«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا السماد المسرطن تلاحق المخلوع في طرة
نشر في الصباح يوم 19 - 02 - 2013

رحلة «أب» لإثبات مسئولية مبارك ونظامه عن وفاة «ابنه» بالسرطان
بسيوني: مستعد لتشريح جثة ابنى 100 مرة .. ولن أتهاون في حقه
الرئيس السابق تسلّم إعلان اتهامه بالتسبب في وفاة «مروان» من مأمور «طرة»
«الدينوسيد والسيبركال والبيركال والكاليرون والأتايرون» أشهر مسببات السرطان
الطماطم والبطيخ و«الشيبسي» بها 90% من عوالق المبيدات والأسمدة «المسرطنة»

محمد مروان محمد بسيونى، 22 سنة، لم يكن أول أو آخر ضحايا سرطان الغدد الليمفاوية، لكن أسرته ربما تكون هى أول من بدأت طريق البحث عن حق فقيدها عند الحكومة، بعدما أكدت التقارير الرسمية أن سبب وفاته بالسرطان هو الأطعمة الملوثة بالمبيدات المحظورة، وإذا كان مروان ليس الضحية الوحيدة لفساد العهد البائد، فإنه لن يكون الأخير خصوصا أن هذه اللعنة تطارد الأجيال الجيدة بسبب ما يسمى التلوث التراكمى الذى يجعل من أجسادهم بيئة مهيأة للإصابة بالسرطان، يزحف المرض الخبيث داخلها وينهشها، بينما الملايين لا يعلمون ماهية الخطر الداهم، الذى يواجههم، ولا يعلمون أيضا كيف يحصلون على حقوقهم أو كيف يحاسبون المسئولين عن ذلك.. فى هذه السطور ترصد «الصباح» تفاصيل رحلة أسرة أحد الضحايا بحثا عن حق فقيدها الذى أهدرت حياته مسببات السرطان .

تقرير رسمى
التقرير الرسمى عن وفاة الشاب «محمد مروان محمد بسيونى» 22 سنة، الطالب فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، الذى حصلت عليه «الصباح» يثبت أنه توفى متأثرا بسرطان الغدد الليمفاوية، لكن تلك الوفاة كان يسبقها معاناة كبيرة للشاب الضحية ولأسرته أيضا.
«الصباح» التقت محمد بسيونى، والد الشاب الضحية الذى يعمل محاميا، فى الإسكندرية، وقد قرر ألا يترك حق ابنه، خصوصا وقد تأكد من الأطباء المعالجين أن ابنه كان ضحية لتراكم المبيدات الزراعية التى دخلت إلى جسده عبر الأطعمة التى كان يتناولها ما تسبب فى إصابته بالسرطان.
ربما لم يجد الأب ما يلهمه الصبر على فقد ابنه سوى البحث عن حقه الضائع فى غياهب متاهات الفساد، التى أدخلت هذه المبيدات إلى البلد ليقع ابنه وكثيرون غيره ضحية لها، فقرر أن يسلك طريقا صعبا لإثبات أن حياة ابنه لم تذهب هدرا.
يقول الأب عن ابنه «كان ابنا بارا وأكبر إخوته ويحفظ القرآن الكريم، إلا أنه فى شهر إبريل 2010 تم اكتشاف مرضه بسرطان الغدد الليمفاوية، وبدأنا معه رحلة العلاج، حتى تحسن نسبيا، ودخل امتحانات المرحلة الثانية بكلية الهندسة ونجح، وبعد ظهور النتيجة بدأ «مروان» يشعر بصداع شديد، وتم إجراء الفحص الطبى له، فأظهر أنه مصاب بسرطان المخ، فبدأنا معه رحلة علاج أنهكت جسده، لكن المرض كان أشرس من أن يعالج، فانتشر فى كل أرجاء جسده، حتى توفى فى مارس 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير.
