قال دكتور سعيد عكاشة، الخبير في الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، اليوم، الأحد، إن تصريحات زعيم حزب يسرائيل بيتنو أفيجدور ليبرمان التى تفيد بأن وزارة الخارجية فى حكومة بنيامين نتنياهو لن تخرج عن يديه تؤكد أن هناك إتفاق بينه و بين نتنياهو بعد عمل الإئتلاف الإنتخابي، وبالنسبة لتصريحاته عن زعيم حزب "يش عتيد" الإعلامي يائير لبيد فمن المتوقع أن يتولى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو وزير المالية. وأضاف عكاشة فى حديثه مع "الوادي" قائلاً: "الأفضل للبيد أن يتولى وزارة المالية في حكومة نتنياهو لعدة أسباب أهمها لأن البرنامج الانتخابي الخاص به يهتم بدعم الطبقة المتوسطة وتحسين الأوضاع المالية للمواطن الإسرائيلي وبهذا يستطيع أن يخدم برنامجه من خلال المنصب الذي سيتولاه بالإضافة إلى أنه لن يخذل الجمهور الذى قام بانتخابه فى الكنيست التاسع عشر". وعن استمرار حزب "يش عتيد" رأى عكاشة أنه من الممكن انخفاض شعبية الحزب فى الانتخابات القادمة نظرا لأن أحزاب الوسط فى إسرائيل يرتفع سهمها بقوة ثم تأخذ فى التراجع بعد ذلك، وقياسا على التاريخ فأبسط مثال الحزب اليساري الذى أسسه والد يائير لبيد الذي حقق نتائج مذهلة فى أول ظهور له على الساحة السياسية الإسرائيلية وفى الانتخابات التالية تلاشى وجوده تماما من على خريطة الأحزاب الإسرائيلية ولكن التحدي الآن أمام لبيد هو الوفاء بوعوده و إثباته أنه ليس فقط إعلامي ناجح أو رئيس حزب يستطيع أن يمتلك شعبية جارفة داخل المجتمع الإسرائيلي بل وزير ناجح حقق جميع أهداف حزبه الوسطي. وأشار عكاشة إلى أن وزارة شئون المفاوضات مع الفلسطينيين التى استحدثها نتنياهو تشكل مشكلة كبيرة جداً داخل الحكومة المزمع تشكيلها في الأسابيع القليلة القادمة حيث أنه سيكون هناك تصادم بين حزبي هتنوعاة ويسرائيل بيتنو من خلال الصراع الذى سيحتدم بين تسيبي ليفني وأفيجدور ليبرمان فتلك الوزارة تقوم بأعمال لا تتجزأ من مهام وزارة الخارجية التى من المتوقع أن يتولاها الثاني وفى حالة موافقة ليفني على الوزارة سينتج عنها الكثير من الخلافات والقانون الإسرائيلي يعطى لنتنياهو الحق فى تشكيل ائتلاف حكومي آخر مكون من الأحزاب التى تخطت نسبة الحسم، الأحزاب الممثلة بمقاعد فى الكنيست الإسرائيلي، حال وجود مشاكل وخلافات بين الأحزاب التى ستشكل الحكومة. كما أوضح عكاشة مدى صعوبة تولى أى عضو كنيست عربي أى حقيبة وزارية أو حتى على منصب نائب وزير فى حكومة نتنياهو لاختلاف العقيدة بين الأحزاب العربية و حزب الليكود اليميني المتحالف مع يسرائيل بيتنو اليميني المتطرف و المتحيز لحزب شاس الديني وكان من الممكن أن يحدث هذا إذا كانت الحكومة ستشكل من قبل اليسار كما كان الحال من قبل فى حكومة بيريز. وبالنسبة لحزب البيت اليهودي الذى يزعمه نفتالي بينيت قال عكاشة: "هو حزب للمستوطنين اليهود وسيظل عقبة أمام مفاوضات السلام من خلال إختلاق المشاكل مع الأحزاب التى تفضل إستكمال ملف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية و على الرغم من كل هذا فإنه سيدخل المفاوضات ويعترض على أى مفاوضات مشروطة من قبل الفلسطينيين، وهذا نفس تفكير بنيامين نتنياهو الذى يضع خطة بديلة عند دخول أى مفاوضات بشأن السلام".