توفي صباح اليوم الكاتب الساخر جلال عامر في مستشفى بالإسكندرية، وسوف تشيع الجنازة بعد صلاة العصر من مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، وقد نعاه دكتور محمد البرادعى قائلاً على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" رحم الله المبدع جلال عامر، سنفتقد وطنيته النقية وبصيرته الثاقبة التي أثرت عقولنا ومسّت قلوبنا، ستبقى ذكراه معنا دائمًا. وقال عنه الكاتب الصحفي بلال فضل عبر حسابه على "تويتر" : "..البقاء لله. ياعيني على حظك يامصر. مالكيش نصيب في بهجة جلال عامر. مات حزين عليكي.الله يرحمه". وكتب ابن الراحل "رامي" مدير صفحة الراحل على "تويتر" و"فيس بوك" أن محاولات تنفيذ وصية جلال عامر بالتبرع بقرنيته بعد وفاته فشلت، لعدم وجود بنك قرنية في الإسكندرية"، وكتب رثاء لوالده يقول: "جلال عامر لم يمت، فكيف تموت الفكرة؟! الفكرة مقدر لها الخلود.. وداعا يا أبي، ألقاك قريبا". كتب الراحل في مقاله الأخير الذي كتبه قبل ساعات من إصابته بالأزمة القليبة أننا لا نحتاج إلى "دستور جديد" بقدر احتياجنا إلى "عقد اجتماعى جديد"، يعمل فيه الموظف نظير راتب وليس نظير رشوة.. وينال فيه الضابط احترامى دون أن ينال منى.. ويجلس فيه القاضى على المنصة مكان الشعب وليس مكان أحد أقاربه.. ويختار فيه الناخب مرشحه على أساس "حجم الكفاءة" وليس على أساس "وزن اللحمة".. ونعرف فيه أن مدرس اليوم هو تلميذ الأمس وناظر الغد يشرح فى المدرسة بطعم الخصوصى وأن طبيب اليوم هو تلميذ الأمس ومريض الغد يكشف فى المستشفى بطعم العيادة. تحدث كثيراً عن حاجتنا إلى العقد الاجتماعي، الذي نمارس فيه السياسة فى الجامعات وليس فى الجوامع وفى المدارس وليس فى الكنائس، فبيوت الله تعلو على مقار الأحزاب.. نريد علاقة صحية وصحيحة بين السلطة والإعلام. ويواصل الراحل في مقاله الأخير: نريد رئيساً لا يرفعون عنه الستار كأنه تمثال فرعونى أو يقصون أمامه الشريط كأنه محل تجارى، بل حاكم يحكم ويتحكم ويحاكم من أخطأ ويُحاكم إذا أخطأ. ومن كلماته أيضاً:
مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً ولا يهمه العارى إلا إذا كانت امرأة
عندنا برلمان لم يجئ لصنع المستقبل، لكن لتصفية حسابات الماضى مع الفن والشرطة والقضاء هل تخلص الشعب من النظام أم أن النظام يتخلص من الشعب؟ عندما غادر المواطن الأخير البلد نسى أن يطفئ وراءه الأنوار، فأصبح هناك نور بلا شعب بعد أن كان شعب بلا نور من هو الظالم الذى حوَّل مدينة حاربت ثلاث دول من أجل الوطن إلى مدينة تحارب من أجل ثلاث نقاط لماذا خلطوا الرياضة بالسياسة لتحدث "المصائب"؟ فعرفنا القتل النوعى على الهوية الاقتصادية. في هذه الأيام إذا أردت أن تبرئ متهماً شكل له محكمة وإذا أردت أن تخفى الحقيقة شكل لها لجنة. إذا رأيت ضابطا يكهرب ابنى فسوف أهنئه وأقول أمام النيابة إن ابنى كان فاصل شحن. كل الناس يضربون عن العمل لرفع الأجور ولا أحد يضرب عن الطعام لخفض الأسعار. نحن نطالب بدولة مدنية وليس ببدلة مدنية. غياب الأمن يصنع الفوضى وغياب العدل يصنع الثورة. عندنا فى مصر استبدال "صمام القلب" أسهل من استبدال "النظام"، فالأولى تحتاج إلى "مجدى يعقوب" والثانية تحتاج إلى "صبر أيوب"..! عزيزى المواطن: ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم فى بلدك… فهو مثل مقاعد الأوتوبيس مخصصة لكبار السن فقط. كان الفقيد قد أصيب بأزمة قلبية يوم الجمعة الماضي أثناء مشاركته في مظاهرة بالأسكندرية، وتم نقله إلى العناية المركزة حيث خضع لجراحة عاجلة في القلب، إلى أن وافته المنية صباح اليوم. وكان رامي نجل الفقيد قد قال أن والده كان بحالة جيدة خلال فترة الظهيرة، ولكنه ذهب لمنطقة السيالة بالإسكندرية، التى شهدت بعض الاشتباكات بين مؤيدى المجلس العسكرى وعدد من المتظاهرين، وفور عودته للمنزل تلقى نجله اتصالا من أحد جيرانه أخبره بأن والده بحالة سيئة، وبناء عليه ذهب رامى إلى المنزل محاولا نقل والده إلى المستشفى، مضيفا: والدى ظل يتمتم ببعض العبارات لم أفهم منها سوى "المصريين بيقتلوا بعض". جلال عامر كاتب صحفى مصرى مرموق، تخرج في الكلية الحربية وكان أحد ضباط حرب أكتوبر، وشارك في تحرير مدينة القنطرة شرق. درس القانون في كليه الحقوق والفلسفة في كليه الآداب. عمل كاتبًا صحفيًا ونشرت مقالاته في عدة صحف، وكان له عمود يومي تحت عنوان تخاريف" في جريدة "المصري اليوم"، كما كتب في جريدة "الأهالي" الصادرة عن حزب التجمع وأشرف كذلك على صفحة مراسيل ومكاتيب للقراء في جريدة "القاهرة". ويُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربى كما يعتبر جلال عامر صاحب مدرسة في الكتابة الساخرة تعتمد على التداعى الحر للأفكار والتكثيف الشديد.