قرر مواطني الإسكندرية الاحتفال بالذكرى الأولى لرحيل الكاتب الساخر السكندري "جلال عامر" مساء الأربعاء، وذلك من خلال إقامة سلسلة بشرية أمام مكتبة الإسكندرية بطريق الكورنيش، إحياءاً لذكرى "أمير الساخرين" الذي حلم وتنبأ بالثورة وتوفي وهو يناضل من أجلها. كان جلال عامر قد وافته المنية أثناء مُشاركته في تظاهرة ضد حكم العسكر العام الماضي، وتعرض لأزمة قلبية حادة أدت لوفاته عندما شاهد قتال المصريين بعضهم البعض بالميدان، وسقط أوساط المتظاهرين وهو يردد "المصريين بيموتوا بعض"، التي اعتبرت أخر كلمة قد نطق بها قبل موته المفاجئ. وكانت آخر صورة قد التقت للساخر "جلال عامر" بتلك التظاهرة وهو يبكر على حال مصر متكئ بيديه على أحد أكتاف زملاء النضال، ولم يتماسك من هول صدمته بانخراط الشعب بمقدمة الحروب الأهلية، وكانت أخر وصية له ضرورة التبرع بقرنية عينه لمُصابي الثورة. وفي ذلك الإطار قال نجله راجي جلال عامر، أن أخر مقال كتبه والده كان بذكرى تنحي "المخلوع" الأولي التي وافت 11 من فبراير لعام 2012، وحمل عنوان "عقد اجتماعي جديد"، وتضمن المقال عبارات "عامر" التي نصت " نريد رئيساً لا يرفعون عنه الستار كأنه تمثال فرعوني أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجارى، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ ويُحاكم إذا أخطأ". كانت أبرز مقولات الكاتب الساخر جلال عامر " نحن الشعب الوحيد الذي يستخدم "المخ" في السندوتشات"، " البلد دى فيها ناس عايشة كويس وناس كويس إنها عايشة"، "نحن أمة تختلف على الهلال علناً وتتفق على الاحتلال سراً"، " ابدأوا الآن وانتقلوا من "ظل الطوارئ" إلى "شمس الحرية" فقد عشنا 7 آلاف عام كفترة انتقالية". تجدر الإشارة إلى أن "عامر" قد عاش ثورتين كمواطن محب لبلده, وخاض ثلاث حروب كقائد في القوات المسلحة، قبل أن يناضل في ميادين الفكر، وتوفي وبقيت كلماته خالدة ومعبرة عن كل ما يحدث في الوطن وما حذر منه وما ناضل من أجله.