أكد الدكتور صابر حارص رئيس وحدة بحوث الرأي العام وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة سوهاج ، أن ما يجري الآن من محاولات لإسقاط النظام السياسي بطرق خارج القانون وآليات العملية الديمقراطية تعود بمصر إلى العصور البدائية التي كانت تتصارع فيها القبائل لفرض الهيمنة والسيطرة والوصول إلى الحكم. واضاف ان هذه المحاولات تعكس سمات التخلف السياسي واللجوء إلى العنف لإقصاء الخصم السياسي، ولا يوجد نظام سياسي في العالم كله بدون أخطاء ولكن هذا لا يعني سعي المعارضة لإسقاطه بالمولوتوف والزجاجات الحارقة والحجارة وكسر السيراميك وإشعال الحرائق بالمؤسسات السيادية ومهاجمة مقرات حفظ الأمن وقطع الطرق وتعطيل المترو.
وأشار حارص ، إلى أن المعارضة المصرية بتاريخها الطويل منذ عهد السادات لم تستطع إسقاط نظام مبارك طوال 30 سنة رغم افتقاده للشرعية الشعبية تماماً عبر انتخابات برلمانية مزيفة ورئيس غير منتخب فكيف تفكر المعارضة الآن بهذه الطريقة البدائية في إسقاط نظام ورئيس شرعي ومنتخب يحظى بتأييد الغالبية في كل مظاهر العملية الديمقراطية التي تمت منذ استفتاء مارس2011 وحتى إقرار الدستور مروراً بالانتخابات التشريعية والرئاسية ؟؟
وكشف حارص عن خطأ المسار السياسي الذي تسير فيه المعارضة المصرية بتبنيها سياسة التحريض وتأليب الإعلام والرأي العام سعياً لإسقاط السلطة حتى لو كان البديل العودة إلى حكم العسكر أو دخول البلاد في اضطرابات سياسية وربما حرباً أهلية تديرها قوى ومصالح إقليمية ودولية.
وطرح حارص مساراً مختلفاً يواكب الثورات والأزمات تتبنى فيه المعارضة نقداً بناءً يبصر صناع القرار ويساعد على الاستقرار وتأجيل فكرة العناد السياسي وتأكيد الذات وفرض وجهات النظر بالعنف والتهديد وتوفير الغطاء السياسي للجريمة السياسية إلى ما بعد مرحلة الاستقرار السياسي ونجاح الثورة لأن المعارضة الوطنية هي التي تنسى خلافاتها مع شركائها حتى يتم القضاء على أعداء الثورة أو ما تسمى بالثورة المضادة.