفة أن كاميرون بدعم من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ، يرغب في الموافقة على خطة مجموعة الثماني المكونة من خمس نقاط حول سوريا ومن بينها القيام باستعدادات نقل السلطة. وتابعت الصحيفة أن المسئولين البريطانيين طرحوا مسودة بيان على قمة الثمانية يحاول الوصول الى ايجاد ارضية مشتركة ما ، تتضمن ادانة استخدام الاسلحة الكيماوية في الصراع الدائر في سوريا، إضافة الى المطالبة بدخول أفضل للمنظمات الانسانية، وقمع العناصر المتطرفة من كافة الأطراف.