مدينة "شهر نو" إحدى المدن الإيرانية الشهيرة بالبغاء في فترة ما قبل الثورة الإسلامية 1979، والتي قام الثوار بحرقها بعد إندلاع الثورة للقضاء علي الفساد والرذيلة في إيران، لكن المفاجأة التي أدهشت الكثيرون هي زيادة معدل الدعارة في إيران. فقد نشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية تقريرا حول زيادة معدل العاهرات في إيران وأشار التقرير أن اللائي يعملن في هذه المهنة ينتمون إلي الطبقة المتوسطة و هو أمر لافت للنظر فلم تكن الحاجة لديهن للمال كي يحترفن الدعارة بهذة الصورة . يقول "أمان الله قرابي" أستاذ جامعي ومحلل اجتماعي ايراني:"أنه من الملاحظ أن الفتيات الاتي تحترفن الدعارة في إيران يبدأن في سن صغيرة جدا فهناك فتيات في الرابعة عشر من عمرهن يمارسون البغاء " . وأضاف أنه وفقا للإحصائيات و الدراسات التي أجريت مؤخرا في مدينة "كرج " الإيرانية علي 860 سيدة تعملن بالدعارة ، وجد أن 33% منهن متزوجات و ينتمين إلي الطبقة المتوسطة ،اضافة لوجود 23% منهن يدرسن بالجامعات ،مشيراً إلي أن هذا الأمر يدل علي مؤشر خطير للغاية داخل المجتمع الإيراني . كما أكد"قرابي" أن هناك أسباب متفاوتة دفعت هؤلاء لإحتراف البغاء ، لم تكن الأسباب المادية هي الدافع فحسب ، بل إن هناك أسباب إجتماعية أدت إلي ذلك من بينها الخيانة الزوجية وعدم التفاهم بين الزوجين ، غلظة الزوج في معاملة الزوجة و زيادة القيود المفروضة علي المرأة ، ثقافة الحرمان والقهر تدفع الزوجات للهروب من الأزواج ثم إحتراف الدعارة . و أشار "قرابي" علي أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو العودة للقيم والدين مؤكدا أنه لا يمكن أن نلقي باللوم كله علي المرأة ، فالرجل يقاسمها في الإثم . كما أعرب محمد علي عرفان مدير الشئون الإجتماعية بمحافظة طهران أن الدعارة لم يفاجأ بها المجتمع الإيراني بعد الثورة الخومينية ،وإنها كانت موجودة و مخصص لها أماكن في مدينة "شهر نو" الإيرانية ،و بعد إغلاق هذه المدينة ، إنتشرت الداعرات في العديد من الشوارع و المدن الإيرانية . و اضاف تقرير"بي بي سي" أن عمر الاتي يعملن في هذه المهنة قديما كان بداية من 40 عام ، في حين أن عمرهن الآن بدأ من سن الرابعة عشر عاما مما يعد مؤشراً خطيراً للغاية .