الامام حسن البنا "1904- 1949" .. مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ، كان البنا ثائر منذ طفولته على كل مظاهر الفساد و على اى خطأ يراه امامه ، وفى شبابه كان هدفه الدعوه الى الله واصلاح احوال البلاد التى طغت عليها مظاهر الفساد وكان مقتنعا ان ذلك لن يتم الا عن طريق الحكم بالشريعة الاسلامية وتمسك الناس بتعاليم دينهم وعدم مخالفة شرع الله في أي شىء. لذلك أسس هو و10 أفراد معه "جماعة الإخوان المسلمين" ، فى 22 مارس 1928 ، وكان حسن البنا شعلة من النشاط صاحب جهد غير محدود و عزيمة خيالية ، ولأقتناعه الشديد هو و اخوانه بالفكره و ايمانهم بها ، لم يدخروا اى جهد فى نشرها و دعوة الناس اليها ، كان عدد اعضاء الجماعه يزيد بشكل خيالى فى وقت قياسى ، و اصبح للجماعه افرع فى اكثر من 80 دولة فى الشرق و الغرب ، يقدر اعداد اعضاء كل فرع منهم بالملايين. ولد حسن البنا في المحمودية بمصر عام 1904م لأسرة بسيطة فقد كان والده يعمل مأذونا وساعاتي ، ويبدو أن مقومات الزعامة والقيادة كانت متوفرة لديه ، ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزًا بين زملائه ، ومرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى أنه عندما تألفت "جمعية الأخلاق الأدبية" وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية. أنشأ البنا جمعية أخرى خارج نطاق مدرسته أطلق عليها أسم "جمعية منع المحرمات" ، وكان نشاطها مستمدًا من اسمها عاملاً على تحقيقه بكل الوسائل، وطريقته في ذلك هي إرسال الخطابات لكل من تصل إلى الجمعية أخبارهم بأنهم يرتكبون الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات. ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور فأنشأ "الجمعية الحصافية الخيرية"، التي زاولت عملها في حقلين مهمين هما: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة، والثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطنًا تبشر فيه بالمسيحية تحت ستار التطبيب، وتعليم التطريز، وإيواء الطلبة. بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين انتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا. ثم اشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وكانت الجمعية الوحيدة الموجودة بالقاهرة في ذلك الوقت، وكان يواظب على حضور محاضراتها، كما كان يتتبع المواعظ الدينية التي كان يلقيها في المساجد حينذاك نخبة من العلماء العاملين. ومن الأساتذة الذين أخذ عنهم البنا وكان على علاقة طيبة بهم: والده الشيخ أحمد البنا، والشيخ محمد زهران، والشيخ أبو شوشة، والشيخ عبد الوهاب الحصافي، والشيخ موسى أبو قمر، والشيخ أحمد بدير، والشيخ محمد عبدالمطلب، وغيرهم. حصل البنا على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 وكان ترتيبه الأول على دفعته، وعين معلمًا بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية. وفي مارس من عام 1928م تعاهد مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، صدر للبنا العديد من الأصدارات منها مذكرات الدعوة والداعية (لكنها لا تغطي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942م، المرأة المسلمة، تحديد النسل، مباحث في علوم الحديث، الرسائل، رسالة المنهج) ، توفى البنا مساء السبت 12 فبراير 1949م أثناء خروجه من جمعية "الشبان المسلمين " حيث كان يرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952م. لم تكن الإصابة خطرة بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخرىين وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً وألا يقام عزاء.