مجلس الوزراء: نعمل على إعادة ضخ الغاز للمصانع واستعادة المعدلات الطبيعية    وزير المالية: إطلاق حزم أكثر خلال العام المالي المقبل لتشجيع الممولين الحاليين والجدد    هآرتس: قاذفات أمريكية في طريقها للمحيط الهادئ.. ومنشأة فوردو الإيرانية على قائمة الأهداف    أرسنال يعود للتفاوض مع رودريجو بعد اقتراب ويليامز من برشلونة    «تفادى مفاجآت المونديال».. دورتموند يهرب من فخ صن داونز بفوز مثير    حبس شخص 6 أشهر وتغريمه 10 آلاف جنيه لاتهامه بحيازة لفافة حشيش في الإسكندرية    محمد شاهين: دوري في مسلسل لام شمسية كنز    الفريق أسامة ربيع:"تعاملنا بشكل فوري واحترافي مع حادث جنوح سفينة الغطس RED ZED1"    معاً نحو مستقبل دوائي ذكي ومستدام.. صحة المنوفية تقيم مؤتمر لأهمية الدواء    إدراج جامعة بدر في تصنيف التايمز لعام 2025 لمساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    عراقجي: الشعب الإيراني يتمتع بأعلى درجات التماسك والتضامن الوطني    أخطر تصريح للرئيس الأمريكي.. أحمد موسى: ترامب يساند مصر بقوة في ملف سد النهضة    تصعيد التوترات: إسرائيل تهدد حزب الله ولبنان يدعو للحياد    خامنئي يرشح 3 لخلافته ويتحصن ضد الاغتيال وسط تصاعد التوترات    الملتقى العلمي لقسم الصحافة ب«إعلام القاهرة» يناقش التعليم الصحفي في العصر الرقمي    منتخب شباب اليد يتأهل متصدرًا بعد 3 انتصارات في مونديال بولندا    فيفا يختار المصري محمود عاشور ضمن طاقم تحكيم مواجهة مانشستر سيتي والعين    رسميًا.. نوتنجهام فورست يجدد عقد سانتو حتى 2028    نائب محافظ الجيزة: نولى اهتمامًا بالمبادرات الهادفة إلى إحياء التراث    «آي صاغة»: الذهب تحت ضغط العوامل الاقتصادية.. وترقب لتحولات الفيدرالي الأمريكي    4800 جنية وراء مقتل طبيب مخ واعصاب شهير بطنطا    أنهى حياته بسبب علبة سجائر.. تجديد حبس متهم بقتل صديقه وإلقاء جثته بالشارع في سفاجا    خوفًا من شقيق زوجها.. أم تلقي بنفسها ورضيعتها من شرفة المنزل بدار السلام بسوهاج    الأرصاد: بدأنا فصل الصيف فلكيا وذروة الحر ستكون خلال شهري يوليو وأغسطس    الحبس سنة مع الشغل ل 3 متهمين أصابوا آخر بعاهة في المنيا    دُفن بالبقيع حسب وصيته.. وفاة حاج من قنا أثناء أداء مناسك الحج بالسعودية    تخصيص أراضٍ لإقامة مدارس ومحطات صرف وحضانات ومنافذ بيع مخفضة في الغربية    خبير استراتيجي: إيران لديها مخزون استراتيجي كبير من الصواريخ وتتطور في ضرب إسرائيل    فلاحة وراقصة وعفوية.. صور نادرة للسندريلا سعاد حسني في ذكرى وفاتها ال24    وزير الصحة يتفقد مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي ويوجه بزيادة القوى البشرية    جامعة سوهاج تحدد 15 سبتمبر المقبل لتسلم «مستشفى الجراحات التخصصية»    حملات بيطرية لحماية الثروة الداجنة وضمان سلامة الغذاء بالإسماعيلية    "يمين في أول شمال" في أول لياليه على مسرح السلام.. صور    محمد ثروت: وقوفي أمام ميمي جمال شرف.. وسعيد بفيلم «ريستارت»    كواليس أغنية «أغلى من عنيا» ل هاني حسن الأسمر مع والده الراحل    «للرجال أيضًا إجازة وضع».. إجازات قانون العمل الجديد تصل ل45 يومًا | تعرف عليها    يسرا ومصطفى شعبان في طليعة نجوم الفن العائدين.. هل سيكون النجاح حليفهم؟    «امتحانات في عزّ النار».. كيفية تهيئة المناخ المناسب للطلاب؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم اتمنى القرب منك سيدى ودون فراق?!    وزير العمل ومحافظ كفر الشيخ يمنحان خريجات البرامج التدريبية 11 ماكينة خياطة    محافظ الدقهلية: تنفيذ 586 قرار إزالة خلال الموجة 26 لإزالة التعديات والمخالفات حتى اليوم    خبير استراتيجي: حذرنا من التصعيد منذ 7 أكتوبر.. وإيران قد تلجأ لرد انتقامي    شمس الظهيرة تتعامد على معابد الكرنك بالأقصر إيذانًا ببداية فصل الصيف    نقابة المحامين توضح إرشادات يجب اتباعها خلال استطلاع الرأي بشأن رسوم التقاضي    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)    الرئيس السيسى وملك البحرين: التصعيد الجارى بالمنطقة يرتبط بشكل أساسى باستمرار العدوان على غزة.. إنفوجراف    تجديد حبس 4 أشخاص بتهمة خطف شاب بسبب خلافات بينهم على معاملات مالية    رئيس وزراء صربيا يزور دير سانت كاترين بجنوب سيناء    طب قصر العيني" تعتمد تقليص المناهج وتطلق برنامج بكالوريوس الطب بالجامعة الأهلية العام المقبل    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    رسالة أمل.. المعهد القومي ينظم فعالية في اليوم العالمي للتوعية بأورام الدم    «خلوا عندكم جرأة زي بن شرقي».. رسائل من وليد صلاح الدين ل مهاجمي الأهلي    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    تركي آل الشيخ يكشف سبب إقامة "نزال القرن" في لاس فيجاس وليس في السعودية    مؤمن سليمان يقود الشرطة للفوز بالدوري العراقي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصباح تنشر نص كلمة الرئيس محمد مرسي أمام القمة الإسلامية
نشر في الصباح يوم 06 - 02 - 2013

قال الرئيس محمد مرسي في كلمته أمام القمة الإسلامية في دورتها الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها القاهرة وبدأت فعاليتها اليوم الأربعاء إنه: من دواعي فخر مصر، أن أزهرها وعلماءها كانوا وسيظلون، رافعي لواء العلوم الإسلامية.
وأضاف أن علماء مصر والأزهر يعملون دائمًا في سبيل احتواء خطر الفتنة ونشر صحيح الدين في كل بقاع العالم الإسلامي، وإلى نص كلمة مرسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خير من دعا إلى ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة.. وأرضى اللهم عن خلفائه الراشدين الأخيار.. الأطهار.. أبوبكر وعمر وعثمان وعلى وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
فخامة الرئيس مكاي سال رئيس جمهورية السنغال رئيس الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى، أصحاب الفخامة والسمو ملوك ورؤساء الدول والحكومات، أصحاب المعالى الوزراء والسادة رؤساء الوفود، السيد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، السيدات والسادة، أحييكم جميعًا بتحية الإسلام الخالدة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود فى البداية، أن أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس مكاى سال، رئيس جمهورية السنغال، ولبلده الشقيق على المجهود الكبير والعمل الدءوب والنشاط البارز طوال فترة رئاستها للقمة الإسلامية خلال الدورة الحادية عشرة ... وعلى توليها هذه المسئولية لفترة امتدت لخمسة أعوام.
