«البناء والتنمية» سيخوض الانتخابات البرلمانية بنسبة 100 % على المقاعد يرى الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي بجامعة سوهاج، ومستشار شورى الجماعة الإسلامية، أن الإسلاميين يمهدون لطريق ثالث يسعى إليه الشعب المصري بعيدًا عن جماعات المصالح السياسية والإعلامية والاقتصادية، التي تستغل أزمة الوطن لأغراض شخصية، و شورى الجماعة الإسلامية حدّد ملامح هذا الطريق الذى يرفض ضعف الدولة في حل مشكلات المواطنين والتخفيف من معاناتهم وبث الأمل في نفوسهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وحول دور الجماعة الإسلامية السياسي ودورها في الحراك القائم كان لنا هذا الحوار. كيف ترى المليونيات التى تدعو لها التيارات الإسلامية فى مقابل مليونيات وحشود المعارضة ؟ - مليونيات الإسلاميين تعتبر أول سلوك وطنى حقيقى، يؤسس للخروج من حالة الصراع والانفلات إلى حالة الوفاق والالتزام، ويطرح سبل الخروج من الأزمة الراهنة بحلول ترضى جميع القوى السياسية، باستثناء المرتزقة والمجرمين واللصوص الذين يستفيدون من حالة الفوضى وغياب القانون ويشوهون صورة الثوار والمعارضة والدولة فى آن واحد . ما رأيك فيما يجرى الأن على الساحة السياسية من تظاهرات تدعو لإسقاط الرئيس مرسى؟ - ما يجرى الآن من محاولات إسقاط النظام السياسى، بطرق خارج القانون وآليات العملية الديمقراطية، يعود بمصر إلى العصور البدائية التى كانت تتصارع فيها القبائل لفرض الهيمنة والسيطرة والوصول إلى الحكم، وتعكس بوضوح سمات التخلف السياسى التى تتسم بها هذه المرحلة، وسعى كل فريق لعدم الاستقرار واللجوء إلى العنف لإقصاء الخصم السياسى. هل أنت راض عن أداء الرئيس محمد مرسى ؟ - لا يوجد نظام سياسى فى العالم كله بدون أخطاء، لكن هذا لا يعنى سعى المعارضة لإسقاطه بالمولوتوف والزجاجات الحارقة والحجارة وكسر السيراميك وإشعال الحرائق بالمؤسسات السيادية ومهاجمة مقرات حفظ الأمن وقطع الطرق وتعطيل المترو، فالنظام الحالى لن يسقط باستخدام العنف، والزجاجات الحارقة، فالمعارضة المصرية بتاريخها الطويل منذ عهد السادات لم تستطع إسقاط نظام مبارك طوال 30 سنة رغم افتقاده الشرعية الشعبية تماماً، عبر انتخابات برلمانية مزيفة، ورئيس غير منتخب، فكيف تفكر المعارضة الآن بهذه الطريقة البدائية فى إسقاط نظام ورئيس شرعى منتخب يحظى بتأييد الغالبية فى كل مظاهر العملية الديمقراطية التى تمت منذ استفتاء مارس2011 وحتى إقرار الدستور مرورًا بالانتخابات التشريعية والرئاسية . كيف ترى المعارضة فى هذا التوقيت ؟ - القوى المعارضه تسير فى المسار الخطأ بتبنيها سياسة التحريض وتأليب الإعلام والرأى العام سعيًا لإسقاط السلطة، حتى لو كان البديل العودة إلى حكم العسكر أو دخول البلاد فى اضطرابات سياسية، وربما تجرها إلى حرب أهلية تديرها قوى ومصالح إقليمية ودولية. ما هى النصيحة التى تقدمها للأحزاب السياسية وقوى المعارضة فى مصر ؟ - على جميع القوى السياسية المعارضة أن تسلك مسارا مختلفًا يواكب الثورات والأزمات، تتبنى فيه نقدا بناءً يبصر صناع القرار ويساعد على الاستقرار، وتأجيل فكرة العناد السياسى وتأكيد الذات، وفرض وجهات النظر بالعنف والتهديد، وتوفير الغطاء السياسى للجريمة السياسية إلى ما بعد مرحلة الاستقرار السياسى ونجاح الثورة لأن المعارضة الوطنية هى التى تنسى خلافاتها مع شركائها حتى يتم القضاء على أعداء الثورة أو ما يسمى بالثورة المضادة. هل أصبحت مصر إرثا يتم تقسيمه حاليًا بين القوى السياسية الموجودة على الساحة ؟ - تقسيم الإرث وتوزيع ممارسة سياسية غير مقبولة من المعارضة المصرية لأن مصر التى تسلمها نظام جديد، لم يترك لها النظام القديم إرثًا ولا ذكرى طيبة، لا ينبغى أن تشهد كل هذه النزاعات والدمار والخراب والحرائق حتى لو وقع هذا النظام غير المكتمل فى أخطاء، بحكم طبيعة المرحلة الانتقالية وضبابية الرؤية. ما رأيك فيما تشهده مصر حاليا من اعتداءات وتجاوزات على مؤسساتها ؟ - ما يجرى من تكرار الاعتداء على مؤسسة الرئاسة ومقرات الشرطة وقوات الأمن المعنية بحفظ المنشآت فخ كبير، نصبته قوى الثورة المضادة ووقعت فيه المعارضة بدافع إسقاط النظام، ولكنه فى حقيقة الأمر قضى هذه المرة على ما تبقى لها من رصيد بالداخل والخارج وأظهرها مجرد مراهقة وبلطجة سياسية تجيد استغلال الفرص للقضاء على تاريخها ونضالها السياسى قبل وأثناء الثورة. كيف استعدت الجماعة الإسلامية للانتخابات البرلمانية المقبلة ؟ - الجماعة الإسلامية تسعى للانتقال بمصر إلى حالة البناء والتنمية، لتحقيق الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والأمن والاستقرار، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية، وحزب البناء والتنمية سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبله بنسبة 100 %، وسوف تكون هناك وجوه جديدة تخوض الانتخابات لأول مرة .