رغم كل ما تمر به البلاد من توترات وقلاقل سياسية وطائفية وما يعاني منه الشارع المصري من غليان واضطرابات وتقلبات وتظاهرات ومليونيات وفوضي عارمة علي كافة الأصعدة وفي شتي المجالات تتجلي عبقرية وابداع المصريين، لاسيما في أوقات الصعاب وعز الأزمات وكما يقول المثل الشعبي "مصر ولادة"، حيث تمتلك أم الدنيا رصيدا هائلا من الأسرار الفرعونية والحكاوي الخرافية التي تكمن وراء الأهرامات وأبو الهول والمعابد والمسلات والآثار القديمة كواحدة من دول الشمال الأفريقي التي كان لها دورا بارزا ضمن دول الربيع العربي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ولكن عندما نتحدث عن الصحافة المرئية أو ما يعرف ب"الانفو جراف"، فلاشك أنها ظهرت مؤخراً بقوة في الصحافة المصرية ولعبت الدور الأكبر في توصيل الرسالة الاعلامية إلي القارئ . هنا ظهرت موهبة الانفوجرافيك المصري عمرو الصاوي، بن مدينة القاهرة والحاصل علي بكالوريوس الصحافة من كلية الإعلام بجامعة القاهرة والذي لم يتعد الأربعين عاماً، وقد عمل في العديد من الجرائد المصرية والمطبوعات السعودية وعلي رأسها جريدتي "الأهرام واليوم" ومؤخرا خبيرا في تصميم الوسائط المتعددة "المالتي ميديا" بالمواقع الإلكترونية الشهيرة ب "جالو" وهي تلك الخدمة التي تقدم الخدمات التشكيلية والتصميمات المتنوعة لغرف الأخبار في تلك الصحف والمطبوعات . وقد أوضح عمرو الصاوي حقيقة مفجعة حينما قال إن الصحف المطبوعة تعيش أسوأ كابوس في هذه الأيام، إنهم يخسرون باستمرار قرائهم وفي نهاية عام 2008 خسرت أفضل 25 صحيفة في الولاياتالمتحدة ما معدله 10٪ من قرائها، لدرجة أن صحيفة يو اس ايه توداي، إحدي كبريات الصحف الأمريكية فقدت نحو 156000 قارئ وكذلك جريدة "نيويورك ديلي نيوز" التي انخفض معدل قرائها إلي ما يقرب من 86000 متابع حتي جاءت تلك الفكرة العبقرية الوليدة حديثاً وكانت إحدي الأسلحة الكبري للنضال من أجل البقاء على قيد الحياة، وحاولت تلك الصحف جديا في البحث عن أسلحة جديدة لتجنب خطر الانقراض فجاء "الانفوجراف". يقولون أن وراء كل عمل فني عظيم عقل مبدع وخلف كل قطعة من الرسوم البيانية والتعبيرية الناجحة "الانفو جرافيك" ثلاث فرق متعاونة، الفريق الأول كما يحدثنا "عمرو الصاوي" يتلخص في البيانات "عمال المناجم" وهؤلاء عملهم الرئيسي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الدقيقة والكافية، ثم هناك فريق من المحررين الذين يحللون ما لديهم من معلومات لاستخراج البيانات والإحصاءات منها ويجمع بين بيانات مماثلة في عناقيد، وأخيرا هناك فريق من مصممي الجرافيك الذي يعرف جيدا كيفية استخدام تلك البيانات الأساسية لإنتاج الشكل النهائي لل"Info_Graphic" وهنا تتجلي عبقرية المايسترو الذي ينظم تلك العملية برمتها ويخرجها للنور علي صفحات الجرائد وعن التصميم النهائي للإنفوجراف يقول "الصاوي" إنه بداية يجب اختيار الفكرة الرئيسية التي تبني علي أساسها التصميم ثم تقييم دقة البيانات وصولا إلي تقييم التصميم كله من وجهة نظر التحرير ووجهة نظر الإبداع أيضا. ومن أبرز التصميمات التي قدمها "الصاوي" للصحافة المصرية والعربية تأتي مجموعة الأعمال البصرية بالغة التنفيذ والإخراج الفني وأبرزها "تصنيع طائرات بدون طيار من التجسس إلي نقل المدنيين"، "السلاح من محاربة الأعداء لقتل الأبرياء" و"150 قرن ونصف علي إطلاق أول مترو أنفاق في العالم"، "الجراد عدو لا يعترف بالحدود السياسية"، "قطار الخليج تجربة أوروبية بصيغة عربية"، "قناة السويس بين مدنها الغاضبة وحركة التجارة العالمية" و"المملكة العربية السعودية في المركز الثاني عالميا امتلاكا لإحتياطي النفط"، "10 نصائح للتخييم البري الآمن" و"انزيم جديد يساعد في علاج الزهايمر" والعديد والعديد من التصميمات العالمية في مجال الصحافة البصرية الحديثة .