اسمحوا لى، أن أرحب بكم مُجدداً فى مصر: كنانة الله فى أرضه، و أن أنقل إليكم تحيات كل مصرى ومصرية واعتزاز المصريين جميعًا واعتزازى شخصياً.. باستضافة مصر لقمة منظمة التعاون الإسلامى لأول مرة.. وبأن تتولى مصر رئاسة الدورة الحالية للقمة.. بعد ثورة 25 يناير المجيدة وفى مرحلة يعمل فيها المصريون على بناء واقع جديد والتأسيس لمستقبل أفضل.. على قاعدة مستقرة من مبادئ العدل والحرية والكرامة والديمقراطية والشورى.. كما يتطلع المصريون فى هذه المرحلة أيضاً إلى توثيق أواصر متينة للتنسيق والتعاون والتكامل مع محيطهم الإسلامى والعربي والإفريقى.. وإلى الانفتاح المثمر على العالم كله على أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل.. مع احترام الهوية الحضارية لشعوبنا العظيمة.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السيدات والسادة، إن الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب على التحديات التي تواجهها و تدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تزخر بها بلادنا.. ومن ثم، فقد آثرنا أن يكون موضوع قمتنا اليوم.. هو "العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرص متنامية "
ولعلكم تتفقون معي على أن الموارد العظيمة لأمتنا وقدراتها الكامنة لا تتناسب بحال مع واقعها الحالي وهذا ما يعكس بوضوح جسامة المهام الملقاة على عاتقنا ... فبلادنا تشغل سدس مساحة اليابسة ويقطنها ربع سكان الأرض تقريباً... كما تمتلك أكثر من نصف احتياطيات العالم من النفط والغاز... وتزخر بالموارد والثروات الطبيعية... والأهم من ذلك كله بالشباب الواعد الذين هم أملنا في واقع متميز ومستقبل مبشر يمثلون أكثر من نصف تعداد الأمة.
لكن الواقع يشير فى ذات الوقت، وعلى المستوى الاقتصادي، إلى أننا لا نُسهم إلا بنصيب متواضع فى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وبنصيب أكثر تواضعاً في مجالات البحث العلمى والابتكار، ويقل متوسط معدلات المُسجلين بمراحل التعليم المختلفة في دولنا عن المعدلات العالمية، بل إنه يقل أيضاً عن معدلاته في الدول النامية غير الأعضاء، و ترتفع نسبة من هم دون خط الفقر في بلداننا إلى 38٪ في عام 2011، ولاتزال إحدى وعشرون دولة من دول منظمتنا ضمن الدول الأقل نمواً في العالم، ومثلها: ضمن الدول الأقل فى مستوى التنمية البشرية.
أما على المستوى السياسي، فلاتزال بؤر الصراع والتوتر في عالمنا الإسلامي متزايدة، ما بين جرح فلسطين الغائر، وبين سوريا المثخنة بالدماء وتخوم العالم الإسلامى المُستباحة، كل ذلك في ظل استمرار التمثيل غير العادل لأمتنا الإسلامية في مؤسسات الحوكمة الدولية، مع استمراءٍ لازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم المسلمين والدول الإسلامية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السيدات والسادة..إذا كان ما سبق هو عرض وجيز لبعض ما يواجهنا من صعاب، فمن الإنصاف القول بأن منظمتنا بذلت وتبذل الكثير من الجهد في مختلف المجالات للتغلب على هذه المصاعب ووصولاً لتحقيق التقدم والرخاء لشعوبنا، كما تعمل أجهزة المنظمة ومؤسساتها على تحقيق التكامل فى مجالات التعاون المختلفة، الاقتصادي والتجاري، العلمى والتكنولوجى، الثقافى والإعلامي، إلى جانب مجالات الزراعة والصحة والسياحة والعمل والنقل والمواصلات والبيئة وغيرها من المجالات الهامة.