يقول الأب نجاح الثورة، كان الدافع الذى جعلنى أنا والأسرة نبحث عن سبب مرضه وإصابته بالسرطان، وكانت الإجابة التى أجمع عليها الأطباء، أن السبب هو الطعام الفاسد والمبيدات والهرمونات واللحوم المسرطنة بالإضافة إلى القمح المسرطن».
يضيف الأب، لكى نتأكد من هذه المعلومة توجهنا لمتخصصين فى علم الغذاء ومنهم «أساتذة كلية الزراعة» وسألناهم عن حقيقة ما قاله الأطباء، فأكدوا أن جميع الأبحاث العلمية «المحلية والعالمية»، أكدت بما لايدع مجالا للشك أن ما أدخله الفاسدون من مبيدات وهرمونات، ولحوم وقمح مسرطن إلى البلاد، هو السبب المباشر فى حدوث جميع أنواع السرطان التى تواجه المصريين ومنها سرطان الغدد الليمفاوية.

البحث عن حق «الضحية»
رحلة البحث عن حق الابن الضحية لم تكن سهلة، حيث كافح والد «مروان»، لإثبات ما وراء وفاة ابنه بالسرطان، وكانت أهم محطة فى رحلته تلك، هى مركز البحوث الزراعية، الذى كان يترأسه الدكتور أيمن فريد أبوحديد، قبل أن يصبح وزيرا للزراعة بعد الثورة، وكذلك مركز الهندسة الوراثية بالمنوفية، الذى يترأسه الدكتور عمر، ومعه أربعة أساتذة آخرين، الذين أكدوا أنه خلال سن ال20 عاما وأقل، فإن معظم من فى هذه المرحلة العمرية مصابون بالسرطان غير الظاهر «تراكمى»، وأن وزارة الزراعة هى مصدر السرطان فى مصر، لكنهم رفضوا إعطاءه تقريرا مكتوبا بذلك، خوفا ممن وصفوهم بأتباع يوسف والى فى الوزارة، حيث كانوا وقتها قيد التحقيقات، ولا يزالون مسيطرين على الوزارة، وكان رد أحدهم عندما طلب منه التقرير «إنت عاوزنى أدخل جهنم برجلى» .
بسيونى يكمل حديثه عن رحلته القاسية، قائلا «لم أيأس بعدها، واستطعت التواصل مع الدكتور مختار دوس المتخصص فى المناعة المكتسبة بقسم الخضر فى كلية الزراعة بالإسكندرية، الذى أعطانا تقريرا علميا بذلك بعد شهر من وفاة مروان، بتاريخ 4 إبريل 2011 ، وتم اعتماده من عميد الكلية بتاريخ 5 إبريل 2011 .
ويضيف: لقد كشف لنا الدكتور مختار دوس، فى تقريره الكارثة التى خلفتها المبيدات المسرطنة فى مصر، موضحا أن وزارة الزراعة منذ عام 2000 وحتى اندلاع الثورة، استوردت مبيدات «الدينوسيد، والسيبركال، والبيركال والكاليرون، والأتايرون، والكاليكال، والمستلزمات الكيماوية للزراعة، دون مراعاة الأصول الوجوبية فى المراقبة والمعاينة والسلامة الصحية للمواطن أو التربة أو المصادر الأخرى، وأكد لنا أن هذه الكارثة أهلكت أكثر من 40% من الطاقة الإنتاجية لمصر، بغرض التربح المغسول بدماء الشهداء وضمير ميت لا حراك فيه.
