طرح عدد من القوى السياسية فكرة الاستقواء بالقوات المسلحة لمواجهة السلطة الحاكمة وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين باعتباره كيان وطنى منظم وقوى يتصدى لاخونة الجماعة لمفاصل الدولة, تلك الدعوات لم تلقى قبول قيادات جبهة الانقاذ التى ترى ان الحكم العسكرى لا يختلف كثيرا عن حكم الاخوان المسلمين. هذا وأكد الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس على ان فكرة الاستعانة بالقوات المسلحة جاءت لانه التنظيم الاكثر قدرة وصلابة بالدولة الان, مضيفا بان الجيش لن يقبل اى دعوات بالتدخل فى صراع سياسى لطرف على حساب اخر. ووصف سلامة فكرة الاستعانة بالجيش بانها "أمنية المخدوع" , معتبرا ان الدعوات لتدخل الجيش فى الحياة السياسية المصرية غير مجدية لانه لن يتدخل الا بطلب من الرئيس مباشرا وهذا لن يحدث ابدا لان الرئيس وجماعة الاخوان المسلمين تعتبر المعارضة الحالية ضعيفة ولا تشكل اى خطر عليها ولذلك لن يلجا الى الجيش. واوضح سلامة ان الجيش لن يتدخل الا فى حالة حرب اهلية او صراع دموى بين التيارات والقوى السياسية المختلفة وبطلب من الرئيس او وفقا لمستجدات سياسية عاجلة, مشيرا الى ان من يستعين بالجيش الان هو اول من اهان الجيش وهتف يسقط حكم العسكر. هذا وقال الدكتور أحمد البرعى نائب رئيس حزب الدستور وامين عام جبهة الانقاذ الوطنى ان فكرة الاستعانة او الاستقواء القوات المسلحة فى مواجهة جماعة الاخوان المسلمين غير مطروحة من قبل جبهة الانقاذ. واضاف البرعى بان الدعوات بعودة الجيش للحياة السياسية تعبر عن مطلقيها فقط ولا تعبر عن توافق بين قوى المعارضة,مشيرا الى ان عدم شرعية النظام الاخوانى دفعت بعض قوى المعارضة الى الاستعانة بأى قوة تستطيع الاطاحة بحكم الاخوان المسلمين. واعتبر البرعى ان دعوات قوى المعارضة لوجود الجيش اثناء الحوار مع الرئاسة كان كضمانة بتحقيق الاتفاقات التى سوف تثمر عنها نتائج ذلك الحوار,ولان الجيش هو القوة الاكثر تنظيما والتى تستطيع ان تحقق الامن فى الشارع المصرى. كما أكد ابو العز الحريرى القيادى اليسارى وعضو جبهة الانقاذ الوطنى على ان القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الايدى امام محاولات اخونة الدولة وفصائلها ومنهم الجيش نفسه,مضيفا بان الدولة المصرية اصبح مهددة الان على يد جماعة الاخوان المسلمين والتيار السلفى. واشار الحريرى الى ان المجلس العسكرى قد ساعد جماعة الاخوان المسلمين على الوصول للسلطة وخان الثورة,مشددا على ان المجلس العسكرى ليس الجيش المصرى المنتمى الى شعبه. واعتبر الحريرى ان محاولات الاخوان لبيع مصر عن طريق الصكوك الاسلامية ورهن اصول الدولة وعلى رأسها قناة السويس خلق حالة عامة من عدم الرضا بين الشعب المصرى والقوى السياسية وكذلك الجيش,متوقعا الا يقف الجيش موقف المتفرج وقتها ويسمح بهدم الدولة المصرية على يد الجماعات الظلامية. وتابع الحريرى قائلا"بعدما ادعا الاخوان انهم من انهى الحكم العسكرى اثبتا انهم اسواء من العسكر ونظام مبارك واى كيان فاشى اخر",مشيرا الى ان الجيش عندما طلب منه النزول للشوارع بمدن القناة عندما فرض عليها الة الطوارئ وحظر التجوال كان يلعب الكرة مع ابناء تلك المدن لانه جزء من الشعب المصرى. واستبعد الحريرى ان يدخل الجيش فى مواجهة من اى من طرفى الصراع الاخوان و باقى الشعب المصرى لكنه سيتدخل لمنع حرب اهلية اذا ظهرت بوادر ذلك.