لقد نجحت تلك الجهود فى تحقيق تقدم ملحوظ فى عدة مجالات خلال الفترة الماضية... حيث زادت نسبة مساهمة الدول الأعضاء فى حجم التجارة العالمية... كما ارتفع حجم التجارة بين دول المنظمة إلى 17.8٪ ليقترب من تحقيق نسبة 20٪ بحلول عام 2015 المستهدفة فى إطار برنامج العمل العشرى للمنظمة... مما يدفعنا إلى استمرار العمل والارتفاع بسقف تطلعاتنا ... فمازلنا على سبيل المثال بحاجة لبذل المزيد من الجهد فى مجالات التعليم والبحث العلمى .. كما أننا في حاجة إلى تشجيع برامج السياحة البينية للدول الإسلامية و خاصة السياحة الثقافية والعلمية و تبني المعايير العلمية الدقيقة لتحقيق ذلك.
وإننى إذ أدعو كافة الدول الأعضاء وأجهزة المنظمة المعنية لدفع العمل فى مختلف القطاعات، ومن جانبى: أعدكم ببذل قصارى الجهد خلال رئاسة مصر للدورة الثانية عشر للقمة لتدعيم التعاون والعمل الإسلامى المشترك، ورفع مستوى التنسيق بين مؤسسات وأجهزة منظمتنا.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،السيدات والسادة، لابد من الإشارة هنا ومن واقع مسئوليتنا جميعا إلى أن هناك قضايا كبرى تتعلق بحاضر ومستقبل عالمنا الإسلامى ككل ينبغي معالجتها - إضافة إلى الأزمات والمشكلات التي تعترى بعض الدول والأقاليم - ولعل من أبرزها ما يلي:
أولاً: المعضلات الناشئة عن القصور في النواحي التعليمية والثقافة الدينية، وتراجع قدرة المجتمعات على توفير التنشئة الدينية السليمة التي هي السبيل الوحيد لمواجهة جذور التطرف و العنف الذي أحيانا ما يظهر ليهدد أمن مواطنينا و استقرار مجتمعاتنا و التنمية في دولنا.
ثانياً: الصورة السلبية عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية : فبرغم إقرارنا بأن هناك أطرافا خارجية لها أغراضها الخاصة ساهمت في رسم تلك الصورة المشوهة، إلا أن دولنا تتحمل دون شك نصيبها من المسئولية فى ذلك، و علينا أن نكثف جهود منظمتنا لتصحيح تلك الصورة بما يمنع الإساءة إلى ديننا الحنيف و يعرف بقيمه الإنسانية الحضارية السامية.
ثالثاً: في ذات الإطار، يعاني عدد من الجاليات المسلمة فى دول عديدة من ظاهرة الإسلاموفوبيا أي كراهية الإسلام أو الخوف المرضي من الإسلام و هو ما يدعونا لمناقشة الأمر بما يستحقه من اهتمام كبير مع شركائنا فى المجتمع الدولي إذ أننا نشعر جميعا بالقلق العميق لما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من بلاد العالم و نعتقد أن المطالبة باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل بني البشر إنما هي مبادئ عالمية مًستقرة ومُتفق عليها و إن احترام حقوق الأقليات هو معيار حقيقي لحضارة الأمم و الشعوب.
وقد قطعت منظمتنا في هذا المجال شوطا ينبغى البناء عليه: فباسمكم جميعا أدعو دول العالم ومؤسساته الدولية إلى اتخاذ الإجراءات وإصدار التشريعات اللازمة... لمواجهة كل محاولات إثارة الكراهية والتمييز والعنف ضد الأشخاص بسبب خلفياتهم العرقية أو العقائدية.
رابعاً: تعزيز وتفعيل الحوار والتفاهم بين العالم الإسلامى وبين الدول والتجمعات الأخرى على نحو يضمن تحقيق الاحترام المتبادل ويجسر هوة الثقة بينها، فلقد عانينا مرارا من جراء ضعف آليات الحوار القائمة بين الأطراف المختلفة أو عدم فعاليتها، كما اكتفينا مراراً بالتألم لوقوع قتلى وجرحى جراء الاحتجاجات على أفعال مشينة تُسئ لمقدساتنا، وقد كان الأجدر بنا أن نتقي جميعا تلك الشرور من خلال الحوار الهادف .