والد الضحية يؤكد أن الددكتور دوس وصف دخول هذه المبيدات إلى مصر، بأنه استيراد لا جهالة فيه، لأن وزارة الزراعة تمتلك أجهزة علمية ذات كفاءة عالية، ومتقدمة لمعرفة تلك الأمور التى لم تكن خفية يوما عنها، على الرغم من أن العديد من العلماء عرضوا الكثير من الأبحاث حول هذا الأمر، فضلا عما قام به الإعلام لكشف هذه الكارثة، وأن نسبة التلوث من الخضر المسرطنة، وصلت إلى حد رهيب، إذ بلغت نسبتها 90%، فجميع الثمار الرخوية والحمية مثل الطماطم والكنتالوب والبطيخ بها مقدار لا يستهان به من هذه المسرطنات، مشددا على أنه لا توجد طريقة لتقليل أثرها، حتى إن الطهى ذاته لا يحد من شدة سميتها، وأن هذا التأثير الخطير على صحة الإنسان يتضاعف تراكميا داخل الإنسان، كما أن شرائح البطاطس الشيبسى تقدر نسبة التلوث بها والناتجة عن استخدام المبيدات والمغالاة فى أسمدة اليوريا، تصل إلى 90%، مما يؤدى إلى زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان لدى مستهلكيها، وهو ما أكده العديد من الابحاث من أن تأثير هذه المواد وسرعة تراكمها داخل جسم الإنسان لهما علاقة ارتباط موجب، وتلازم عكسى على صغار السن، فكلما صغرت سن الإنسان زاد التأثر بها .
وأكد لنا أيضا أن كل ما سبق يؤكد أن الإصابة بالمبيدات المسرطنة أو تراكم اليوريا أساس إصابة جميع الشباب دون الثلاثين عاما بهذا المرض، أما من يجاوز الخمسين من العمر والعجائز، فقد لا يتأثرون بها بنفس النسبة، التى يتأثر بها «صغار السن» حيث تكون خلايا الجسم لدى الشباب حديث العمر شبه نشطة ومن السهل تحفيزها، والقدرة الهرمونية ضعيفة من ناحية المناعة المكتسبة، وعلى العكس تماما عند كبار السن فتكون الخلايا منعدمة البناء لأنها فى مرحلة الهدم.
التقارير التى حصل عليها بسيونى، بحسب ما يؤكد، تشير إلى أن وفاة ابنه كانت نتيجة لفساد مبارك ونظامه وهو ما دفعه إلى رفع دعوى رقم 2147 لعام 2011 ضد الرئيس السابق مبارك بشخصه «والذى تسلم قرار المحكمة على يد مأمور سجن طرة العمومى» وتفيد بتورطه فى قضية أسمدة مسرطنة أدت لوفاة ابنه مروان، وأيضا يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، ووزراء المالية والعدل والتعليم العالى ورئيس جامعة إسكندرية فى ذلك التوقيت، حيث اتهمهم جميعا بالتورط فى إدخال شحنات أسمدة مسرطنة أدت لوفاة نجله وإصابة الكثير من الشباب المصرى دون الثلاثين بالسرطان .
ويستطرد بسيونى: وقتها استطعت التواصل مع أهالى 6 شباب ممن أصيبوا ب«سرطان الغدد الليمفاوية»، ومنهم شريف سحاب متوفى، ومحمد رمضان، وقمت بضمهم إلى الدعوى القضائية وترافعت عنهم أمام محكمة الإسكندرية.
ويضيف: فريق الدفاع عن يوسف والى وعلى رأسهم الدكتور مصطفى أبوزيد فهمى المحامى، زعم أمام المحكمة أن الدعوى غير جدية، حيث إنه إذا كانت الدعوى حقيقية، لكان المصابون بالمرض 85 مليون مصرى، وليس من ماتوا فقط، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن، حيث فاجأتهم التقارير بأن ملايين الشباب دون الثلاثين مصابون بعدوى تراكمية، وأنه موافق على تشريح رفات ابنه «مروان» 100 مرة، رغم أنه سيكون أمرا قاسيا على والدته، لكن وافقنا حتى نكشف الحقيقة والكارثة التى تهدد شباب مصر.
