أبناء بورسعيد لن يركعوا أمام الإخوان كما لم يركعوا أمام العدوان الثلاثي الشعب البورسعيدي مقاتل وليس قاتلاً أو مجرماً قرار حظر التجوال أوضح ضعف الرئيس يجب إعطاء المزيد من الصلاحيات لرجال الشرطة لمواجهة البلطجية يجب تجنيد البلطجية إجبارياً.. واستغلالهم في زراعة الصحراء عبد المنعم الشاعر أحد أبطال المقاومة الشعبية ببورسعيد إبان العدوان الثلاثي على مصر، شارك المقاومة البورسعيدية في حروب 67 والاستنزاف و73، الآن وبعد عامين على مرور ثورة الخامس والعشرين من يناير، وفي ظل أجواء الاضطرابات وحظر التجوال التي عادت إلى المدينة مرة أخرى شعر عبدالمنعم بالمخاطر المحدقة بالبلاد. قال عبدالمنعم أن بورسعيد ستظل دوماً مدينة البطولات وستظل المدينة الباسلة ودرع مصر، مهما جار عليها حكامها، مؤكداً أن بورسعيد وشعبها لن يركعون لأي معتدٍ أو مغتصب، وأعرف عن أسفه وحزنه الشديدين جرّاء ما تشهده بورسعيد في الآونة الأخيرة من أحداث يدمى لها القلب، لأن بورسعيد عُرف عنها الهدوء والأمن والأمان، مؤكداً أن الوضع الراهن لن يستمر طويلاً لأن البورسعيدية لن يقبلوا أن تُهان مدينتهم، وأن تظهر بهذا المشهد الذي يصوّر للجميع أن بورسعيد ما هي إلا إجرام وبلطجة، وهذا عار تماماً من الصحة.. كان ل الحوار التالي مع البطل البورسعيدي عبدالمنعم الشاعر. - كيف تقرأ المشهد الآن في بورسعيد ؟ مصر بشكل عام عانت من الاحتلال في 3 حقب تاريخية، وهي حقبة احتلال الأتراك والحكم العثماني لمصر ثم الاحتلال الفرنسي ثم الاحتلال الإنجليزي، وللأسف مصر الآن تتعرض لاحتلال أكبر وهو الاحتلال الإخواني الذي تسبب إلى الآن في إراقة المزيد من دماء المصريين في كل مكان، والطامة الكبرى أن نشهد في يوم أن المصري يقتل المصري.. أما بالنسبة لبورسعيد فأبناؤها قديماً واجهوا العدوان الثلاثي ولم يركعوا لأي معتدٍ، وبأمر الله لن يركع البورسعيدية للإخوان ودولة الإخوان، فالشعب البورسعيدي شعب مقاتل ورافض للظلم بطبعه، لكنه ليس شعباً قاتلاً، والمشهد الحالي سينتهي لأن البورسعيدية أبطال، وسيحافظون على مدينتهم، وعلى أرضهم، ولن يقبلوا بأي إهانة. - هل ترى فرق بين البورسعيدي إبان 56 والبورسعيدي الآن؟ أحفاد 56 فعلوا ما لم يفعله أجدادهم في 56 فهم استطاعوا من البداية أن يشاركوا في ثورة 25 يناير العظيمة، ليسقطوا نظاماً فاسداً، لكن الفرق أننا قديماً، كان لنا هدف واضح، وعدو واضح، وهو المحتل الغاصب لمدينتنا فكنّا نطلق عليه الرصاص ونقتله دون أن يطرف لنا رمش، أما الجيل الحالي فيتعامل مع مصري مثله فإذا خرجت طلقة نارية من شرطي نحو متظاهر أو العكس فهي تخرج من مصري لتقتل مصري، وهذا ما لم ولن نقبله إطلاقاً مهما حدث. ما أسباب العنف والبلطجة التي تعاني منها الآن شوارع بورسعيد؟ الفقر والحاجة إلى لقمة العيش، هذا ما يولد الانفجار، وسيدنا علي –رضي الله عنه- قال "لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، فمن يعاني الفقر والجوع هو الذي يقتل ويسفك الدماء، بسبب حاجته للقمة العيش، كما يزداد العنف وتتفاقم الظاهرة مع الانفلات الأمني، وغياب الداخلية، ومع غياب الأمل لدى الكثيرين من الشباب العاطل. بماذا تنصح الرئيس محمد مرسي.. لإعادة الأمن والاستقرار للمدينة الباسلة، وعموم مصر؟ أوجه رسالة للرئيس محمد مرسي، وأقول له إياك أن تدفع قوات الجيش للتصدي لأعمال البلطجة.. لا تعطي للجيش مهام غير مهامه حتى لا يحدث أي صدام بين الجيش والشعب، وتزيد من حنق المواطنين، ولكن إذا كنا نريد أن يعود الأمن فلا بد أن يتم إصدار قرار جمهوري بأن يتم تعامل الشرطة مع البلطجي بالسلاح لأن الضابط أو الجندي يقف مكتوف الأيدي لا يستطيع أن يستخدم سلاحه، فلو استخدمه يتظاهر الناس ضده، ويُتهم بالقتل، لابد أن يتم التفرقة في استخدام الشرطي للسلاح، وأن استخدامه هو للدفاع عن المنشآت وأقسام الشرطة والنفس، من جهة أخرى لابد أن يصدر قرار جمهوري بأن البلطجي الذي يتم القبض عليه يتم تجنيده إجبارياً بالجيش، وأن يتم توجيههم لصحراء مصر لتعميرها تحت رعاية القوات المسلحة، هذا سيؤدي إلى الاستفادة من طاقات هؤلاء البلطجية من ناحية ومن ناحية أخرى يعطي درساً لكل البلطجية والمجرمين، وكل من تسول له نفسه أعمال العنف، ولكن لابد من تصنيف البلطجية فهناك أنواع منهم تروّع الناس وتقتلهم فهؤلاء لابد من القصاص منهم فوراً، وهناك مجموعة أخرى من اللصوص ومثيري الشغب، وهؤلاء لابد من تجنيدهم إجبارياً. كيف ترى أحداث استاد بورسعيد الشهيرة وما تبعها من أحداث؟ أحداث استاد بورسعيد مخططة ومدبرة، وهي مؤامرة أشم فيها رائحة سجن طرة وقيادات وأتباع النظام السابق ببورسعيد، لقد انتهت المباراة بفوز النادي المصري، وقد خيّب الله ظن المدبرين للأحداث بفوز المصري، فكيف يكون فريق فائز وتسعى جماهيره للقتل، هذه ليست شيم البورسعيدية أو جماهير النادي المصري، وهذا يؤكد أن الحادث مدبر، ومخطط له وراح ضحيته البورسعيدية، وكانت بورسعيد كبش فداء. هل تعتقد أن بورسعيد الآن تسدد فاتورة عدم تجاوبها مع النظام؟ بالطبع بورسعيد الآن تسدد فاتورة عدم تجاوبها مع النظام، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الذين يديرون البلاد هم المساجين الذين كانوا بالأمس بالسجون، وأصبحوا الآن سجّانين، ويتعاملون مع الشعب على اعتبارهم مساجين والشعب البورسعيدي على الأخص يتعامل بتلك المعاملة. ما سبب عدم تقبل البورسعيدية لحكم الإخوان المسلمين؟ قديماً عندما زار حسن البنا بورسعيد، هاجمه البورسعيدية، وألقوا " قنابل يدوية "، تعبيراً عن رفضهم لزيارته، ورفضهم للأخونة، ولا تزال جينات الشعب البورسعيدي ترفض تجّار الدين الذين يخلطون الدين بالسياسة. ما رأيك في قرار حظر التجوال على مدن القناة؟ قرار حظر التجوال الذي أصدره الرئيس مرسي على مدن القناة أوضح ضعفه وفشله في اتخاذ القرارات، ويبدو أنه لم يقرأ تاريخ أبناء مدن القناة وخاصةً أبناء بورسعيد الذين يتصفون بالعناد.. أنا عموماً ضد العنف والبلطجة، ولكن ليس معنى ذلك أن يتم إصدار قرار بتطبيق الحظر بهذا لأشكال، وهذا يؤكد خلل الرئيس في اتخاذ قراراته. هل ترى أن الرئيس مرسي يتخذ قرارت دون دراستها؟ الرئيس مرسي لا يزال يتعامل بثوب أستاذ الجامعة الذي يدير شئون طلّابه فهو يصدر القرارات كأنها إلزام على الشعب، إضافة إلى أن مكتب الإرشاد يملي عليه قراراته تناسى أن الشعب لم يعد لعهد الديكتاتورية، وفرض القرار عليه، واعتقد أن الدولة مثل مصر تحتاج إلى إدارة واعية، وقدرات ومهارات خاصة، لكن الرئيس محمد مرسي لا يتمتع بقدرات ومهارات الإدارة، ولم يلبي أي من مطالب الثورة وأهالي الشهداء، الذين لم يحصلوا على حقوقهم حتى الآن، رغم وعود الرئيس. بماذا تنصح أبناء وأحفاد بورسعيد 56 خاصةً مع تلك الأوضاع الملتهبة؟ أنصحهم نصيحة واحدة أن مصر هي أغلى من أي تيار سياسي سواء ليبرالي أو علماني أو حتى إخواني.. مصر أغلى من "حماس" التي أصبحت تتدخل في شؤون البلاد، وهي المتسببة في أخونة الدولة وبورسعيد، حافظوا بأن تبقى رمزاً للمدينة الباسلة ومدينة الأبطال ومصنع الرجال.