قال عبدالمنعم الشاعر أحد أبطال المقاومة الشعبية ببورسعيد إن بورسعيد ستظل دوما مدينة البطولات، والمدينة الباسلة ودرع مصر على طول الزمان مهما جار عليها حكامها، مؤكدا أن بورسعيد وشعبها لن يركعوا لأى معتد أو مغتصب، مشيرا إلى أن المدينة شهدت أحداثًا مؤسفة الأيام الماضية لم تعهدها المحافظة من قبل، خاصة أنه عرفت بمدينة الهدوء والأمن والأمان. وأضاف فى حواره ل«الصباح»: إن الوضع الراهن لن يستمر طويلا لأن «البورسعيدية» لن يقبلوا أن تهان مدينتهم، وتظهر أمام الإعلام والجميع بمظهر «مدينة للبلطجية».. * بداية كيف تقرأ المشهد الآن ببورسعيد؟ - تتعرض مصر لاحتلال أقوى من الاحتلال الإنجليزى.. وأعنى به الاحتلال الإخوانى، الذى تسبب فى إراقة دماء المصريين، إلا أن بورسعيد التى واجهت العدوان الثلاثى لن تركع لأى معتد، وبأمر الله لن يركع البورسعيدية للإخوان، ودولتهم، فشعب بورسيعد مقاتل للظلم بطبعه، ولكنه ليس قاتلا، والمشهد الحالى سينتهى قريبًا لأن البورسعيدية أبطال وسيحافظون على مدينتهم. * هل اختلف البوسعيدى الآن عن أجداده فى 56؟ - أحفاد 56 فعلوا ما لم يفعله أجدادهم فى 56، فاستطاعوا المشاركة فى ثورة عظيمة فى 25 يناير لإسقاط نظام فاسد، ورغم أن هدف أجدادنا كان واضحًا وهو المحتل الإنجليزى إلا أن هدفنا نحن كان صعبا، لأننا نقاتل مصريا مهما كان، فإذا خرجت طلقة نارية من شرطى إلى متظاهر أو العكس فهى تخرج من مصرى لتقتل مصريا، وهو ما لا يقبله البورسعيدية. * فى رأيك ما أسباب العنف والبلطجة فى شوارع بورسعيد؟ - الفقر والحاجة إلى لقمة العيش يولد الانفجار، وسيدنا على قال لو كان الفقر رجلا لقتلته، وهو ما يحدث الآن، إن من يعانى الفقر والجوع هو الذى يقتل ويسفك الدم بسبب حاجته للقمة العيش، وبالطبع فى ظل ما تمر به البلاد من انفلات وغياب الأمن، والأمل لدى الشباب العاطل، نجد أن العنف والبلطجة ببورسعيد فى تزايد مستمر. * كيف يعود الأمن والاستقرار للمدينة؟ - أوجه رسالة للرئيس محمد مرسى، وأقول له إياك أن تدفع قوات الجيش للتصدى لأعمال البلطجة، لا تعطى للجيش مهام غير مهامه، حتى لا يحدث أى صدام بين الجيش المصرى والشعب، وتزيد من حنق المواطنين، ولكن إذا كان الرئيس يريد حل الأزمة فعليه إصدار قرار جمهورى بتعامل الشرطة مع البلطجى بالسلاح، خاصة فى الدفاع عن المنشآت وأقسام الشرطة والنفس، وعلى الرئيس أن يصدر قرارا بتجنيد البلطجى الذى يتم القبض عليه إجباريا فى الجيش، واستخدامهم لتعمير الصحراء تحت رعايه القوات المسلحة، للاستفادة من طاقات هؤلاء البلطجية، وإرهاب باقى البلطجية للبعد عن العنف. * هل تعتقد أن بورسعيد الآن تسدد فاتورة عدم التعاون مع النظام؟ - بالطبع بورسعيد تسدد تلك الفاتوره لعدم تجاوبها مع النظام، هذا من ناحية، ومن ناحيه أخرى الذين يديرون البلاد هم المساجين، الذين كانوا بالأمس بالسجون وأصبحوا الآن سجانين، ويعاملون الشعب البورسعيدى باعتبارهم مسجونين. * لماذا ترفض بورسعيد الحكم الإخوانى؟ - قديما عندما زار حسن البنا بورسعيد، قام البورسعيدية بمهاجمته، وقذفوه بالقنابل اليدوية، تعبيرا عن رفضهم للزيارة، والآن هم يرفضون أخونة البلاد، ولاتزال جينات الشعب البورسعيدى ترفض تجار الدين الذين يخلطون الدين بالسياسة. * ماذا عن قرار رئيس الجمهورية بحظر التجوال بمدن القناة؟ - قرار حظر التجوال الذى أصدره الرئيس مرسى، أوضح ضعفه وفشله فى اتخاذ القرارات، ويبدو أنه لم يقرأ تاريخ أبناء مدن القناة، خاصه أبناء بورسعيد الذين يتصفون بالعناد، ونحن ضد العنف والبلطجة، ولكن ليس معنى ذلك إصدار قرار بتطبيق الحظر بهذا الشكل، وهذا يؤكد خلل الرئيس فى اتخاذ قراراته. * حديثكم يعنى أن الرئيس يتخذ قرارات دون دراستها.. هل هذا صحيح؟ - الرئيس مرسى مازال يتعامل بثوب أستاذ الجامعة الذى يدير شئون طلابه، فهو يصدر القرارات كأنها إلزام على الشعب، بالإضافة أن مكتب الإرشاد يملى عليه قراراته، وتناسى أن الشعب يرفض العودة لعهد الديكتاتورية، وفرض القرارات عليه بالقوة، وأعتقد أن مصر تحتاج لإدارة واعية، وقدرات ومهارات خاصة ليست متوافرة فى الرئيس مرسى وجماعته، والنظام الآن لا يلبى مطالب الثورة. * بماذا تنصح أبناء بورسعيد؟ - نصيحة لكل المصريين بمن فيهم الفصيل الإخوانى مصر أغلى من حماس التى أصبحت تتدخل فى شئون البلاد، وبورسعيد بلادكم حافظوا عليها حتى تظل رمزا للمدينة الباسلة.. مدينة الأبطال.. ومصنع الرجال.