خامساً: ضرورة التصدى للفتن المذهبية والطائفية على صعيد الأمة من خلال الحوار والتثقيف، لأن تلك الفتن، إن لم نُخمدها سوياً، فإنها سوف تسرى فى جسد الأمة، وقد تفلح لا قدر الله، في تحقيق ما فشل أعداء الأمة فى تحقيقه من خارجها.
وإنني إذ أشيد بما اتفقنا عليه خلال قمتنا الاستثنائية الأخيرة بمكة المكرمة بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية فى الرياض، فإننى أؤكد أيضاً أنه من دواعي فخر مصر أن أزهرها وعلماءها كانوا وسيظلون، إن شاء الله، رافعي لواء العلوم الإسلامية، فى سبيل احتواء خطر الفتنة ونشر صحيح الدين فى كل بقاع العالم الإسلامي.
سادساً: وأخيراً، فإن ما تعانيه بعض دول أمتنا من أوضاع اقتصادية أو إنسانية صعبة سواءً بسبب خلل هيكلى أو جراء كوارث طارئة، يستدعى النظر فى تطوير منظومة الإغاثة القائمة و إعادة هيكلة الصناديق الإغاثية للمنظمة بما يضمن تنميتها و زيادة فعاليتها والتفكير في وضع آليات للإنذار المُبكر تضمن المساهمة فى منع أو معالجة آثار مثل تلك الكوارث، هذا بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل آلية تنسيقية بين الجمعيات الإغاثية و مؤسسات المجتمع المدني داخل الدول الأعضاء لتوجيه جهودها و رفع كفاءتها مع كل التقدير و الاحترام لما هو قائم من جهود .
السيدات والسادة.. نواجه على المستوى السياسى العديد من التحديات... على رأسها وفى قلب كل منا: القضية الفلسطينية، حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم أجمع، قضيتنا المركزية والهدف الأسمى لمنظمتنا التى قامت بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 والتى من أهم أهدافها دعم جهاد الشعب الفلسطينى واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس.
إن مصر بثورتها التى قامت لإعلاء قيم الحرية والديمقراطية و الشورى والعدالة الاجتماعية، و بتاريخها الذي يشهد إنها كانت فى كل العصور درع الأمة وأمانها، مُلتزمة بكل ثبات ووضوح بدعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة... حتى ينال حريته فى وطنه المستقل ... ومن منطلق هذا الالتزام الثابت سعت مصر لدعم إخواننا المحاصرين فى قطاع غزة ووقف الاعتداء الغاشم الذى تعرضوا له ... وهو ما وُفِقٌنا الله إليه بفضله حقناً لدمائهم الطاهرة.
وفى هذا السياق.. فإننا نبارك لأشقائنا فى فلسطين النجاح الذى تحقق بصدور قرار الجمعية العامة للأمة المتحدة للارتقاء بوضعية فلسطين إلى دولة مراقب.. وهو النجاح الذى لم يكن ليتحقق بدون الجهد الذى بذلناه جميعاً على مختلف المستويات لدعم القرار الفلسطينى.. و هو خير دليل على أن تكاتفنا كفيل بأن يبلغنا الغايات المشتركة.. و من هنا لابد أن يكون ذلك النجاح حافزاً لنا للاستمرار فى العمل المشترك لمواجهة التوسع المحموم في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.. بأن نضع المجتمع الدولى أمام مسئوليته في ضرورة اتخاذ إجراءات محددة وخطوات فاعلة لوقف الأعمال الإستيطانية غير المشروعة على الفور ودون تأخير.. وسنناقش فى جلسة خاصة مساء اليوم إن شاء الله موضوع الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ... وأتطلع لإسهاماتكم الإيجابية فى مداولاتها.
