هل تبحث الصين عن منطقة نفوذ جديد لها فى القارة السمراء؟ وهل انتقل صراع المصالح مع الغرب إلى دول افريقيا؟ جاءت جولة الرئيس الصينى الجديد شى جين بينغ الإفريقية فى ثلاث دول افريقية تنزانيا، جنوب افريقيا و جمهورية الكونغو الديمقراطية لتثير كثير من علامات الاستفهام على مستوى الصعيد الدولى حيث تعهد بزيادة الاستثمارات الصينية في هذة القارة السمراء، حتى لا يتعرض لتهمة الرغبة فى الاستعمار،ويعتبر إختيار إفريقيا فى أعقاب زيارته إلى روسيا كأول تحرك خارجى للرئيس الصينى الجديد نقطة هامة فى توضيح الأهمية التي توليها الصين لتطويرعلاقاتها الاقتصادية والسياسية مع افريقيا. من جانبه يقول عباس سيد عباس مساعد المدير التنفيذى بالمركز الثقافى الصينى بالقاهرة أن افريقيا تعتبر شريك هام للصين حيث يأتى كل رئيس صينى جديد ليكمل السياسة التى كان يتبعها من سبقه.وعن اختياره لهذه الدول الثلاث اثناء جولته الإفريقية الناجحة يري عباس أن الصين قوة صناعية كبرى تبحث دائما عن أسواق جديدة وفرص للاستثمار مؤكدا أن الصين تتجه الان نحو افريقيا بشكل كبير فمن المتوقع أن يكون هناك زيارات أخرى لوزراء الحكومة الصينية كوزير الاستثمار والتجارة . وعن الصراع بين الغرب والصين من أجل السيطرة على القارة الافريقية أكد عباس أن الكل يحاول أن يكسب معظم دول إفريقيا فى صالحه بحثا عن مصالحه مؤكدا أن الصين دائما تعمل بسياسة الاستفادة المتبادلة مع احترامها للشؤؤون الداخلية للبلاد أما الغرب فيبحث دائما عن مصلحته فقط لاغير ويقوم بالتدخل فى الشؤون الداخلية للبلاد مضيفا أن الغرب يحاول دائما أن يضيع الفرص على الصين . و يؤكد دكتور أيمن شبانة، خبير الشؤون الأفريقية، عدم وجود صراع بين الغرب والصين فى القارة الافريقية مشيرا الى ان هناك مايمكن تسميته تنافس بين الغرب والصين بمعنى أن الكل يبحث عن مصالحه ولكن المنافسة لن تصل الى حد الصدام لأنهم قادرين على تنسيق المصالح فيما بينهم مضيفا أن هناك اختلاف بين السياسات الغربية والسياسة الصينية فى التعامل مع القارة الافريقية حيث أن الغرب لهم ماض استعمارى له شبكات مصالح متحالفة معه فى المقابل تقوم الصين دائما بمساعدة الحركات التحريرية فى افريقيا كما أنها شريك تنمية وتتبنى فكرة المشاركة لا "اليد العليا" . وأضاف شبانة أن المساعدات الصينية دائما ما تكون غير مشروطة على العكس من المساعدات الغربية المشروطة بإقامة الديمقراطية ومشاركة المرأة وحقوق الطفل و الاقليات ومحاربة الارهاب، معتبرا أن كل ما يهم الصين هو عدم إقامة علاقات مع تايوان باعتبار أنهم على عداء تاريخى. ومن جهة أخرى ،بثت إذاعة الصين الدوليه تقرير وصفت فيه هذة الجولة الافريقية للرئيس الصينى الجديد ب"التاريخية والناجحة" حيث أنها لفتت أنظار المجتمع الدولى بأكمله ، واعتبرت الاذاعة الصينية زيارة ثلاثة بلدان أفريقية تعكس حجم العلاقات بين الصين وأفريقيا وتعطى مؤشرات سياسية واقتصادية قوية تم إرسالها إلى أفريقيا وبقية العالم مؤكدة إن الرئيس الصينى الجديد يريد أن يعطى صورة جديدة للصين فى افريقيا و يؤكد على "استمرارية السياسة الصينية في أفريقيا".