بعد عام ونصف تقريبا حكمت المحكمة لأسرة «مروان» بندب لجنة برئاسة أحد الأطباء بمصلحة الطب الشرعى، وهو متخصص فى المناعة المكتسبة، وكان فى عضوية هذه اللجنة: أستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية متخصص فى الأورام السرطانية وأستاذ من معهد الهندسة الوارثية بزراعة المنوفية متخصص فى الزراعة الوراثية، وأستاذ من كلية طب الإسكندرية بقسم السموم، وأحد الخبراء القانونيين بمصلحة الخبراء بالإسكندرية، للاطلاع على أوراق الدعوى، ومستنداتها وما عسى أن يقدمه الخصوم فيها من مستندات، وما يتبين منذ تاريخ الدخول والحالة المرضية والقائمين على العلاج وسبب الإصابة بالسرطان، وكيفية دخول تلك المواد المسرطنة وهل تصنع فى مصر أم تستورد من الخارج، وتحديد جهات الرقابة عليها، والمخالفات والمسئول عن تلك الجريمة المدونة فى الدعوى رقم 2147 لعام 2011 .

إحصائيات عن السرطان
تؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 100 ألف حالة جديدة تصاب بالسرطان سنويا فى مصر، تضاف إلى أعداد المرضى المصابين بالمرض.
ويؤكد الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة، أن الإحصائيات المعلنة بالمعهد القومى للأورام تفيد بأن سرطان المثانة البولية هو الأكثر شيوعا بين الرجال، حيث يمثل 4،15%، وسرطان الكبد بنسبة 13%، بينما يحتل سرطان الثدى المركز الأول لدى السيدات بنسبة 6،37% يليه سرطان الغدد الليمفاوية بنسبة 8%، وفيما تتواصل تحذيرات الأطباء والمتخصصين فى علاج الأورام من تزايد أعداد مرضى أورام الغدد الليمفاوية فى مصر والعالم، يؤكد الدكتور محسن مختار أستاذ مساعد علاج الأورام بجامعة القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، أن حالات الإصابة بأورام الغدد الليمفاوية فى ازدياد، حيث يوجد حوالى مليون شخص على مستوى العالم يعانون من المرض، بالإضافة إلى ما يقرب من ألف فرد يتم تشخيص إصابتهم بالمرض يوميا.
ويوضح الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام والعميد الأسبق للمعهد القومى للأورام، أن السبب وراء التزايد المستمر فى حالات سرطان الغدد الليمفاوية لا يزال غير معروف، ويؤكد أن الإحصائيات تشير إلى إصابة 7500 مصرى بأورام الغدد الليمفاوية فى 2010، ومع ذلك ما زال السبب الرئيسى فى الإصابة بهذا النوع من السرطان وغيره من أمراض اضطرابات الدم غير معروف، ويضيف حسين، أن أورام الغدد الليمفاوية هى أحد أنواع سرطانات الدم حيث تصيب الجهاز الليمفاوى وتؤثر على خلايا الدم البيضاء والجهاز المناعى، كما تعد أورام الغدد الليمفاوية ثانى أكثر أنواع السرطان انتشارا بين السيدات وثالثها انتشارا بين الرجال فى مصر، بالإضافة إلى أنها تمثل 12% من إجمالى حالات السرطان التى تم تشخيصها فى المعهد القومى للسرطان، وتتراوح الأعراض بين تضخم العقد الليمفاوية فى منطقة الرقبة والإبط وأسفل البطن، والشعور بالإرهاق وفقدان الوزن والحمى والعرق الليلى والحكة الجلدية دون سبب واضح أو طفح جلدى .

المبيدات المسرطنة
أنواع المبيدات المسرطنة هى «الدايمثويت‏، ودايكوفول‏، وكابتان‏، وفولبيت وكلوروثالونيل‏، ومالاثيون، و دى دى تى بروبرجيت، كاربيندين، ألفا سيبر ميثرين، كوينالثوس، و دايزينون».