أيها الإخوة،
مايزال جرح سوريا ينزف وتدمى معه قلوبنا، و ماتزال المأساة الإنسانية مستمرة وماتزال دماؤهم مستباحة، إن مصر حريصة أشد الحرص على إنهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن، حقناً لدماء أهلها، وحفاظاً على وحدة سوريا، وعلى مقدرات شعبها العظيم إن على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ و يعي درسه الخالد: إن الشعوب هي الباقية و إن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة.
إن جهود مصر المستمرة، والتى بدأتها بإطلاق المبادرة الرباعية في قمة مكة المكرمة لإنهاء معاناة الشعب السورى تقوم على ثوابت واضحة هي: الحفاظ على سلامة تراب سوريا، وتجنيبها خطر التدخل العسكري الأجنبي الذي نرفضه، والحرص على أن تضم أي عملية سياسية كافة أطياف الشعب السوري، دون إقصاء على أساس عرقي أو ديني أو طائفي، ولقد بدأنا حواراً مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية تحقق تطلعات شعبها في مستقبل أفضل، وفى هذا السياق أدعو جميع الدول الأعضاء لمساندة تلك الجهود ودعم الخطوات الهامة التي يتخذها السوريين من اجل توحيد صفوفهم.. وإقامة الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية.. والذى أصبح مقره القاهرة.. حيث تقدم له مصر كل الدعم اللازم ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل.
كما أدعو كافة أطياف المعارضة التى لم تنضم للائتلاف إلى التنسيق معه، وإلى مؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة، لعملية البناء الديمقراطى لسوريا الجديدة، و أهيب بالمعارضة السورية أن تسرع فى اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسئولية السياسية بكافة جوانبها حتى إتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده.
لقد بلغت الأوضاع الإنسانية فى سوريا مبلغاً خطيراً و في كل يوم يزداد تدهوراً للأسف: فقد نزح حتى الآن أكثر من مليون ونصف المليون سورى من قراهم ومدنهم و باتت أوضاعهم المعيشية بالغة الصعوبة.. بينما هاجر مئات الآلاف خارج سوريا... وقد قمت بإصدار تعليمات بمعاملة الأخوة السوريين فى مصر معاملة المصريين فى تلقى العلاج والالتحاق بالتعليم.. ولعلكم تشاركوننى فى توجيه الشكر لدول الجوار السورى على ما تبذله من جهود مشكورة فى استقبال أشقائنا السوريين وتقديم العون لهم.
أما فى أفريقيا، فلقد تابعنا جميعاً بقلق بالغ التصعيد الحادث فى مالى.. وإن مصر إذ تؤكد على دعمها لوحدة الأراضى المالية وسلامة شعبها وتراثها الثقافى.. فإننا ندعو إلى التعامل مع الوضع هناك.. ومع أي حالة مشابهة... من منظور شامل.. يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة.. ويعالج جذورها سياسياً وتنموياً وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان. وهو ما يؤكد من جديد على أهمية دعم جهود التنمية فى منطقة الساحل... خاصة فى الشقيقة مالى.
ومع انتهاء المرحلة الإنتقالية فى الصومال بانتخاب فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيساً للجمهورية.. والذى أرحب به باسمكم جميعا بيننا اليوم.. فإنه يتوجب علينا الاضطلاع بمسئولياتنا تجاه هذا البلد الشقيق ودعم جهود إعادة الإعمار فيه.. وتعزيز الأنشطة التنموية والخدمية فى مجالات بناء مؤسسات الدولة وتطوير القدرات البشرية لمواطنيه.
