أكدت الصحف القطرية الصادرة اليوم الثلاثاء، في افتتاحيتها، أنه قد آن الأوان بعد نحو عامين من العنف والقتل وسفك الدماء في سوريا أن تتخذ المجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي قرارا بإحالة هذا الملف إلى القضاء الدولي والمحكمة الجنائية الدولية للحيلولة دون تواصل سفك دماء أبناء الشعب السوري ودون استمرار تدمير البلاد. ورأت صحيفة (الراية) أن دعوة لجنة التحقيق المستقلة لدى الأممالمتحدة لتدخل المحكمة الجنائية الدولية لإطلاق تحقيق حول جرائم الحرب التي تقع في سوريا تؤكد حجم الكارثة الكبيرة التي حاقت بسوريا ودوامة العنف التي دخلت فيها بسبب إصرار النظام السوري على رفض المطالب الشعبية بالحرية والتغيير واعتماده الحل العسكري في مواجهة الثورة. وأوضحت أن الفشل الدولي في توفير الحماية للشعب السوري الذي يتعرض للقتل يوميا ويتعرض للقصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة وحتى بالصواريخ أرسل رسالة خطأ للنظام السوري من أنه يمكن أن ينجو من العقاب وأن هناك فسحة من الوقت لإخماد الثورة السورية بواسطة السلاح. وخلصت (الراية) القطرية في الختام إلى أن اتفاق المجتمع الدولي على إطلاق الآلية القضائية الدولية بعد تسلمه تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي تتضمن لائحة سرية بأسماء المسئولين عن الانتهاكات التي ارتكبت في سوريا هو الأسلوب الصحيح للضغط من أجل إيقاف أعمال العنف والقتل وجرائم الحرب وبالتالي تصدي مجلس الأمن الدولي لمهمته الأساسية وهى وقف ومنع كل ما يمس الأمن والسلم والعدالة في العالم. ومن جانبها أكدت صحيفة (الوطن) القطرية أن المعارضة السورية لا تستجدي حوارا مع النظام حتى تقابل مبادرة أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للخروج من هذه الأزمة، بهذا الاستخفاف واللامبالاة، وكأن النظام يقف في الخندق الأقوى، وممسكا بكل الأوراق، بينما الثوار في الخندق الأضعف في هذا الصراع الدامي. وتابعت: ومن ذلك فلا نتصور أن هناك جدوى من تشديد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا على أهمية تفعيل مقترح الخطيب للخروج من هذه الأزمة، لأن قناعات النظام، ومنذ بداية الأزمة ليست مع الحل السياسي. ولفتت الصحيفة القطرية إلى أن صحيفة الأحوال الجنائية للنظام السوري لا تقنع أحدا بأنه يمكن أن يجنح لسلم، أو يمكن أن يوقف تدفق نهر الدماء، فتعثير النظام السوري للجهد الأممي من قبل، وتجاهله كل الدعوات التي انطلقت منذ بداية الأزمة تدعوه لخيار سياسي بدلا من الحل الأمني، كل هذا الافشال المتعمد، ينبئ بأن النظام سوف يسوق الكثير من العلل والمبررات التي لا تجعل أحدا يعول على جهد سياسي لرأب صدوع نرى أنه صار من المستحيل رأبها.