وهى مبيدات يتم تهريبها عبر الانفاق فى سيناء أو عبر شواطئ السواحل المصرية، أو ممرات التهريب عبر بحيرة المنزلة مرورا ببورسعيد، والقنطرة، حيث تم تغيير الاسم العلمى لعدد من تلك المبيدات المهربة المحظورة، وفق قوائم وزارة الزراعة، لتدخل من جديد إلى السوق المصرية.
بعض هذه المبيدات تنتجها شركة إسرائيلية بمدينة «نتانيا الإسرائيلية» ومنها مادة «الأكيتو كلو» المحظورة دوليا والمسببة للسرطان، والتى يتم إستخدامها فى رش الطماطم والباذنجان، وتستخدم عادة لإحداث نمو ونضوج بشكل سريع وعشوائى فى شكل وحجم الثمرة، لأن المادة الفعالة فى المبيد تضاعف أعداد الخلايا فى الثمرة مما يزيد من حجمها.
الأخطر من ذلك هو أن تلك المبيدات والأسمدة المسرطنة تبقى فى سيقان وأرواق أشجار الخضروات والفاكهة إلى أن تتناولها «المواشى والأغنام» مثل الجاموس والبقر والماعز وغيرها كغذاء يومى من حقول الفلاحين، وقد أكد الخبراء أن هذه الحيوانات وببسبب المبيدات المترسبة فى غذائها والتى تظل موجودة فى لحومها حتى بعد طهوها، تنضم إلى مسببات السرطانات التراكمية التى يتناولها الإنسان.
وقد تمت محاكمة يوسف عبدالرحمن وكيل أول وزارة الزراعة السابق عام 2003 مع آخرين بعد أن طلبت المحكمة من النيابة العامة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة الذى يثبت موافقة يوسف والى على استيراد مبيدات لها تأثيراتها المسرطنة والمحظور استيرادها بموجب قراره الوزارى رقم 874 لسنة 1996، ثم موافقته لاحقاً على استخدامها فى مكافحة الآفات الزراعية داخل مصر وإصداره شهادات تسجيل تضمنت أن المبيدات تمت تجربتها داخل مصر، وثبت عدم خطورتها على صحة الإنسان، رغم عدم صحة ذلك، وأيضا صدر قرار وزارى برقم 17 سنة 1999، بإلغاء عمل سبع لجان فى وزارة الزراعة من ضمنهم لجنة المبيدات والآفات الزراعية التى ينص عليها قانون الزراعة منذ عام 1966 وسط دهشة الكثيرين من الخبراء والمتخصصين، وتم تشكيل مكتب اسمه مكتب تسجيل المبيدات، الذى تم الحاقه بمكتب الوزير بمخالفة للقانون، لأن اللجنة بحكم نص القانون 53 سنة 66 لجنة مستقلة لا تخضع لسلطان أحد.
وقد ترردت أنباء بأن تلك المبيدات المسرطنة تباع فى دول شرق آسيا بقيمة منخفضة للغاية ورغم ذلك تحقق أرباحا خيالية، أما عن المبيدات الحقيقية الخاضعة للتأمين فتعتبر مرتفعة الثمن مثل المبيدات الأوروبية أو الأميركية، وبالتالى اتجه رجال الأعمال لإستيراد المبيدات المنخفضة الأسعار من هونغ كونغ وتايوان، ويؤكد كل ما سبق قرار المحامى العام بإعاده فتح التحقيق فى القضية رقم 3607 لسنه 2011 والمتهم فيها أحد مسئولى قطاع المطاحن بشمال الدلتا ومدير المطحن وأمين الشونة، وكذلك أعضاء لجنه مركز البحوث الزراعية التى قدمت تقرير ضلل النيابة العامة ودفعها لتبخير 2600طن قمح مسرطن وطحنه وتوزيعه على المخابز ليتناوله المواطنين على مدار45 يوم دون انتظار تقرير الإداره المركزية للمعامل بوزارة الصحه الذى صدر فى 9 نوفمبرعام 2011 برقم سرى يحمل 994 الذى كشفت أن هذا القمح مسرطن وغير صالح للاستخدام الآدمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.