وعلى تخوم عالمنا الإسلامى، خلقت أحداث العنف الطائفية ضد مسلمى ولاية "راكين" بجمهورية اتحاد ميانمار وضعاً لا يمكن السكوت عنه.. وفى ظل الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى والنازحين.. فلابد من الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمى الروهينجا ومنع أى تمييز ضدهم.. وضمان حصولهم على كامل حقوقهم المشروعة كمواطنين كاملى المواطنة.. كما نطالب حكومة ميانمار بتحمل مسئولياتها إزاء الأوضاع المتردية فى ولاية "راكين".. وعلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولى أن يكيلا بمكيال واحد.. وأن يشددا على احترام وضمان حقوق المسلمين فى ميانمار.
وفي إطار مواجهة الأزمات السياسية لدولنا الإسلامية و تحديات التدخلات الخارجية و عدم عدالة موازين الآليات الدولية، فإنني أدعو إلى الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية والتعامل مع كافة الأزمات التى تواجه دولنا: آلية تحقق مصالحنا وترعى حقوق شعوبنا وتحفظ استقلال قراراتنا الكبرى و تؤدي إلى تقليص التدخل الأجنبى المباشر وغير المباشر فى أحوالنا الداخلية و البينية.. كما تسهم في دعم السلم و الأمن العالمي .. خاصة مع تزايد المخاطر جراء تفجر الأزمات والصراعات هنا و هناك..
كما أن علينا أن نتكاتف كدول أعضاء في هذه المنظمة الهامة في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية والتأسيس لنظام حوكمة رشيد له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم على قدم المساواة وتساهم في تحقيق السلم والأمن العالمي بما يؤدي إلى نظام عالمي يدعم قيم العدل والحق والشراكة الإنسانية.
السيدات والسادة،
لقد بذلت المنظمة الكثير من الجهد والعمل الدءوب من أجل تعزيز وتفعيل دور المرأة فى مختلف نواحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية... إعمالاً لمبادئ شريعتنا الغراء التى أعلت من قدر المرأة ومكانتها.. وإيماناً منا بأهمية دور شقائق الرجال فى المجتمع .. فقد استضافت مصر مقر منظمة تنمية المرأة طبقاً للقرارات الصادرة عن مجلس وزراء خارجية المنظمة... وحتى يتسنى لهذه المنظمة المتخصصة أن تشرع فى عملها الهادف إلى وضع الخطط والبرامج والمشروعات اللازمة للنهوض بالمرأة وبناء قدراتها.. فإننى أدعو كافة الدول الأعضاء للإسراع بالتوقيع والتصديق على النظام الأساسى للمنظمة.
كما أدعو إلى الاهتمام بتعزيز التواصل الشبابي بين بلداننا في مختلف الجوانب العلمية والأكاديمية والثقافية والفنية و الرياضية وغيرها من خلال إقامة الفعاليات و الأنشطة الشبابية بشكل دوري و خاصة على هامش القمة الإسلامية و توسيع نشاط منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون و فتح أفرع له في الدول المختلفة ليصبح قناة للتواصل و التعارف المستمر بين شباب العالم الإسلامي ودعم جميع المبادرات الشبابية الجادة التي تسعى لتحقيق نفس الهدف النبيل مع ضرورة تطوير التعاون في برامج ومنح التدريب و التبادل الطلابي.
وفى ختام كلمتى.. أود أن أتوجه بخالص الشكر لأمين عام المنظمة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو... والذى قدم خلال فترتي توليه لهذا المنصب الرفيع .. الكثير من الجهد والعمل الدءوب من أجل تحقيق أهداف المنظمة وتعزيز العمل الإسلامى المشترك.. وحرص على قيام المنظمة بدور فاعل على المستوى الدولى.
أدعو الله سبحانه أن يكلل أعمال قمتنا بالنجاح... وأن يوفقنا خلال رئاسة مصر للقمة ... للعمل على النحو الذى يرضيه سبحانه وتعالى... ويتجاوب مع تطلعات شعوبنا وآمالهم... وفقنا الله جميعا لما يحب و يرضى... إنه نعم المولى ونعم النصير.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون"صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.